المحتوى الرئيسى

وول ستريت جورنال: أمريكا لن تسلم فتح الله كولن لتركيا.. لهذه الأسباب 

08/06 11:39

الولايات المتحدة ليست مقتنعة بتسليم الداعية فتح الله كولن لـ تركيا.. هكذا عنونت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا ساقت فيه الأسباب التي ستحول على الأرجح دون قيام الولايات المتحدة بتسليم رجل الدين التركي فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرَّضت لها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الـ 15 من يوليو الماضي.

ذكر التقرير أن المسؤولين الأمريكيين لا يتوقعون ترحيل كولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية بناءً على طلب السلطات التركية على خلفية اتهام الأخيرة له بالضلوع في الانقلاب الفاشل، مبررين ذلك بأنهم غير مقتنعين بالأدلة التي ساقتها أنقرة حتى الآن لإدانة كولن في الأحداث الأخيرة، وفقا لمصادر مطلعة على المباحثات الجارية في هذا الخصوص.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أنهم يشعرون ببالغ القلق من التهديدات التي يطلقها المسؤولون الأتراك بين الحين والآخر علانية ضد من يصفونهم بالخونة وأعداء الدولة، في إشارة منهم إلى أنصار كولن، والذين أطلقت السلطات حملة لتطهير مؤسسات الدولة منهم منذ الانقلاب الفاشل.

وأوضح التقرير أن المسؤولين الأمريكيين والأتراك ناقشوا سرًا السيناريوهات المحتملة حال تسليم فتح الله كولن لـ أنقرة، لكن السلطات الأمريكية لم تقتنع بعد بأن ثمة مبرر قانوني لترحيله، بحسب المصادر.

وينفي كولن ضلوعه في محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانت تهدف لإسقاط حكومة أردوغان.

 وكلما زاد حديث المسؤولين الأتراك، بمن فيهم أردوغان ورئيس وزرائه بينالي يلدريم علنًا حول الدور المزعوم لـ كولن في الانقلاب الفاشل ومطالبتهم بالتسليم الفوري له، كلما أضحت عملية التسليم تلك غير مرجحة، وفقًا للمصادر ذاتها.

وأردفت المصادر أن مثل تلك التصريحات تثير شكوكًا لدى الأمريكيين والغرب حول النزاهة المحتملة في معاملة الداعية في تركيا حال تسليمه.

وأشاروا إلى أن مباحثاتهم مع الأتراك حول ترحيل كولن لم تتمخض عن أية قرارات، مردفين أن تلك المباحثات ستستغرق عدة شهور.

من جانبهم، قال المسؤولون الأتراك إنهم لم يقدموا بعد كافة ما لديهم من الأدلة التي تثبت تورط كولن في الانقلاب الفاشل، مؤكدين أن المباحثات حول هذا الشأن لا تزال جارية.

وتوقع المسؤولون الأتراك أن يقدموا أدلة جديدة لنظرائهم الأمريكيين في الأسابيع المقبلة، والتي من شأنها أن تثبت الصلة بين فتح الله كولن ومدبري محاولة الانقلاب الفاشلة.

وذكر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية أن واشنطن لم تعط أولوية لمراقبة أنصار كولن في تركيا قبل الانقلاب، ولذا لا يتوافر لدى الولايات المتحدة معلومات تؤيد ما تقوله السلطات التركية من أنها حصلت على معلومات خلال استجوابها لمدبري الانقلاب الفاشل.

وأردف المسؤولون الأمريكية أيضا أن الظروف التي يقمع فيها الرئيس التركي خصومه السياسيين في الداخل منذ أحداث الـ 15 من يوليو الماضي تضيف إلى الشكوك التي تساورهم حول مصداقية الأدلة التي ساقتها تركيا.

وطالبت تركيا واشنطن بترحيل فتح الله كولن، 75 عامًا، بزعم تورطه في تدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي أدلت لمقتل 271 شخصًا، بالرغم من أن أنقرة لم تتقدم في ذلك بطلب رسمي، لكن واشنطن طالبت أنقرة بتقديم أدلة دامغة تثبت صحة تلك المزاعم.

كان وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو قد ذكر في تصريحات سابقة لقناة "إن.تي.في” التركية الخاصة أن "الصلة بين العسكريين الذين شاركوا في محاولة انقلاب 15 يوليو الماضي وشبكة أنصار كولن المتشعبة واضحة للغاية، وتركيا ستبذل كل ما بوسعها سياسيا وقانونيا لتسلم كولن".

لكن كولن الذي يعيش حاليا قد طلب من واشنطن رفض طلب تسليمه إلى أنقرة، وقال في بيان له: "أدعو الحكومة الأمريكية إلى رفض كل المساعي الرامية إلى الإساءة إلى إجراءات التسليم لغاية الانتقام السياسي".

كان كولن قد استنكر  أمر اعتقال أصدرته الحكومة التركية بحقه يتهمه بتدبير محاولة الانقلاب في 15 يوليو الماضي والتي هدفت إلى الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل