المحتوى الرئيسى

الصيف ينعش حياة الأقلية المسلمة جنوبي صربيا

08/07 10:52

ولا تقتصر أهداف العطلة الصيفية على زيارة الأقرباء والوطن، إذ إن الكثيرين يأتون لأهداف أخرى مثل تزويج أبنائهم وبناتهم من أبناء الأقلية نفسها، للحفاظ على الدين والتقاليد واللغة، وضمان عدم انحراف أبنائهم وذوبانهم في البلاد الغربية.

وتشهد هذه الفترة انتعاشا للاقتصاد المحلي، حيث يعمل هؤلاء المهاجرون على استكمال بناء بيوتهم وإصلاحها؛ أملا في العودة إليها يوما ما، وإنجاز بعض المشروعات الصغيرة، إضافة إلى استهلاكهم المرتفع من السوق المحلي.

وبسبب الفارق المادي بين المغتربين والسكان المحليين، يُحيي المغتربون كذلك مجال الأعمال الخيرية من خلال المساعدات المادية التي يقدمونها لأقربائهم ومعارفهم والفقراء وكبار السن والأيتام من سكان المنطقة.

ويقول محمد (56 عاما) للجزيرة نت إنه ترك مدينته برشيفا نحو سويسرا سنة ١٩٨٠ ليعمل في شركة سويسرية، وإن أحواله المادية تحسنت هناك، وأضحى يزور مدينته مرتين في السنة.

ويعيش محمد في سويسرا مع زوجته وأولاده الأربعة، حيث تزوجت ابنته الكبرى أحد شباب الأقلية وأنجبت طفلين.

لا تزال بعض الأسر المسلمة جنوب صربيا تفصل بين الرجال والنساء في الأعراس (الجزيرة)

ويضيف محمد أنه زوّج ابنته وابنه في مدينته خوفا من زواجهم بغرباء وخسارة هويتهم الدينية والثقافية، ويؤكد رغبته في تزويج باقي أبنائه بالطريقة نفسها.

ويشير إلى أن أكثر حالات الزواج تجري أثناء عطلة الصيف، موضحا أن أمور الزواج في برشيفا أسهل وأرخص منها في سويسرا.

ويؤكد أن حالة المهاجرين المادية ممتازة، وهم يقضون معظم أوقاتهم مع أسرهم وأقاربهم في المدينة.

يقول المهاجر الألباني إن أبناء الأقلية يعملون بالشركات الغربية المختلفة، بينما يفتح بعضهم شركته الخاصة.

ويضيف أن منهم أطباء وأكاديميين ومديرين في مؤسسات رسمية وخاصة، ويبين أن ثمة طلبا أوروبيا على الكفاءات العلمية من صربيا وبلاد البلقان، بينما حصل الآلاف منهم على جنسيات البلاد التي يعيشون فيها.

ويقول مفتي مدينة برشيفا السابق جمال إحساني إن في مدينته وحدها نحو 15 ألف مهاجر في أوروبا، وهؤلاء يعودون بسياراتهم خلال العطلات الصيفية لمواجهة تكاليف السفر المرتفعة عبر الطائرة، خاصة أن أسرهم تتألف من أربع إلى خمسة أفراد، بينما تكلفة السفر عبر السيارة لا تتعدى مبلغ ثلاثمئة يورو.

ويضيف للجزيرة نت أنه من النادر أن تحدث حالات زواج لأبناء الأقلية خارج حدودها ودون رضاها، وذلك لقوة التقاليد والترابط الأسري بين أبنائها، والرغبة العارمة في الحفاظ على العرق والدين.

ويؤكد أن أمور الزواج ميسرة جدا بين أبناء الأقلية، كما أن المهور معتدلة جدا وليست مهمة لدى العائلات.

وعن الطرق المعتمدة في الزواج يقول إحساني للجزيرة نت إن الأسرة أو الشاب إذا أعجب بفتاة ما، يرسل أحد أقاربه لخطبتها، وعادة تطلب أسرة الفتاة مهلة زمنية لتسأل عن الشاب وأسرته، وإن وافقوا يتمّ الأمر بسهولة ودون تعقيد.

أما النشاط الآخر الذي يكثر في فترة الصيف، فهو إجراءات وحفلات الختان، ويقول عنها إحساني إنه من المعروف أنها سنة إسلامية، ويطبقها أبناء الأقلية على أطفالهم الذكور بين 5 و13 عاماً.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل