المحتوى الرئيسى

«مترجم»: أن تكون قطريًا مثلي الجنس.. كيف يبدو الأمر؟ - ساسة بوست

08/06 21:00

منذ 22 دقيقة، 6 أغسطس,2016

ملحوظة: نُشِر النص الأصلي لهذا المقال مرة على موقع «دوحة نيوز» Doha News القطري باللغة الإنجليزية، والذي أشار إلى أن العلاقات خارج إطار الزواج هي أمر غير قانوني في قطر، وأنه لا يدافع عن مخالفة القانون. يُرجى تفهم أن القصد من هذا المقال هو محاولة للتواصل من كاتبه، ومشاركة تجربته في أي يكون مثلي الجنس في قطر.

عقب حادث إطلاق النار على ملهى للمثليين في فلوريدا بالولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام، تحدث شاب قطري يدعى «ماجد» (ليس اسمه الحقيقي) عن شعوره بالفزع لدى سماعه التعليقات حول الحادث في مجتمعه، والتي رأى أغلبها أن من ماتوا خلال الحادث استحقوا ذلك المصير.

كتب ماجد أيضًا عن التحديات التي تواجهه كونه مثلي الجنس في قطر، يتمنى فيها أن يتسامح المجتمع مع المثليين. كان هذا نص رسالته:

تعد المثلية الجنسية من المحرمات في قطر، ولا يتم الحديث عنها على الإطلاق ضمن الخطاب العام، إلا أنها متواجدة على أرض الواقع، وبكثرة. أن تكون مثلي الجنس فهذا أمر مرفوض هنا، ويحمل الناس الكثير من العداء والكراهية للمثليين، ولكن الأمر معقد.

أعرف شخصًا لديه وجهات نظر معادية للمثلية، ويتحدث عن ذلك بوضوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هو شخص مفرط الحماس فيما يتعلق بآرائه بشأن حياته الجنسية، على الرغم من أنه مثلي الجنس. وليتغلب على هذا الأمر، يسافر ويذهب لبلاد أخرى؛ ليعيش على طبيعته.

في قطر، يمكن للمثليين الاختباء خلف جدار، خلف ثقافة رفض المثلية الجنسية؛ لأن ذلك يجعلهم في مأمن من رقابة العامة، فحتى المسلمين غير المتدينين أنفسهم ينظرون إلى شخص مثلي على أنني لم أولد كذلك.

هنا اعتقاد في ثقافتنا أنك أنت من تختار أن تكون مثلي الجنس. هم لا يؤمنون أن تلك قد تكون طبيعة الشخص، بل يؤمنون أنها تظهر نتيجة التربية، وأن ذلك قد يكون سببه أنك تربيت وسط الكثير من الفتيات، أو أنه ليس لديك نموذجًا ذكوريًا في حياتك.

إنها مشكلة حقيقية في هذا المجتمع الذكوري الذي يحركه هرمون «التستوستيرون».

هم لا يؤمنون بوجود أسباب فسيولوجية لهذا الأمر، ويعتقدون أنه طالما اخترت أن تكون مع امرأة وأن تنجب، فبإمكانك أن تكون مستقيمًا، وأن تُلغيِ مثليتك. هناك آخرون يظنون أن المثلية الجنسية هي من ابتداع وتأثير الغرب، ولكن من غير الصحيح أنها دخيلة علينا؛ فدائمًا ما كانت المثلية الجنسية موجودة هنا.

وعقب انتشار الأخبار حول حادث إطلاق النار في ملهى المثليين في «أورلاندو»، وظهور تقارير حول إنقاذ الحراس المسلمين لمن كانوا في الملهى، كان هناك بعض التعليقات المروعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

كانوا يقولون بأنهم استحقوا الموت، وأنه كان يجب أن يحدث ذلك لمصلحة البشرية، بل أضافوا أن هؤلاء هم من «لعنهم الله». كانت هناك تعليقات أخرى تقول إنه كان يجب أن يموت جميع المثليين، أو أن يُجمعوا في جزيرة واحدة، ويُحرقوا جميعًا.

دائمًا ما كنت أعرف أن هذا هو رأي الناس، إلا أنني لم أعرف، إلا بعد ذلك الحادث أنهم يرغبون بشكل حقيقي في قتل من هم أمثالي، وهذا مُعتقد مقبول هنا.

بعد هذه التعليقات، أصبحت أكثر تخوفًا ممن يعرفون أنني مثلي الجنس. نحن يُنظر لنا باعتبارنا أهدافًا شرعية، يُسمح بالهجوم عليها، أو التعرض لها.

إن العيش هنا أمر بالغ الصعوبة، فمن المروع أن تكون أنت كمثلي الجنس سبب الألم لوالديك، وأنك تجلب العار لعائلتك. هناك هجوم مستمر، وهذا يقتلني. لقد سبب ذلك ضررًا لصحتي النفسية، لا يمكن إصلاحه. لم أكن لأختار أن أعيش في مكان تتحول فيه حياتي إلى موت، لا يوجد أي أمل أو مستقبل في أن أعيش حياة طبيعية هنا.

أين الخيارات المتاحة؟ هل يجب أن يهاجر جميع المثليين القطريين؟

فكرت في ذلك الأمر، إلا أن هذه بلدي. أنا أحب بلدي وفخور بها، وليس لدي مكان آخر لأذهب إليه. إذا غادرت، سيكون الأمر أشبه بالانعزال بعيدًا.

يظن الناس أنه بإمكانك أن تتزوج وتنجب ويتغير كل شيء، وأننا بذلك، وأننا بذلك سنُشفى ونُنقذ مما نحن فيه، ولكن ما الهدف من العيش بتلك الطريقة، أو أن نعيش في كذبة؟

السعي إلى تكوين علاقة دائمة مع رجل ليس خيارًا ممكنًا أيضًا. هذه العلاقات لا تدوم؛ لأن أحد أطرافها سيرغب في نهاية المطاف في الزواج من امرأة. هذا هو المتوقع، ولا تنتظر أبدًا أن يكون لك مستقبل ما مع رجل آخر. هناك موعد ينتهي عنده الأمر، وعندما يحدث ذلك، نبقى دائمًا في الظل.

نحن لا نريد مخالفة العامة، ولا نريد المزيد من الضرر أو الأذى أو الألم، ولكنني أشعر أن بلادي تمقتني. نحن ليس لدينا عيب خلقي، تلك الكلمة التي قيلت لي مرات عديدة. لم يحدث لي شيء ليجعلني مثلي الجنس، وأنا لم أختر ذلك.

إذا كان بيدي الاختيار، إذا كان هناك حبة سحرية بإمكاني أخذها لأصبح مستقيمًا، لفعلت ذلك. أنا لا أريد البؤس والشقاء في حياتي.

أنا في حالة اضطراب وكرب دائمين، كيف يمكنني التوفيق بين ما أنا عليه، وبين معتقدي وإيماني الذي يقول بأنني لا يجب أن أعيش؟ إنني الأسوأ، أنا حشرة.

كنت خائفًا للغاية من أن أكتب هذه الرسالة، ولكنني تحملت بما في الكفاية. إنني أشعر بأقصى درجات اليأس. كيف يمكنني شق الطريق للاستمرار في حياتي؟ ما الحياة الموجودة لي هنا من الأساس؟ أو لمن هم مثلي، أولئك الذين لا يريدون أن يخدعوا أنفسهم بالزواج؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل