المحتوى الرئيسى

الأمين العام للمنظمة الكشفية: 87% من الملوك والرؤساء العرب مروا بالكشافة.. ومصر بها 3 ملايين كشاف

08/06 15:42

سلطنة عمان تمتلك بنية تحتية قوية للكشافة

الكشافة رمز لحركات التحرر في العالم العربي

القائد الكشفي أمين وصادق ولا يفشي السر

1914 بدأت الكشافة في مصر

البحرية المصرية كانت تنقل الكشافين إلي الموانئ العربية

الاستعمار أعدم أول قائد كشفي في الجزائر

نوفمبر المقبل المؤتمر الكشفي الـ28 في سلطنة عمان

مؤتمر الكشافة العربية يعقد كل ثلاث سنوات

د. عاطف عبد المجيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية والمدير الإقليمي للمنظمة الكشفية العالمية كان عضو في البرلمان السوداني عن قطاع الشباب لمدة دورتين من عامي 1992لـ1996 والثانية من 1996 لـ2000، وخلال الدورة الأولى أسس اتحاد كشفي للبرلمانيين السودانيين.

صنع أول اتحاد وطني للبرلمانيين والذي استضافته مصر في ذلك الوقت برئاسة الفريق محمد سعد الدين الشريف ثم شكل المكتب التنفيذي للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب وكان مكونا من مصر والسودان وتونس واجتمعت اللجنة التنفيذية الأولى للاتحاد الكشفي العالمي للبرلمانيين وعقد هنا في القاهرة في مقر المركز الكشفي العربي عام 1993 وقبله كان هناك اجتماع تنفيذي في كوريا.

التقته شبكة الإعلام العربية “محيط ” للحديث عن بدايات التأسيس وعن المؤتمر الكشفي العربي القادم ومحاور أخرى فكان هذا الحوار:

كيف بدأت الحركة الكشفية في العالم؟

الحركة الكشفية هي حركة تربوية غير سياسية مفتوحة للجميع تأسست منذ عام 1907 على يد اللورد بادن باول، وفي عام 1909 كان الشيخ محمد توفيق الهبري، وهو لبناني يمتلك مؤسسة تربوية هناك تسمى در العلوم وكان يود أن تكون مؤسسة ترسخ العلم بطرق معاصرة، وكان يرى أن يستفيد من تجارب الدول الأخرى لتعليم الأبناء بآخر ما توصل إليه العالم في ذلك الوقت.

مع الزميل عمرو عبد المنعم

فاستجلب بعدها أحد المعلمين الهنود وهو محمد عبد الجبار خيري، وكان مسلما حينها وابتعثه إلى المملكة المتحدة ليرى آخر التطورات وعندما ذهب إلى بريطانيا وجد أن الكشافة في بداياتها وبدأ العمل الكشفي يزدهر.

وحين عاد خيري إلى بيروت اقترح على توفيق الهبري أن يشكلوا عمل موازي بأن التعليم ليس فقط هو التعليم النظامي داخل الصفوف بل أن يكون هناك تعليم لا صفي مكمل للتعليم الأكاديمي، وهذه كانت مرحلة متقدمة في وقتها، وفي اللحظة نفسها فكروا أن يكون التعليم اللاصفي عن طريق الاستفادة من تجربة الكشافة وإدخالها المنطقة العربية وهذه كانت أول حركة كشفية وبدأت عام 1912 بلبنان.

وفي العام نفسه ضمت سوريا وفلسطين التي ضمت في إحدى مدارس القدس وحدة كشفية وهكذا بدأت تنضم بقية الدول العربية.

في 1913 احتاجت الكشافة العالمية إلى موارد إضافية لكي تستطيع الوقوف على أرجلها فكانت المملكة المتحدة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وكانت تعتبر أن الدول التي تستعمرها مصدرا للموارد فخاطب اللورد بادن باول زملائه في الجندية وصديقه الحاكم العسكري البريطاني الذي كان موجودا في السودان.

وطالب أن يشكلوا حملة لجمع التبرعات لتكوين صندوق لتمويل الكشافة العالمية في ذاك الوقت وطبعت الإيصالات وحملات الدعاية في المطابع الحكومية السودانية ولدينا صور من هذه الإيصالات، وهي موجودة في دار الوثائق السودانية حتى قائمة المتبرعين، فالكشافة العالمية تمويلها كان من المنطقة العربية فبدأت في بريطانيا وازدهرت ومولت عربيا.

ومن بعد 1914 بدأت الكشافة في مصر، فكان مخيم جزيرة “براون سي” أول مخيم كشفي وبعدها بدأوا ينظمون مخيم عالمي كل أربع سنوات لتجميع الكشافين من كل دول العالم ليجتمعوا في مكان واحد لمرحلة الفتية وهم من مرحلة 12 إلى 17 عام مخيم جامبوري، ومرحلة من 18 إلى 23 يسمى مخيم موت، وهي مصطلحات متنوعة من جنوب أفريقيا والهند.

وهل من صعوبات واجهت انتشارها آنذاك؟

تدريجيا بدأت سوريا بتنظيم مخيم، وفي ذلك الوقت في الخمسينيات كان أي نشاط يستضاف على المستوى الإقليمي العربي والدولة المنظمة لا تستطيع استقبال كل الدول الأخرى فكان لا ينظم بها وتستضيفه أخرى، فلم تكن جميع الدول تستطيع الدخول إلى سوريا آنذاك، ولكي لا يتم تسييس الكشافة والدخول في نزاعات، فلم تستطيع تنظيمه ولكن استضافته دولة أخرى.

فالآن في السودان لا يمكن أن تنظم مخيم جامبوري عالمي فيها لأن ليس كل الدول الأعضاء في الكشافة العالمية يمكن أن تدخل السودان فهذه سيادة الدول ويجب احترامها ولا يستطيع أي إنسان أن يتدخل بها فنحن نعمل تحت مظلة سياسة أي دولة.

فمجلس الجامعة العربية في مارس 1954 رأى أن المخيمات الشبابية التي تجمع شباب العرب غير موجودة، ولذلك لتجميع الشباب العربي على قلب رجل واحد ويتعارفون فيما بينهم فقررت شراء المكان الذي كانت سوريا تنوي عمل مخيم عالمي به في سهل الزبداني في بلودان ووهب المكان للكشافة العربي، وأصدرت وثيقة من تسعة بنود وأن ثلثي تكلفة الفعاليات تتكفل بها الجامعة ونظمت أول مخيم كشفي عربي في أغسطس عام 1954 في الزبداني.

وأحد البنود التسعة أن القيادات التي تتجمع في ذاك المخيم تنظم مؤتمر جامع وهناك كانت البداية للمؤتمر الكشفي العربي الأول بعد أن افتتح أمين عام جامعة الدول العربية المخيم، وبعده نظم المخيم الثاني عام 1956 في أبي قير بالإسكندرية والمنطقة التي نظم بها المخيم الكشفي هي مدينة شبابية الآن، وكان خط السكة الحديد من الإسكندرية إلى أبي قير نفذ وحفر لتسهيل وصول الكشافة حينها.

وكانت القوات البحرية المصرية تنقل الكشافين من الموانئ العربية بالبواخر الحربية المصرية مجانا.

إذًا كان هناك تعاونا بينكم وبين القوات المسلحة المصرية؟

في كل بلد ترعى الكشافة بالسند الكامل من القائمين عليها فنحن جزء من المنظومة الأساسية لأي بلد، لأننا حركة غير سياسية، وحين تواجد الاستعمار الفرنسي في الجزائر قام القائد محمد بوراس المؤسس الأول للكشافة الجزائرية، وكانت تسمى الكشافة الإسلامية وهذا لا يعني إنها إسلامية متطرفة بكل كان للتمييز بينها كحركة وطنية وبين أي حركة استعمارية أخرى فأعدم الاستعمار الفرنسي القائد بوراس لتأسيسه حركة وطنية بديلة .

وبعدها تأسست مجموعة الـ“22” التي أشعلت الثورة الجزائرية كان منهم 19 من أبناء الكشافة ولحسن الحظ أول اجتماع عقد للمجموعة كان في منزل شخص آخر ليس له علاقة بالاثنين وعشرين مؤسسي المجموعة، بل كان من الكشافة الجزائرية وحين سئلوا لماذا عقد في منزل هذا الشخص قالوا لأن الكشاف لا يفشي السر وصادق وبعدها انضم الشخص هذا إلى المجموعة ومن أبناء الكشافة أيضا الرئيس بوتفليقة وهو قائد كشفي ويدعمهم.

وهل المؤتمر يستمر تنظيمه حتى الآن؟

نعم وفي نوفمبر المقبل من العام الجاري سننظم المؤتمر الكشفي الـ28 في مسقط بسلطنة عمان وستحضره كل الدول العربية والذي سبقه كان عام 2013 في الجزائر وفي 2010 كان في الخرطوم وقبله في القاهرة فهو يعقد كل ثلاث سنوات.

وكيف يتم اختيار الدولة المنظمة؟

الدول العربية تجتمع وتنتخب الدول المضيفة، فنحن نعمل بنفس منظومة جامعة الدول العربية فالمؤتمر الكشفي القادم سيكون رئيس المؤتمر من مسقط فلا يصح أن يتولى رئاسة المؤتمر شخص آخر من خارج الدولة المستضيفة، وهناك هيكلية داخل المنظمة ولجنة منتخبة في المنطقة العربية سباعية، أما على مستوى العالم بها 12 يتم تجديد نصفي لهم كل ثلاث سنوات أما على المستوى العربي مرة يتم تغيير ثلاثة ومرة أربعة.

للكشافة تأثير على الشخصية بشكل عام.. كيف استفدت منها؟

من البداية والدتي معلمة وهذا كان له تأثير، ووالدي زعيم إدارة أهلية وترعرعت في أم درمان وهي العاصمة الوطنية في السودان، ولكن المنطقة التي بها الإدارة الأهلية للوالد في منطقة شمال دارفور وما زالت المحكمة للمنطقة في المنزل، وتعلمت من الكشافة الريادة أيضا فأي مجموعة صغيرة يكون لها مسئول عنها فهذا أيضا يغزي الريادة والمسئولية.

كما كان عملي كطبيب أيضا مؤثرا في شخصيتي لأن الطبيب لابد أن يكون صانع قرار لكي يستطيع أن يعالج، والبرلمان أيضا كان له دور فكنت مسئول عن قطاع الشباب وكان أمامي إما تشجيع الشباب على الاستمرار في القتال والحرب أو إقناعهم بوقف نزيف الحرب وقررت الدخول في هذا الجانب، ونظمنا ما يسمى برنامج كساء ضحايا الحرب من أبناء الكشافة في الشمال والجنوب، فكانت الملابس مشكلة في أماكن الحرب فلم يكن سهلا الحصول عليها.

ووفرنا نحو 6 ملايين قطعة ملابس بجهود شعبية ووزعناها في المناطق المتضررة من الحرب وكنا ندخل أماكن القتال وحين يعرفون بوجودنا يوقفون الضرب،

وكانت هذه الحملة بداية لتأسيس قوة سلام آمنة في كردفان والنيل الأزرق والجنوب ونحو 13 ولاية كنا نوزع فيها لا نخشى الموت أو الحرب أو أي شيء وكانت حملة إيجابية وسلم أناس أسلحتهم وغيرها من الحقائق التي سيثبتها التاريخ.

الكشافة دائما يعرف عنها أنها تربي قادة.. كيف ذلك؟

بالنسبة لنا 87% من الملوك والرؤساء والأمراء العرب مروا بالكشافة، وقد تكون النسبة أكبر من ذلك، لكن النسبة التي تم حصرها هي تلك.

دائما الكشافة رمز للنضال ومقاومة الاستعمار حدثنا عن ذلك؟

الكشافة غير مسيسة، ولكنها تربي المواطن الصالح الفاعل والذي يعمل لصالح وطنه غير الأجندات الأخرى، فعندما بدأت الكشافة كانت معظم الدولة مستعمرة وكانت هناك حركات تحررية والكشافة ازدهرت لعدم وجود منظمات وطنية أو تطوعية كثيرة بل كانت تعد على أصابع اليد فازدهرت لأنها وطنية ورغم بدايتها البريطانية فالمسئولين عنها أبناء الوطن فأجندتها وطنية خالصة.

من أي مرحلة عمرية يبدأ تكوين الكشاف؟

نحن كمنظمة نهتم بالشباب في مرحلة ما قبل المدرسة، وهي مرحلة البراعم من سن ثلاث أو خمس سنوات وهي مرحلة التكوين تكون للإعداد فلا نستطيع أن نقوم ببناء تربوي دقيق إلا في المرحلة التالية، وهي مرحلة الأشبال والزهرات من سن 7 إلى 11 سنة والفتيان والمتقدم.

ومرحلة الجوالة من 18 إلى 23، وبعدها مراحل كثيرة فهي سلسلة مشكلة “من المهد اللحد فالكشاف يوم كشاف دوما” فمن يرتدي منديل الكشاف ليوم واحد صار كشاف إلى الأبد لأنه يؤدي الوعد، وبعض الدول تطلق عليه القسم فكل دولة تحدد شكله فالمغزى والمبادئ واحدة.

وماذا يمكن أن تقدم المنظمة الكشفية لتحقق التواؤم بين الدول العربية؟

في أحلك الظروف تستطيع الكشافة أن تجمع شمل العرب، فالأسبوع الماضي كان في المغرب وجمعنا شباب الدول العربية من 12 دولة، وتغيب فقط الدول التي تعاني من صعوبة في التنقل والتأشيرات، فقضى الشباب 10 أيام في قمة الود والتلاحم، وكان النشاط برعاية سامية من الملك محمد السادس ملك المغرب والذي هو أحد الذين انتموا للكشافة وكنا ضيوف كل البلد وزورنا أغلب أنحائها، وقبله كان مخيم للفتيان وهو الحادي والثلاثين في الأردن برعاية الملك عبد الله فكانت رعاية سامية ونزلنا بمدينة الحسين الرياضية في منطقة جميلة فكان مخيم عربي من أروع ما يكون.

ونتشرف أن يكون الكشاف الأول في سلطنة عمان السلطان قابوس فكان من أبنائها ويرعاها أيضا وعمان من أكثر الدول التي تمتلك بنية تحتية قوية في الكشافة، وفي يناير من هذا العام كنا في الشارقة بالإمارات في أحد الأنشطة الدولية والذي دعمه الشيخ سلطان القاسمي وهو أيضا أحد أبناء الكشافة ودعم اللقاء لعشرة أيام من البداية للنهاية حتى بطاقات السفر للمشاركين.

بالنسبة لنا مصر هي البوتقة التي ترعرع فيها الكثير، ومن ناحية الكم فأكبر دولة عربية من حيث العضوية في الكشافة في المنطقة هي مصر، وبها أكثر من ثلاثة مليون كشاف في مصر، صحيح أن هناك دول مثل أندونيسيا بها 22 مليون شخص لكن هي نسبة وتناسب وأيضا في الولايات المتحدة يوجد 8 مليون كشاف فكل بلد لديها نماذجها.

نفتخر أن الميزة هنا في مصر في التنوع، فيوجد الكشافة البحرية والجوية والفتيان والمرشدات وهذا يعطي لنا نوع من الزخم والقوة وتلبية للاحتياجات المنضمين والمجتمعات أيضا.

وما أبرز العوائق أو المشاكل التي تقابل عملكم؟

أي نشاط لا يمكن أن تغيب عنه التحديات لا نود أن نقول إنها مشاكل وهذه التحديات يتم تجاوزها من خلال التخطيط الاستراتيجي المسبق وكذلك تنويع مصادر التمويل وشركاء النجاح فإذا أردنا تنظيم مخيم في بلد ما وهذا يأتي في إطار الخطة الاستراتيجية لتنمية الشباب بالتأكيد ستساعد حكومة هذه البلاد ومنظمات الشبابية وكذلك تأثير كشافة البلد نفسها إذا كان عندها دور لتنمية الشباب في البلد فهذا كله يقلص فجوة العقبات التي يمكن أن تصادفنا في التمويل والإمكانات.

والأمر الثاني هو أن كل مخيم يتم اختيار شعار أو لوجو يتلاءم مع خطة البلد وأولوياتها الاستراتيجية، فالمؤتمر الكشفي القادم في سلطنة عمان سيكون هدفه الأساسي الكشفية والارتقاء بالبيئة، وهذا يأتي مع القمة العالمية “كوب 22”والتي ستعقد في نفس فترة عقد مؤتمر الكشافة وهي قمة عالمية لها علاقة بالبيئة ومكافحة الاحتباس الحراري .

وسيكون ذلك في مراكش وستتناول الفعاليتان الموضوع نفسه لأن السلطان قابوس والملك كارل جوستاف السادس عشر ملك السويد وهو رئيس صندوق التمويل الكشفي العالمي اجتمعا معا وأصدروا وثيقة حول إشراك الكشفية في الارتقاء بالبيئة ودعمها وتعظيم دورها ولكي لا تكون هذه الوثيق حبر على ورق وتنفذ حمل المؤتمر نفس الشعار للوصول إلى مخرجات نكون ملزمين بتنفيذها وتدخل في إطار المسئولية الاجتماعية للكشافة وسنجد التمويل والدعم والإرادة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل