"السابحون عكس التيار".. قناة السويس "فشنك" في نظر هؤلاء.. ممدوح حمزة وصفها بـ"مشروع الخراب".. وساويرس: "تبيعون لنا الوهم"
بالرغم من التأييد الشعبي الذي لاقاه مشروع قناة السويس الجديدة منذ عام مضى، كانت بعض الشخصيات تسبح عكس تيار التأييد والمؤازرة والدعم منذ الإعلان عن المشروع، واصفة المشروع بإنه وهم يُباع للمصريين، وعكفت على إعداد الدراسات والمستندات لتوثيق فشل المشروع قبل أن يبدأ.
الذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس تعيد للأذهان مواقف أبرز مهاجمي المشروع، لاسيما أن قاطرة المُهاجمين تزايدت، بعدما انقلبت شخصيات عدة على المشروع وتحولت مواقفها من التأييد إلى الهجوم، لتسبح هي الأخرى في ذلك التيار المُعاكس.
اكتسب الهجوم الذي شنه المهندس ممدوح حمزة، على مشروع قناة السويس، منذ الإعلان عنه، بأهمية خاصة، نبعت من خبرته الهندسية والاستشارية في مجال البناء، حيث كان أول من هاجم فكرة المشروع ووصفه بأنه "فشنك".
وأعد وقتها المهندس المُعارض، دراسة خاصة عن "مشروع الخراب"، -وفقًا لوصفه- كشف فيها سلبيات عدة تداولتها وسائل الإعلام، مؤكدًا خلالها أن وصف المشروع بالقناة أمر مُبالغ فيه، لأنه لا يتعدى كونه تفريعة صغيرة، لن تتعدى إيراداتها الـ0%.
وتحدث عن هذه الدراسة في مقطع فيديو له قال فيه: "أرسلت خطابًا إلى السيسي، أقول فيه رأيي عن القناة، ولكنه حول الخطاب إلى إحدى الجهات التي استمعت لوجهة نظري، وفوجئت بعدها باتصال من اللواء عصام بدوي، رئيس هيئة ميناء دمياط السابق، يقول لي الفريق مميش بيقولك ميصحش ترفع علينا قضية، اسحب القضية وهتشتغل معانا عندنا 10 أو 12 مشروع تانيين".
وفي يناير 2015، نقل عنه نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة أسوان، أنه هاجم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أثناء اجتماعه مع بعض أهالي النوبة، وتأكيده أن مشروع لن يعود على مصر بثمن، وفقًا لتصريحات الأول.
كان رجل الأعمال الشهير، نجيب ساويرس، إحد المنقلبين على قناة السويس من التأييد إلى الهجوم، حيث عبر في البداية عن حماسه الشديد لجوانب تحيط بالمشروع، مثل شهادات قناة السويس، التي أثبتت أن الاقتصاد المصري به قوة مستترة، وأن المشروع وحد المصريين، وفقًا لرأيه.
وأكد أن حجم شراء المصريين لشهادات استثمار قناة السويس الجديدة، دليل على ثقتهم في الرئيس عبدالفتاح السيسي وإيمانهم بوطنيته.
وخلال منتصف عام 2015، فاجىء ساويرس الجميع برأي آخر، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، عقب ساعات من حفل جمع السيسي مع رجال الأعمال داعمي صندوق "تحيا مصر".
وأكد وقتها أنه على استعداد للمشاركة في أي مشروع له فائدة وطائل حقيقي، يعود على الناس بالخير، مؤكدًا أن مشروع قناة السويس الجديدة، لم يتم عمل دراسات لازمة له، مشككًا في وجود الدراسات التي تقنعه، وغيره من رجال الأعمال الكبار، بالمشاركة في الاستثمار بالمشروع.
كما هاجم خداع المصريين بالشعارات الرنانة، والمشاريع القومية الخداعة، قائلًا: "بلدنا مش محتاجة مشاريع قومية وشعارات فارغة ووهم، بلدنا محتاجة بيزنيس خاص وسوق حر".
وفتح في نفس الوقت أبواب قناته "ontv" على مصراعيها، لكل من ينتقد مشروع القناة، كان على رأسهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، الذي كال الاتهامات لكل من قام على المشروع بسوء التقدير.
ولحق به الإعلامي يوسف الحسيني، الذي تغير موقفه من فكرة مشروع القناة على استحياء، ففي البداية وجه الإعلامي تحية عسكرية على الهواء مباشرة للرئيس السيسي، بسبب استكمال المشروع في الموعد المحدد له، مؤكدًا أنها رسالة قوية للإخوان.
كان ذلك وقت افتتاح القناة، إلا أن مرور الأيام أصابت الإعلامي باليأس والإحباط، ليؤكد في إحدى حلقات برنامجه "السادة المحترمون"، أن مشاريع استصلاح مليون ونصف فدان أهم مليون مرة من قناة السويس، بدعوى أنها تلمس المواطنين البسطاء والغلابة.
لكن الصاعقة الكبرى التي وقعت على رأس الجميع، جاءت على يد الدكتور حازم عبد العظيم، عضو حزب المصريين الأحرار، وأحد أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس السيسي، الذي هاجم المشروع أكثر من مرة، بقوله: "حتى الأن لا أرى جدوى اقتصادية من حفر تفريعه جديده لقناة السويس في هذا التوقيت، عندما ينضغط المشروع من 3 سنوات إلى سنة، هذا يعني أن هناك تكلفة عالية، فكم هي هذه التكلفة؟".
ونشر مستندات عدة عبر موقع "تويتر"، حاول فيها دحض تصريح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، التي أكد أن إيرادات المشروع ستصل إلى 13.3 مليار دولار في 2023.
وكان حزب مصر القوية، أحد مهاجمي المشروع وقت الإعلان عنه، حيث شن الباحث الاقتصادي عمرو إسماعيل عضو الحزب والمتحدث باسمه، هجومًا على المشروع، وقال وقتها: "احتمالات نجاحه ضئيلة جدًا؛ لأن المشروع ليس بجديد وأن المساحة التى سيتم حفرها ليست 72 كيلو كما يتم الترويج، لكن عبارة عن 32 كيلو فقط والباقى مجرد توسعه للقناة".
Comments