المحتوى الرئيسى

فلسطين في ريو 2016​ برغم التحدّيات واستفزاز الإعلام الإسرائيلي

08/07 08:25

بين الصعاب والتضييق الإسرائيلي، يشق أبطال الفريق الفلسطيني طريقهم إلى أولمبياد ريو 2016، متحدين الإمكانات الضئيلة المتوافرة لديهم، ومعتبرين أن الفوز الحقيقي ليس في نيل ميداليات، لم يوفق أسلافهم بالفوز بها، بل برفع علم فلسطين في بطولة عالمية كهذه.

أمّا اسرائيل، فتواصل ممارساتها العنصرية اليومية ضد الشعب الفلسطيني، إذ تستمر في وضع العصي في دواليب الفريق الرياضي، ثم تنشر في صحفها أخباراً ومقالات عن قلة مؤهلاتهم. فمن هو الفريق الأولمبي الفلسطيني؟ وكيف تعمل إسرائيل بشتى الوسائل لعرقلته؟

يتألف الفريق الفلسطيني من ستة لاعبين، هم السباحة ماري الأطرش والسباح أحمد جبريل والعداء محمد أبو خوصة والعداءة ميادة الصياد ولاعب الجودو سيمون يعقوب والفارس كريستيان تسيمرمان، وهو الفريق الأكبر في تاريخ المشاركة الفلسطينية في الأولمبياد. إلا أن معظم اللاعبين الممثلين لفلسطين، يحملون جنسيات مختلفة، غير جنسيتهم الفلسطينية، الأمر الذي فتح المجال لانتقادات الصحافة،  خصوصاً الإسرائيلية، التي وجدت في تنوع جنسيات اللاعبين فرصة لشن حملات عليهم. يقيم ثلاثة من الرياضيين الستة في ألمانيا ويحملون جنسيتها، كما ولد السباح أحمد جبريل في القاهرة، ويقيم حالياً في إسبانيا، وهنالك لاعبان فقط مقيمان في الضفة الغربية في فلسطين.

وقد شاركت فلسطين للمرة الأولى في الأولمبياد عام 1996 في  مدينة أتلانتا الأميركية، لكنها لم تحظ بفرصة الفوز بأي ميدالية منذ ذلك الحين حتى مشاركتها الخامسة في أولمبياد لندن عام 2012. ويتطلع الفريق الفلسطيني هذه المرة لكسر الحاجز بينه وبين الميدالية الفلسطينية الأولى.

قبل أن تصل إلى ريو دي جانيرو، خاضت السباحة ماري الأطرش (22 عاماً) مجموعة من التحديات، لتتمكن من إعداد نفسها للمشاركة في سباق الـ50 متراً سباحة حرة، فكانت تذهب من مدينتها بيت لحم إلى مدينة بيت ساحور لتتدرب في ملعب نصف أولمبي طوله 25 متراً، إذ لا توجد مسابح أولمبية في الضفة الغربية. وقد كانت اسرائيل ترفض منحها تصريحاً للعبور إلى القدس حيث الملاعب الأولمبية المجهزة جيداً، مما كان يضطرها لزيادة فترات تدريبها مرتين في اليوم. وقد عبرت في أكثر من لقاء صحافي، أن وضع الشباب الفلسطينيين الذين يحلمون في الرياضة أو المشاركة في بطولات عالمية، أصعب من وضع غيرهم، لأنهم لا يملكون التجهيزات المطلوبة، بالإضافة إلى تضييق إسرائيل التي لا تمنحهم تصريحات لدخول القدس إلا في المناسبات كأعياد الميلاد والفصح. كل ذلك اضطر الأطرش، بالتعاون مع الاتحاد الفلسطيني للألعاب الأولمبية، إلى تنظيم معسكر تدريب خارجي في الجزائر، لتتمكن من التدرب في مسابح الـ50 متراً.

شارك غردتعرفوا على الفريق الأولمبي الفلسطيني، وكيف تعمل إسرائيل بشتى الوسائل لعرقلته...

لم تكتف اسرائيل بالحد من حركة اللاعبين، بل سعت إلى رفع وتيرة الحرب مع الوفد الفلسطيني الذاهب إلى الأولمبياد، فقد احتجزت منذ أيام قليلة شحنة تجهيزات الوفد الفلسطيني، بينها ملابس اللاعبين ليلة الافتتاح، مما اضطر اللجنة الأولمبية الفلسطينية إلى التحرك سريعاً لتأمين بدائل خلال وقت قصير جداً، وهذا ما أثار ذعراً واضطراباً بين أعضاء الفريق. كما أن إسرائيل قد منعت رئيس البعثة عصام قشطة، المقيم في قطاع غزة، من المغادرة، متذرعة بأسباب "أمنية"، علماً أنه يسافر كل شهر تقريباً، مما منعه من الالتحاق بالبعثة في البرازيل في الوقت المناسب.

أما محمد أبو خوصة (23 عاماً) العداء الفلسطيني الأول الذي يشارك في سباق مئة متر في الأولمبياد، فقد اضطر إلى مغادرة قطاع غزة إلى جزر موريشيوس الإفريقية، منذ حوالي عشرة أشهر، لعدم توافر الوسائل المساعدة في تدريبات ألعاب القوى وعدو السباقات، ويحاول تجاوز رقمه القياسي الذي وصل إلى 10:55.

تحاول الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية الحط من شأن الفريق الفلسطيني بمقالات عدة، فيحاول موقع Times of Israel في مقال له، وصف الفريق الفلسطيني بالفريق الزائف مقارنةً بتنوع جنسياته، ثم يصف كاتب المقال اللاعبين بأنهم غير مؤهلين للمشاركة في الأولمبياد، معتبراً أنهم مدعوون إليه فقط ضمن برنامج للجنة الأولمبية، انطلاقاً من أن السباحة ماري الأطرش مثلاً، متأخرة أربع ثوان في رقمها القياسي في السباحة الحرة 50 متراً، عن الحد الأدنى للرقم الأصلي للتأهل في المونديال.

وجاء في المقال أن اللاعب محمد أبو خوصة، المشارك من الضفة الغربية، آت من عائلة فقيرة، وأن لاعب الجودو الألماني الفلسطيني سيمون يعقوب، كان مصاباً بمرض في الرئة، مما جعله يتوقف عن اللعب ثلاثة أعوام. ويعده كاتب المقال المنافس "الجدي" الوحيد في الفريق، وأنه لو عرف أنه سيتمكن من المشاركة كألماني، لما عاد وتذكر أصله الفلسطيني.

كذلك نشرت صحيفة هآرتز الإسرائيلية تقريراً مفصلاً عن اللاعب كريستيان زيمرمان، الذي يسجل المشاركة الأولى لفلسطين في مجال الفروسية في الأولمبياد. ولفت التقرير إلى أن أصله الفلسطيني غير موثوق به، في محاولة أخرى لتشويه سمعة الفريق الفلسطيني. كما غمز التقرير أيضاً سائر اللاعبين، سعياً إلى تشويه منجزاتهم وقدراتهم الرياضية.

Comments

عاجل