المحتوى الرئيسى

دليلك لعمر مديد

08/06 03:18

خطوات تطيل العمر وتحسن الصحة

"الصحة العالمية" تصدر توصيات للمسافرين بشأن زيكا

الصحة السعودية: لا مكان لمن لا يلتزم بأعلى معايير الأمانة

وزير الصحة اللبناني: "خففوا تبويس" لمكافحة H1N1

باء البحث عن الخلود بالفشل إلى الآن، لكن تطويل العمر يبقى شغل العلماء الشاغل، فيبحثون عن إجابة شافية لسؤال دائم: "كيف نعيش حياةً أطول؟". هذا دليل لخطوات استنتجتها الدراسات، بانتظار أن يتمكن أحدهم من اكتشاف إكسير الحياة.

بيروت: أولًا حاربوا سجائرنا، ثم الخمر الذي نشربه، والآن يلاحقون النقانق التي نتناولها، لطالما بحث الإنسان عن سر العمر الطويل، من خلال مراوغة الموت باستخدام تكتيكات وقائية. ظهر هذا الموضوع في كل مكان، في الأساطير المصرية، كما في الأغاني الحديثة، وادّعى كثير من الدراسات العلمية تحقيق اكتشافات في هذا المجال، لدرجة أنك ربما تموت بعقلانية عند قراءتها.

أما أحدث دراسة أجرتها كلية الطب في هارفرد ومستشفى ماساتشوستس العام فنصحت باتّباع نظام غذائي نباتي: استبدال اللحم الأحمر المصنّع، كالنقانق واللحم المقدد، بالبروتين النباتي ما يمكن أن يساعد على خفض خطر الموت المبكر بنسبة 34 في المئة. لكن هل الاستغناء عن المقالي هو المطلوب؟

بعد تقويم الاكتشافات العلمية كلها، واستنادًا إلى قصص الزوجات المسنّات، وبعد الاستماع إلى أشخاص أكل الدهر عليهم وشرب، نقدّم لكم الدليل التوجيهي الأفضل للعيش إلى الأبد، (أطول من الفترة التي كنتم ستعيشونها في أقل تقدير).

في الأقل اليوم، ما دامت التعريفات الحالية للوزن الزائد معتمدة. فوفقًا لدراسة نشرها مستشفى جامعة كوبنهاغن في الدانمارك في مايو الماضي، الأشخاص الذين يعانون وزنًا زائدًا معرّضون لخطر وفاة أقل من أولئك الأكثر نحافة الأصحاء ظاهريًا.

واستنتجت البحوث أن مؤشر كتلة الجسم BMI المرتبط باحتمال وفاة أقل يبلغ 27 للرجال و16.9 للنساء. وبحسب نظام التصنيف الحالي الذي وُضع قبل التسعينيات، يدلّ مؤشر كتلة الجسم الذي يكون أدنى من 18.5 على نقص الوزن، أما إذا تراوح بين 18.5 و24.9 فيشير إلى صحّة جيدة، وإذا بلغ 25 وما فوق فيعني وزنًا زائدًا، وإذا تخطّى 30 يصل إلى مرحلة البدانة.

في هذا السياق، يعتبر الدكتور بورج نوردستغارد، رئيس الأطباء في الكيمياء الحيوية السريرية في الجامعة، أنّ "لا داعي لأن يستمرّ الناس الذين يعانون زيادة الوزن باعتدال في القلق حيال وزنهم كالسابق".

إذًا، إن كنت نحيفًا عليك أن تكسب بعض الوزن، لكن طبعًا من دون أن تتناول النقانق.

في أوائل هذا العام، قام علماء الأوبئة في كلية هارفرد للصحة العامة بتحليل رسوم بيانية لأكثر من 74 ألف امرأة في فترة 16 سنة تقريبًا، ووجدوا أن من حرص منهن على أداء الواجبات الدينية معرّضة للوفاة أقل بنسبة 33 في المئة ممن لا تمارس الطقوس الدينية بانتظام. حتى المصلّيات في المناسبات الدينية فقط، تكون معدّلات بقائهن على قيد الحياة أفضل.

كما قلّت أيضًا عند هؤلاء النساء نسبة الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان بالتحديد. ويُعتقد أن هذه النتائج مرتبطة بفكرة أن الرفقة والسعادة تعزّزان حياتك بشكل ملحوظ، وهما مستمدّتان من الوقت الذي تقضيه ضمن مجموعة. 

ربما تسبّب الوحدة تغييرات في جسمك يمكن أن تؤسس لأمراض خطرة، وفقًا لدراسات قامت بها جامعتا شيكاغو وكاليفورنيا اللتان اكتشفتا في العام الماضي أنّه حتى الوحدة الملموسة تسبّب علامات توتر "المكافحة أو الهروب" التي ربما تؤثر في إنتاج الخلايا البيضاء وتزيد الالتهابات، ما يُضعف جهاز مناعة الشخص الذي يشعر بالوحدة.

اكتشفت دراسات متعددة أن صحة المتزوجين أفضل من صحة العزّاب، ومنها دراسة أجريت في عام 2014 ووجدت أن سعادة الأزواج أدّت إلى انخفاض بنسبة 5 في المئة من خطر الأمراض القلبية مقارنة بالعزّاب والمطلّقين، و3 في المئة مقارنة بالأرامل.

أشار الدكتور جيفري برجر من جامعة نيويورك أنجون، الذي شارك في إعداد التقرير، إلى أن "الشريك قد يشجّعك على زيادة حركتك والانتباه إلى ما تتناوله واستشارة اختصاصي الصحة بانتظام، وأمور من هذا النوع".

لكنّ على الرجال غير المتزوجين ألا يقلقوا، فبحسب التقرير الصادر عن جامعة ستانفورد هذه السنة، ربما تطيل العلاقة الوطيدة والعميقة برجال آخرين عمرهم.

تمثل 7 ساعات من النوم وقتًا مثاليًا لعمر أطول، وفقًا للدكتور أليكس زافرنكوف، مدير مركز بحوث Biogerontology Research Foundation في المملكة المتحدة، إذ يعتقد أنّه سيعيش حتى سن 150 عامًا.

إلى ذلك، اكتشفت دراسة أجريت على 400 رجل وامرأة متوسطي العمر أن قيلولة منتصف النهار تخفض ضغط الدم، وعلى الأرجح تقي من الذبحات القلبية.

خاتمة القول: أخلد إلى النوم. 

أشيد لسنوات بالمنافع الصحية لطعام مناطق البحر الأبيض المتوسط، لكن في عام 2011، وجدت دراسة أجريت طوال 40 سنة على أشخاص في سن السبعين أن الذين يتّبعون نظامًا غذائيًا متوسطيًا يملكون فرصة نسبتها 20 في المئة للعيش أطول بمعدل سنتين أو ثلاث تقريبًا. لكنّ هذا لا يعني أن تكون زبونًا وفيًا لدى مطاعم بيتزا اكسبرس الإيطالية، فالنظام الغذائي يتميّز باحتوائه كميات كبيرة من السمك والخضار، وكميات أقل من اللحم الأحمر. 

اقتنع علماء من كازاخستان أنّهم اخترعوا لبنًا يطيل العمر، وقيل الشيء نفسه عن توت زهر العسل الأزرق، بينما أشارت دراسة في هارفرد في السنة الماضية إلى أن تناول 3 فناجين من القهوة يوميًا يطيل العمر، لأنّه يساعد على مداواة الأمراض بأشكالها المختلفة، من باركنسون إلى النوبات القلبية. لكن، لا شك في أن النقانق ممنوعة دائمًا.

النوم وتجاهل مؤشر BMI وإنشاء الصداقات أمور جيدة حتى الآن، لكن لسوء الحظ، كي تعيش أطول عليك أن تقوم بالقليل من الأعمال الشاقة. أظهرت دراسة قامت بها مايو كلينيك في عام 2008 أن التمارين الخفيفة نصف ساعة يوميًا، كالاهتمام بالحديقة أو المشي السريع، تساعد بشكل ملحوظ في تخفيض ضغط الدم وتحسين الكولستيرول والسيطرة على داء السكري من النوع الثاني والوقاية من السرطان.

وتواترت أخبار عن ازدياد خطر الوفاة المبكرة بنسبة 60 في المئة عند موظّفي المكاتب الذين يجلسون 8 ساعات في الأقل يوميًا. فاقترحت دراسة أجرتها مجلة ذي لانست البريطانية أن ساعة واحدة من التمارين يوميًا تساعد على مكافحة آفات نمط حياة كثرة الجلوس من دون حراك التي توازي بخطورتها خطورة التدخين.

الدكتور زافرنكوف، مشجّع النوم الذي ذكرناه، مقتنع إلى حد ما بأنّه يستطيع تجنّب التقدّم في السن من خلال تناول الأدوية: مزيج من الحبوب لم ينته بعد من العمل عليه لكنّه يتوقّع ظهوره قريبًا (الوقت هو جوهر المسألة!). وقال زافرنكوف: "إذا كنت تفكّر في النظام الغذائي والتمارين، فهذه خطوات هامشية. لكن عليك أن تبحث عن طريقة لتعيش حتى سن 500! وينبغي أن يكون السؤال الذي تطرحه: ماذا يجب أن أفعل حتى أصل إلى هذا العمر؟ لا يكفي أن نحافظ على صحتنا أكثر من أهلنا بقليل، ونخفف من هشاشتنا. الهدف هو القيام بقفزة هائلة". 

لكنّه ليس الوحيد الذي يفكّر بهذه الطريقة، فثمة سباق بين كثير من العلماء الأغنياء لإيجاد إكسير الحياة. أسس غوغل مثلًا شركة لهذا الغرض في عام 2013، بينما فكّر الملياردير الأميركي بيتر ثيل في أن يحقن نفسه بدماء شخص أصغر سنًا ليعيش إلى الأبد.

إلى ماذا ينسب المعمّرون طول العمر؟

عندما يظهر أحدهم في نشرة الأخبار لمجرّد أنّه بلغ سنًا متقدّمًة جدًا، من الطبيعي أن يسأله المراسلون: "ما سرّ عمرك الطويل؟" إليكم بعض الإجابات:

- قبل موتها، في سن 116 في عام 2003، كانت كاماتو هونغو اليابانية مشهورة بنومها يومين على التوالي ثم الاستيقاظ في اليومين التاليين، وهكذا دواليك.

- عندما سئل هنري ألينغهام عن سبب عمره الطويل، أجاب وعيناه تلمعان على الأرجح: "سجائر وويسكي ونساء مثيرات". 

- عُرفت ميساو أوكاوا التي عاشت من عام 1898 حتى عام 2015 بأكلها كميات كبيرة من السوشي والنوم 8 ساعات ليلًا.

- يُقال إن سوزانا موشت جونز احتفلت في ذكرى مولدها الـ 116 بتناولها اللحم المقدد والبيض، كما لم تكن تدخّن أو تحتسي الكحول، وتنام أوقاتًا طويلة. 

- نسبت إيما مورانو طول عمرها إلى ترك زوجها العنيف في عام 1938 بعد فترة قصيرة من وفاة ابنها الوحيد بعمر سبعة أشهر، وإلى تناولها 3 بيضات يوميًا فترة طويلة من حياتها.

- ولدت المعمّرة البريطانية أثير لانج في عام 1900 وعاشت 114 عامًا، وهي لم تدخّن قط ونادرًا ما شربت الكحول، لكنها أحبّت الرقص. 

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل