المحتوى الرئيسى

أهالى بنى سويف يعانون من المحسوبية فى استخراج البطاقات الصحية!

08/06 15:47

رحلة عذاب يومية، يتكبدها أهالى محافظة بنى سويف، بمستشفى الهلال التابع لهيئة التأمين الصحى، لاستخراج البطاقات الصحية اللازمة لقبول ملفات قيد أطفالهم فى مدارس رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، فبدلاً من استخدام التكنولوجيا والكمبيوتر لإنجاز مصالح المواطنين بالمصالح الحكومية، نرى العجب العجاب فى استخراج البطاقات الصحية، أقصى أنواع المعاناة وامتهان الكرامة، حيث يتكدس الآلاف من أولياء الأمور بصحبة أطفالهم وكأننا فى يوم الحشر للحصول على البطاقة قبل أيام قليلة من إغلاق باب التقديم فى المدارس، لضمان وجود مكان لأطفالهم.

فى البداية يقول (عبد الرؤوف محمد) أعمال حرة من أهالى مدينة بنى سويف، إنه توجه للتقديم لنجله محمود 4.6 سنة فى إحدى المدارس الرسمية (التجريبية)  للغات شرق النيل، وبعد أن اشترى الملف واستكمل الأوراق فوجئ بإدارة المدرسة ترفض استلام الملف إلا بعد إحضار البطاقة الصحية لنجله ومع أنه يحمل كارنيه التأمين الصحى وبطاقة التأمين التى تم استخراجها عند استخراج شهادة الميلاد إلا أنهم أصروا على البطاقة الصحية وبعد جهد عرفت أنها تستخرج من مستشفى الهلال التابعة للتأمين الصحى وعندما وصلت المستشفى صعقت من أعداد المترددين من أولياء الأمور ولليوم الثالث على التوالى فشلت فى الوصول للغرفة التى تتواجد فيها الموظفة المنوط بها استخراج الشهادات، وتشير زينب عبد الله حسن موظفة بإحدى المصالح الحكومية إلى أنها توجهت إلى مستشفى الهلال لمدة 4 أيام متتالية من أجل استخراج بطاقة صحية لنجلتها (مرام ) 6 سنوات  التى تستعد لدخول الصف الأول الابتدائى ورغم أنها تحضر فى الثامنة صباحًا كل يوم أملاً فى الوصول لغرفة الشهادات إلا أنها فشلت فى الوصول لأنها لا تجيد التزاحم، حيث يختلط الرجال بالنساء وسط صرخات الأطفال وبكائهم والغريب أن الموظفين ورجال الأمن الإدارى بالمستشفى الذين من واجبهم تنظيم المترددين وطالبى الخدمة يتعاملون معنا  بعصبية وكأننا المسئولين عن الزحام وعندما نستفسر عن أى معلومة لا نجد إلا الشخط و النتر وأسهل كلمة معرفش والمؤدب يكتفى بالصمت ويتركنا نأكل فى نفسنا.

أكدت عواطف سلامة ربة منزل والدة الطفلة ( شاهندة ) 6 سنوات، أن الدور الرابع المخصص لاستخراج الشهادات الطبية للأطفال بمستشفى الهلال التابع لهيئة التأمين الصحى ببنى سويف، يعتبر عنوانًا للمعاناة وامتهان للكرامة الإنسانية موضحة ( زى ما تقول قول) تكدس وزحام و قلة أدب وتحرش وألفاظ بذيئة ومشاجرات وتدافع بين الرجال والسيدات للوصول لغرفة الشهادات وهناك 3 غرف فى الدور وقد تمكنت بعد جهد جهيد من الوصول لإحدى الغرف بعد أن وقفت 4 ساعات كاملة أكابد الزحام وعندما تسلمت الموظفة الملف فوجئت بها تطلب رؤية نجلتى فأخبرتها أنها ليست معى لأنها لا تستطيع الصمود أو تحمل الزحام إلا أنها أصرت على حضور الطفلة لأننى أمها ولست والدها باعتباره الوالى الطبيعى ونظرًا لانشغال زوجى فى عمله بالقاهرة عدت بابنتى على أمل استخراج الشهادة لإمكانية لحاقها بموعد التقديم وعلى مدار يومين متتاليين لم أتمكن من الحصول على البطاقة.

الحاجة هدى متولى بالمعاش، تصطحب حفيدها مهند 6 سنوات ونصف وتقف تستند على عكاز فى حالة صحية سيئة قالت بأسى: هذا الطفل حفيدى نجل كريمتى التى تعمل فى الخليج مع زوجها وتركوا لى الطفل الذى بلغ سن دخول المدرسة ومن على باب المستشفى الأسانسيرات إما معطلة أو مخصصة للعاملين والأطباء والممرضات الذين يتدافعون لدخولها دون أدنى مرعاة لمشاعر الناس (لم يرحموا شيخوخيتى) وعندما اشتكيت أننى لا طاقة لى بطلوع  الدور الرابع من أدوار مبنى المستشفى أخبرونى بوجود أسانسير مخصص لراغبى استخراج الشهادات الصحية المدرسية موجود فى الجراج خلف المبنى وهناك كان أكثر من 100 من أولياء الأمور وتقسم أنها صعدت بعد أكثر من ساعة فى الانتظار، وداخل الصالة المخصصة فوجئت بهذه الاعداد المهولة يتكدسون بشكل خطير للوصول إلى الغرف الثلاث المخصصة لاستخراج الشهادات الصحية لا توجد مروحة أو نقطة مياه والحمامات مغلقة وبصراحة سوف أنصرف وغدًا يأتى (خاله أو عمه) لإنجاز هذه المهمة المستحيلة.

وبسخرية ممزوجة بالحزن والغضب قال (محمد ش)،  طالب جامعى جاء لاستخراج شهادة صحية لشقيقه محمود 4.8 شهور بعد وفاة والده للتقديم بإحدى المدارس الخاصة: البلد دى لن ينصلح حالها فبعد ثورتين المحسوبية هى السائدة، ويا بخته الذى يعرف ممرضة أو فرد أمن بالمستشفى سوف يحصل على الشهادة فى دقائق دون حتى أن يراه الموظفون لأن له واسطة وهذه الجموع المتزاحمة والتى تتزايد يومًا بعد يوم من أجل شهادة صحية وأنا حضرت من السابعة صباحًا وكنت  أول واحد وعند نزول الموظفين فوجئت بالعشرات يحيطون بهم من كل جانب وتكدسوا على باب الغرفة وبعد أن وقفت ساعتين فى الزحام جلست على أقرب كرسى أراقب المحظوظين الذين تأتى لهم الشهادات وعندما اشتبكت معهم أدخلونى إحدى الغرف وطيبوا خاطرى واستخرجوا شهادة لشقيقى وكتبوا فوقها غير مطالب بدفع الرسوم المالية لأنه يتمتع بمظلة قانون التأمين الصحى إلا أنهم فى المدرسة رفضوا الاعتراف بتاشيرة المعافاة من مبلغ 80 جنيهًا الرسوم المقررة بحجة أن التاشيرة ليس عليها ختم وأنا هنا فقط لختم التاشيرة.

اشار سيد حسونة، ولى أمر الطفل محمد 6.3 شهور إلى أن الحل - للقضاء على هذه المهزلة والزحام – سهل ويتلخص فى أن يتم دفع الرسوم المقررة 80 جنيهًا لاستخراج الشهادة بل ويمكن زيادتها إلى 100 جنيه داخل المدرسة على أن يقوم إدارى من المدرسة بجمع الملفات والتوجه بها للمستشفى واستخراج الشهادات فى هدوء، خاصة أن استخراجها لا يستوجب إجراء الكشف الطبى على الأطفال أو إجراء أية تحاليل لهم فقط استكمال أوراق ويمكن للتأمين الصحى بالتنسيق مع مديرية الصحة والمستشفى الجامعى تنظيم قوافل طبية لإجراء الكشف الطبى على الأطفال داخل المدارس لاكتشاف الإصابات المزمنة ومن ثم يمكن علاجهم وتقديم المشورة الصحية لهم.

وتلتقط (فريدة ي) ربة منزل، أطراف الحديث بقولها إذا تعذر هذا الحل فيمكن زيادة منافذ استخراج الشهادات بالوحدات الصحية ومستشفيات اليوم الواحد أو داخلية أو مقار الوحدات المحلية، تخفيفًا عن المواطنين على أن يتم دفع مبلغ 5 جنيهًا او 10 جنيهات تخصص للموظفين الذين سينتقلون لاستخراج الشهادات محذرة من أن فترة القيد المدرسى قاربت على الانتهاء متوقعة أن يتحول الزحام والمشادات الكلامية التى نشهدها الآن  الى معارك بين الأهالى بعضهم البعض وبين الأهالى والموظفين.

وعبثًا حاولنا التحدث مع الموظفين أو مسئولى المستشفى وكانت الإجابة الوحيدة ممنوع الإدلاء بأى تصريحات صحفية إلا بعد الحصول على تصريح كتابى من رئاسة الهيئة بالقاهرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل