المحتوى الرئيسى

حوار| رئيس «الشئون الإفريقية» بالبرلمان: من حق إثيوبيا بناء سد النهضة

08/05 22:41

مؤتمر "مرسي" عن سد النهضة يضر مصالحنا مع إفريقيا إلى الآن

سنخسر إفريقيا كلها لو طلقة واحدة اضربت على السد

زيارة " نتنياهو" إلي إفريقيا أعطتنا "لمبة حمراء".. وحديثه عن استخدام السد في الزراعة يضع "علامة استفهام"

"تيران وصنافير" سعوديتان.. ولكن نحترم أحكام القضاء

البرلمان "مثالي" وليس دوره تصفية حسابات مع الحكومة ومن الخطأ محاسبتها أو إسقاطها

على الشباب العاطل الخروج من الكهف وعدم الانسياق خلف الشائعات والنت والكلام المغرض

أتوقع حدوث انقلاب كبير في تركيا خلال الأيام المقبلة

25 يناير ثورة.. وقوى عظمى وراء اقتحام السجون والأقسام في "جمعة الغضب"

أكد اللواء حاتم باشات، رئيس لجنة الشئون الإفريقية في مجلس النواب، إن من حق إثيوبيا بناء سد النهضة وسدود أخرى، لكن دون أن تنتقص "ملي" من حصة مصر، محذرًا من الحل العسكري في القضية قائلًا: "في حال أطلقت طلقة واحدة على السد سنخسر إفريقيا بالكامل" .

وتابع باشات، في حواره مع "التحرير"، إن جزيرتي "تيران وصنافير" سعوديتان، وإعلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية له غرض، وهو الرد على إسرائيل وتركيا وايران، لافتًا إلى أن البرلمان "مثالي"، وليس دوره تصفية حسابات مع الحكومة، ولابد من دعمها ومن الخطأ أن أحاسبها، وإلى نص الحوار:-

ما الدور الذي ستلعبه لجنة الشئون الإفريقية الفترة المقبلة؟

اللجنة تعكس مدى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالشأن الإفريقي في الفترة الحالية، ولولا ذلك ما كانت أنشئت داخل البرلمان المصري، فهي مستحدثة وبالتالي تبدأ من الصفر، وقمنا بعمل قاعدة بيانات وملفات وعلاقات جديدة.

وضعنا خطتنا داخل اللجنة وكيفية التحرك في إفريقيا بما يخدم مصالح مصر، رغم أن الميزانية المخصصة للخطة لا تلبي طموحات الرئيس بالشكل المطلوب، وبالتالي لابد من إيجاد وسائل لتنمية الموارد.

لدينا ترابط مع قادة أفريقيا، وعلاقتنا قديمة وأزلية، ومعتمدة على (صداقة المدارس)، فدراسة أغلبهم كانت في مصر، ولابد أن يكون لدينا سياسة النفس الطويل في التعامل مع إفريقيا، خاصة وأن دول أخرى هبطت مثل "البراشوت" على إفريقيا، مثل تركيا والصين وإسرائيل وإيران وغيرها، عكس مصر، التي تقوم علاقاتها مع القارة على أساس المصلحة، عكس مصر، التي تعتمد على إرث الماضي، ولها مكانة مقدرة بين الدول الإفريقية.

لماذا اتجهت هذه الدول للاستثمار في إفريقيا؟

إفريقيا ذهبية وليس سمراء، وذات فرص ذهبية، وشركة المقاولون العرب تستثمر فيها بنحو 5 مليارات دولار، وشركة القلعة 4 مليارات دولار، ولدينا إيجابيات كثيرة في إفريقيا لكن نريد المزيد، وجلسنا مع غالبية الوزارات لمعرفة خطتها في دول إفريقيا وكيف ستتحرك، بجانب أننا نبحث العقبات وكيفية إزالتها، ونسعى لإعداد تشريعات جديدة من قبل اللجنة تخدم مصالحنا مع القارة.

كيف تُقييم علاقة مصر بإفريقيا حاليًا؟

علاقتنا قوية بإفريقيا، لكن الذي أساء لجانب من العلاقات هو المؤتمر الشهير للرئيس المعزول محمد مرسي، الذي تحدث فيه على الهواء مباشرة حول أزمة سد النهضة، فلازال حتى الآن يضر بمصالح مصر في القارة، فمع استخدام أسلوب غير متحضر وغير سياسي وعنيف وعسكري، بهذا تعادي إفريقيا بأكملها، ولو طلقة واحدة ضربت علي سد النهضة كأنك ضربت أفريقيا كلها وستخرسها بالكامل.

اليوم عدنا بقوة وإفريقيا تعاملنا أننا دولة رائدة، ولدينا مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وعضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، فضلا عن تواجد الرئيس في جميع المؤتمرات الإفريقية.

هل صرحت مؤخرا بأن "قوى الشر" تعطل مسيرتنا في القارة الإفريقية؟

أنا لم أقل ذلك، وإنما قلت أتوقع أن نواجه عقبات وصعوبات يمارسها البعض لإفشال علاقتنا بالدول الافريقية؛ لعدم تحقيق التواصل بين الطرفين، وأتوقع وجود مهاجمة كبيرة وشرسة للدور المصرى خلال الفترة المقبلة، وللأسف الشديد هناك جهات داخلية تسعى لتعطيل ذلك، ومنها بعض الوزارات، بقصد أو غير قصد.

وقوى الشر هى كل من يحقد عليك ومن يحارك، ومتمثلة في قطر وتركيا وغيرها، وإسرائيل عدونا الرئيسي، وهي سبب كل صراعتنا في المنطقة بسبب حلمها في السيطرة من النيل للفرات، وإثيوبيا وإسرائيل تربطهما علاقات تاريخية دينية، ولديهما مشاعر وجدانية، ولابد أن نتحسب ذلك، وسأقاتل لإنشاء قناة فضائية في إفريقيا تتحدث باسم مصر والعرب.

ماذا عن أزمة سد النهضة ودور مجلس النواب في حل الأزمة؟

هناك عدة محاور للتعامل مع الأزمة، الاتجاه الأول يتكون من عدة محاور؛ أولها العمل الدبلوماسي، ونحن نعمل فيه بطريقة سليمة ومنتظمة، وهو الأقرب للحل، والثاني القضائي والقانوني وأيضا نسير فيه، والمحور العسكري وهو مستبعد ومرفوض نهائيا، أما الأخير فهو الحل التعاوني فالمرحلة والظروف الحالية تتطلب ذلك؛ لأن نهر النيل يمثل لنا أولوية خاصة؛ فهو هبة من عند ربنا، ولا نفضل أن يكون جهة صراع بين الدول وأخرى.

أما الشق الآخر، فهناك ملف فني يتم دراسته من خلال لجنة ثلاثية تضم (مصر وإثيوبيا والسودان)، ومعهم بعض الشركات الاستشارية المحايدة، ويتم دراسة أولا: درجة أمان السد، ثانيا: ارتفاع منسوب المياه في السد، وثالثا الضغط الواقع على السد، الذي سيخزن في البحيرة خلفه نحو 74 مليار متر مكعب من المياه، بجانب كيفية إدارته عبر الشركات، وإمكانية مساهمة مصر فيها من عدمه.

النقاط سالفة الذكر محل اختلاف بين الطرفين، ثم تأتى أهم نقطة التى تتمثل في فترات ملء الخزان ولانريد أن تؤثر بالسلب، وهناك نقاط أخرى فنية يتم دراستها.

وأطالب في هذا الصدد الجميع بعدم إطلاق تصريحات ينتج عنها شعور المواطنين بالقلق والتشاؤم الزائد أو التفاؤل والفرح الزائد، ولابد من أن نكون حريصين فى تغطيتنا الصحفية والإعلامية لقضية سد النهضة.

أود التنويه على أنه من حق إثيوبيا بناء سد النهضة، وهو كتلة خراسانية في دولة لها سيادة، وهم أحرار، ومن حقهم بناء سدود أخرى، أما تأثيره علي دول حوض النيل فهو ما نتحدث فيها، بحيث لا تنتقص من حصة مصر واحد ملي وهي 55 مليار متر مكعب من المياه، وخاصة أننا نعتمد علي مياة النيل بنسبة 98 %، والسودان 15 % ، وأثيوبيا لديها 13 نهرا وتعتمد علي مياة الأمطار وهى دولة زراعية.

هل هناك مخاوف لدى مصر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو الأخيرة إلي إفريقيا؟

إطلاقا.. ولكن أعطتنا "لمبة حمراء"، أننا نتحرك في إفريقيا بشكل موسع ونسبق بخطوات، وأن بعض الدول الإفريقية "مش في حساباتنا"، ولابد من التواصل معها، وليس دول حوض النيل فقط، التي أصبحت مطالبها عالية علينا؛ لأن إفريقيا أصبحت كالعروسة مطلوب في كل مكان.

استثمارات إسرائيل 320 مليون فقط في أفريقيا، وهذا غير مقلق، لكن حديثه في إثيوبيا عن أن السد لن يكون فقط لإنتاج الكهرباء ولكن سيكون للاستخدام الزراعي هذا وضع علامات استفهام.

ما موقف البرلمان من اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية التي تقضي بنقل تبعية "تيران وصنافير" للأخيرة؟

الجزر لها بعد أمني قومي، مصري وعربي، وهي أساسًا سعودية، ولكن في توقيت ما كان لابد أن تكون السيادة المصرية عليها، لحمايتها؛ نظرا لعدم قدرة السعودية في ذلك الوقت علي حمايتها، وإلا كانت اسرائيل احتلتها وضمتها إليها، والجزر حاكمة لمنطقة تمس الأمن القومي المصري، وبالتالي استشعرنا في الفترة الماضية تواجد إسرائيل وفوجئنا بتواجد ايراني عند حوض النيل في البحر الأحمر، فماذا انتظر، واليوم السعودية لديها القدرة علي حمايتها عسكريا، لذا فلابد من الانسحاب فهذا حقها وهي خارج اتفاقية كامب ديفيد.

والاتفاقية لم تعرض على البرلمان حتي الآن، ولن نأخذ قرار داخل المجلس بشأنها إلا بعد التوثيق من كل شئ، وكل ما عنده شك في هذا القرار، ولدية وثيقة ومستند أو خرائط، يفيد أن الجزر مصرية فليتقدم لنا وسنكون في غاية السعادة.

وماذا عن حكم القضاء الإداري بمصرية الجزيرتين؟

لدينا قضاء عادل، والقضية ليست سهلة، وهناك مسئولون يبحثون ويوثقون في ملكية الجزيرتين للمصلحة العامة، وإذا خرج حكم نهائي سواء بمصرية الجزيرتين أو لا فسوف نعتبره نهائي، وستستريح الشريحة القلقة التي كان لديها شك.

هل أخطأت الحكومة في توقيت إعلان الاتفاقية؟

قد يكون التوقيت بحاجة لدراسة، لكن الإعلان كان له غرض معين في الحسابات عند زيارة الملك السعودي لمصر، وكان ردًا أيضًا على إسرائيل وتركيا وإيران.

وما تعليقك على تظاهر نشطاء ضد الاتفاقية؟

هناك من يحرك الشباب لأغراض معينة، ولدينا قوي شر تحاربنا خارجيا، وأيضًا قوى بالداخل تعوق مسيرتنا، وحتى في دول إفريقيا سنقابل معوقات داخلية وخارجية، عند التحرك إليها، وعلى وسائل الإعلام اتخاذ موقف إيجابي مع الدولة، وأن تكون بمثابة عامل مساعد عبر النقد البناء، ولا تسعى لتهييج الرأي العام ضد الحكومة، ولا تكون خنجر في ظهر الدولة.

أقول للشباب لابد أن يعي المخاطر التي نتعرض لها، وأكبر خطر نواجه هو "الحلم الاسرائيلي" من النيل للفرات، وهناك ضغوط لم تسبق علي مصر من قبل منذ أيام حرب الاستنزاف، وهناك ضغوط أيضا علي الشباب بالذات، وأرجو من الشباب الصبر.

وأدعو الشباب العاطل إلى اللجوء للعمل التطوعي؛ لأنه سيساعد على تعليمه وتثقيفه، وسيمنحه فرصة الظهور، كما أدعوه لعدم الانسياق وراء الشائعات والنت والكلام المغرض، الذي ليس له أساس من الصحة، والخروج من الكهف الذي يعيشوا فيه، وهناك فرص كثيرة في الدولة، وسواء رضينا أم لم نرض، أنتم من تحملون الراية بعدنا، وأنصح بأخذ الشباب السوري كمثال في العمل.

هل هناك فجوة بين النظام والشباب؟

بالطبع توجد فجوة كبيرة بين النظام الحالى والشباب، ولابد من وجود حوار متواصل، وقد نجحت في دائرتي بالشباب، ويجري حاليًا تأسيس حركة جديدة بالشباب اسمها "التنمية والبناء"، فالحوار معهم نتائجه مفيدة ولابد من الاستماع لهم، ولابد من تحرك القيادة للتحدث مع الشباب والتواصل معهم.

ما رأيك في أداء البرلمان واتهام البعض له بانحيازه لصالح الدولة وليس الشعب؟

هذا البرلمان لم يحدث من قبل، ولن يتكرر، وهو مثالي، وتركيبته من كل الطوائف، بجانب المستوي العلمي والفني والثقافي بداخله عالية جدا.

من المفترض أن يحاسب البرلمان بعد انتهائه من تشكيل اللجان النوعية، والفترة الأولى من انعقاده كنا مجبرين على تمرير 440 قانون، تلاها إعداد لائحته الداخلية، وعقب ذلك برنامج الحكومة، وعمله الفعلي منذ شهرين.

المجلس ليس دوره تصفية حسابات مع الحكومة، والحكومة حديثة ووليدة وليس من المفترض أن "أذبح الحكومة"، بل بالعكس من المفترض مساندتها، ودعمها، ومن الخطأ أن أحاسبها أو أسقطها، لكن لابد أن ندعمها.

عندما شكل رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل الحكومة، هذه هي نوع القماشة التي أمامه واختار منها، وهناك مسئولون رفضوا تولي وزارات أو محافظين، وهم شهداء يقدمون أكفانهم؛ لأنهم قبلوا هذه المهمة في ذلك التوقيت، فلايجوز أن مهاجمتها بشكل مباشر.

هل ترى أن أداء الحكومة مرضي أم نحتاج إلى تعديل وزاري؟

الحكومة أدائها "مش بطال"، وهناك وزراء يعملون بشكل جيد، ولكن لم يأخذوا فرصتهم، وممكن حدوث تغييرات في بعض الحقائب الوزارية، ولابد أن نتفق أن بداخل كل مؤسسة أو وزارة قوى شر تريد إسقاط الدولة وتهاجمها بشدة.

البعض يتهم ائتلاف "دعم مصر" بأنه أداة الحكومة.. ما تعليقك؟

غير صحيح، والبرلمان الحالي يصعب السيطرة عليه، ولكن الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة، أن هناك أزمة ثقة بين النواب وبعضهم بسبب الائتلاف، حيث تم إظهار الائتلاف وكأن أعضاؤه من يحبون مصر والآخرون يكرهونها... المجلس بأكمله يحب الرئيس عبدالفتاح السيسي والبلد، والمشكلة هي التي اتزرعت من البداية من قبل الائتلاف، ولن يقبل أن يعيد الائتلاف تجربة الحزب الوطني المنحل، وأعضاؤه أيضًا لن يقبلوا ذلك.

ما تعليقك علي أداء الرئيس السيسي؟

إنجازات السيسي خلال فترة العامين لم تحدث من قبل، من شبكة طرق ومن تطوير العشوائات، وقناة السويس وغيرها، وأعادنا مرة أخري للمجتمع الدولي وإفريقيا، ولدينا علاقات متوازية مع الدول العربية، وأتوقع انجازات أكبر خلال الفترة المقبلة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل