المحتوى الرئيسى

شباب الإخوان بالسودان يعانون من جحيم إخوانهم

08/06 16:38

جبهة محمود عزت تجرى تحقيقات مع الشباب.. وتصادر جوازات سفرهم.. ومصادر: لقطع الطريق على الانضمام «لداعش»

عمق الصراع المشتعل بين التيارين المتنازعين على القيادة داخل جماعة "الإخوان المسلمين" من حدة الأزمة التي تعيشها الجماعة منذ شهور؛ إذ لم تكتف "جبهة محمود عزت" – القائم بأعمال المرشد - بحجب الدعم عن المكاتب الإدارية المعارضة لهيمنتها، بل سعت إلى استغلال التمويل في محاولة لإحكام سيطرتها على أبناء الجماعة بالخارج، لإلزامهم في السير في ركابها، والكف عن تأييد الجبهة المناوئة.

جاء منشور المخرج الإخواني عز الدين دوايدر ليلقي الضوء على المأساة التي يعيشها 300 إخواني في السودان يواجهون العنت من جبهة محمود عزت، دون أن يشير إليها بالاسم، إذ أنها تفرض قيودًا مكثفة على تحركاتهم وتجري معهم تحقيقات قد تتجاوز ما يجري في أقبية "أمن الدولة"، مع إلزامهم بضرورة تسليم جوازات سفر ووضع قيود على تحركاتهم، بشكل أثار استياء الأغلبية العظمى من أبناء الجماعة الموجودين هناك ودفعهم للتفكير في العودة لمصر.

واتهم عدد من الطلاب الإخوان المقيمين في السودان، مكتب الرابطة الإخوانية في الخارج - المحسوب على جبهة محمود عزت - بوقف التمويل عن الشباب الفارين إلى السودان، وفرض قيود على تحركاتهم ومصادر جوازات سفرهم وحجب التمويل عنهم في ظل ولائهم لمكتب الإخوان في الخارج الموالي لعضو مكتب الإرشاد محمد كمال المعارض لهيمنة عزت.

وضربت "جبهة عزت" عرض الحائط بالشكاوى التي تقدم بها طلاب وشباب الإخوان من ممارسات تبدو أكثر قسوة من الإجراءات التي يقوم بها جهاز الأمن الوطني في مصر، ومع تردد أنباء عن هروب عدد من الطلاب إلى مصر وبعض البلدان الأفريقية بحثًا عن ملاذ آمن، ترددت أنباء عن تشكيل لجنة تحقيق في الشكاوى لكن الأمر لم يأخذ طابعًا جديًا.

في هذا السياق، دشن عدد من شباب الإخوان المقيمين في العاصمة السودانية الخرطوم "هاشتاج" على شبكة التواصل الاجتماعي يسقط_كل_كفيل #يسقط_مرشدين_الإسكرينات #تسقط_مجالس_التحقيق، في إشارة إلى تصاعد الغضب من ممارسات "جبهة محمود عزت" وحجبها الدعم المالي عنهم.

والتقط "مكتب الإخوان بالخارج"، الرافض لهيمنة "جبهة عزت"، خيط الأزمة للعمل على مساعدة الطلاب، عبر بتشكيل لجنة تبحث شئونهم، والعمل على تسوية المشكلات الخاصة بهم، لكن إدارة الرابطة الموالية لعزت منعته من التدخل، باعتبارها المنوطة برعاية الطلاب.

وأفادت مصادر أن عددًا من الطلاب الإخوان الذين تم احتجازهم في عدد من السجون، منها معسكر الأمن المركزي ببنها وسجن شبين الكوم والذين احتكوا بأعضاء في تنظيم الدولة "داعش"؛ تم إخضاعهم لتحقيقات مكثفة خشية انتشار الفكر الداعشي في صفوفهم، واحتمال تسببهم في مشكلات مع حكومة السودان قد تؤثر بالسلب التسهيلات الممنوحة للجماعة في السودان.

وأشارت المصادر إلى وجود مخاوف شديدة داخل جبهة محمود عزت من تسرب عدد من أبناء جماعة الإخوان إلى صفوف تنظيم "داعش" سواء في ليبيا أو سوريا والعراق، انطلاقًا من الأراضي السودانية، سواء عبر تركيا كمحطة انتقال قبل الدخول لسوريا والعراق، ما يؤثر بالسلب على الصورة التي تحاول الجماعة تسويقها بالخارج كحركة إسلامية معتدلة أمام العالم.

وقال المصور الصحفي عمرو صلاح الدين، إن "دول أمريكا وإنجلترا وسويسرا، تعد قبلة لأبناء الإخوان من الطبقات الراقية، بينما تأتي قطر وتركيا للإخوان الأقل درجة، والشريحة المتوسطة، كثير منها في تركيا، وعدد لا بأس به في ماليزيا، بعضهم أحواله ميسرة، وبعضهم يعيش ظروفًا بشعة، وتأتي الشريحة المتوسطة الدنيا في السودان، إذا لم تكن من الشريحة الأولى أو الشريحة المقربة منها، فأنت مجرد حطب، وقود يتحرق عشان الجماعة تمشي وتستمر في طريقها المظلم".

وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الشباب في السودان كثير منهم تعرض للطرد من السكن والترحيل لمصر، والترحيل هنا معناه السجن؛ فقط للاختلاف مع المسئول سواء على فيس بوك أو على انفراد، غير طبعًا المخبرين اللي شغالين لصالح القيادة".

وأضاف: "فيه اللي اتقاله خد شنطتك ونام إلى جانب الزبالة، فيه اللي اتقاله احمد ربنا إننا بنأكلك، فيه اللي اتضرب ومعرفش يرد، فيه اللي اتبلغ عنه في مصر".

في المقابل، قال الشاب الإخواني حمزة مرابط، إن شباب الجماعة المتواجدين في السودان هم السبب في الأزمات التي يعانون منها.

وأضاف: "اللي يقولك إحنا بنتعذب وبنتذل، قوله إنت قاعد وساكن مع أبناء محافظتك وانتخبتوا من بينكم اللي يبقي مسئول عنكم- شوفنا في السودان شباب زي الورد من أحسن شباب مصر. وشباب بايظ بتاع نسوان أو مخدرات، أو مش بيصلي ويسب الدين، فلما يبقي فيه مسئول للسكن ويقول "الباب هيتقفل ١٠ أو ١١ بالليل وفيه حساب على أخلاقك وصلاتك، ولما أصحيك الفجر تقوم، وهكذا..."، يبقي المسئول ده عايز يبقي ليه دور شبه تربوي أو يحجّم الانفلات على أد ما يقدر، ومش عايز السكن يبقي مجرد لوكاندة".

وحول ما أثير عن سحب الجوازات من الشباب في السودان، اعترف مرابط بأنه "حصل فعلاً في فترة تم جمع كل الجوازات؛ لما يكون فيه شباب اتفتنت بداعش وسافروا والتحقوا بيهم، أو سافروا وانضموا لتنظيمات جهادية تانية "لا نقلل من جهادهم أو فضلهم علينا" أو مثلاً تصحى الصبح تلاقي فلان اختفي وتعرف بعد أسبوع أنه سافر جزر الوقواق بدون أي إخطار وأنت مسئول عنه".

وذكر مرابط أن "الفيوم، معروفة أنها كلها بكبارها وشبابها وعيالها مخالفين لجبهة عزت. واتجاههم ثوري مافيهوش كلام، ومع ذلك مش هتلاقي منهم شكوى من سكن أو غيره، وسكنهم منظم وتدخل تحس إنك قاعد في "الفيوم" وتحس بالأخوة والحب والطيبة. ودورات ومحاضرات وترفيه وانتخابات بينهم. وهم اللي مختارين مسئولينهم. طب إيه؟؟

من جانبه، قال محمد جلال، عضو جماعة الإخوان، عبر صفحته على "فيس بوك"، إن "العصف والاستهداف الذي واجه طلاب وشباب الإخوان الذين واجهوا العنت والتعسف في عهد السيسي دفعهم للهروب للسودان، لكن ما عانى منه هؤلاء الشباب هناك جعلهم يشعرون أن نار السيسي أهون من جنة الإخوان في السودان".

وأشار إلى "حاجة شباب الإخوان الشديدة إلى الاحتواء بعد معاناتهم من الحصار والمطاردة يجعلهم بحاجة إلى الاحتواء الشديد بدلاً من الشكوك في احتمال انضمامهم لتنظيمات متطرفة في ظل حالة الاضطراب الذي يعيشون فيه وهو أمر لايجد صدى بين قيادات الإخوان الذين لا يدركون طبيعة شباب الجماعة".

وأوضح أن "أن السودان صار جحيمًا على الشباب هناك.. أنا أعرف أكتر من واحد عادوا لمصر قالوا نتمسك وسط أهلنا أحسن ما يتحكم فينا حد"!

وأضاف: "بعد اللي قدمه الشباب دول في مصر يجي واحد له سلطة يقولهم: "أنا بأكلكم وأشربكم وملكوش حق تتكلموا" "اللي يتقال لكم تسمعوه بدون نقاش"، متجاهلاً أن الشباب دول هربوا من استعباد السيسي ف مصر عشان يروحوا لاستعباد الإخوان في السودان وأن هذا الجيل ده أصلا جيل حر وعمره ما هيبقى تابع لحد عشان فلوس، لافتًا إلى أن الشباب بيفضلوا الموت في الصحرا حاليًا عن العيش مع قيادات الإخوان في  السودان.. يفضلون العودة لقضاء  الأحكام في مصر هروبًا من إخوان السودان".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل