صائدو المغفلين | المصري اليوم

مع عرض الجزء الثالث من الفيلم الأمريكى «صائدو الأشباح»، بدأ التنويه عنه فى البرامج التليفزيونية المعنية بالسينما، وأخذت إعلاناته تتردد بين فقرات القنوات المختلفة.

سألنى ابنى، بينما أعبث بريموت التليفزيون متنقلاً بين القنوات: ألا يوجد عندنا صائدون للأشباح مثل هؤلاء الذين قدمهم الفيلم، أم أن كل هذا خيال محض؟.. قبل أن أرد كان الريموت قد حط على واحدة من قنوات الأفلام العربى، ورأينا الإعلان المريع الذى يبشر بكرامات شخص دجال اسمه الشيخ الكتاتنى المغربى، ومعه المساعِدة الخاصة به الشيخة أم نعيمة. فى الحقيقة إننى أردت من مدة أن أكتب متسائلاً عن هذه القنوات الخزعبلية التى تروج للخرافات وكيف يتم السماح لها بالبث من خلال «نايل سات»، إن هذه القناة بالتحديد لا تهتم بعرض الفيلم ولا تحترم حق الجمهور فى المشاهدة.. أمس الأول على سبيل المثال 4 أغسطس 2016 أذاعوا فيلم غزل البنات، وبعد كل إعلان يتخلل العرض كانوا يعيدون ما تم عرضه ويبدأون من جديد، ثم فجأة وبدون سابق إنذار قطعوا الفيلم قبل نهايته بنصف الساعة عندما كانت ليلى مراد ونجيب الريحانى يهمّان بالطرق على باب فيللا يوسف وهبى.. نصف ساعة كاملة تم بترها تتضمن الأغنية الشهيرة لعبدالوهاب «ليه يا عين ليلى طال»، ثم أذاعوا فجأة فيلم «يوم من عمرى»، حتى بدون أن يقدموا إعلانهم الشهير عن الدجال ومساعِدته!.

رغم قناعتنا بأن الإعلانات هى التى تنفق على قنوات الأفلام المتاحة للجمهور دون اشتراك، إلا أن هناك حداً ضرورياً من المهنية يجب توافره فى المسؤولين عن هذه القنوات. هذه القناة بالذات تصلح نموذجا للجهل والهلس والسوقية، فهى مفتوحة فقط وبالأساس من أجل إعلانين لا ثالث لهما.. الأول عن شركة صيانة لإصلاح الغسالات، والإعلان الثانى عن دجال يقولون إنه يعالج السحر والمس والهِس والبِس، ويقولون إنه يشفى من كل الأنواع سواء السحر المدفون أو المرشوش أو المنفوش أو المهبوش، ويقوم حضرة الدجال كذلك بجعل الزبون ينال المراد، فمَن كان يشكو من هجر الحبيب رد له الحبيب، ومَن كان رفيقه عاجزاً منحه قوة الثيران، ومَن طلقها زوجها أعادها إليه بقوة العفركوش، ومَن أرادت الزواج أحضر لها العريس من فم العفريت.. يعنى بسلامته قادر على حل كل المشاكل الاجتماعية والعائلية والنفسية فى ثلاث ساعات كما يقول الإعلان. الأسوأ من هذا أن الفتى الذى أحضروه ليقرأ الإعلان- بينما فى الخلفية صور الشيخ وزبائنه المفزوعين- لا يُحسن القراءة والكتابة، ومن الواضح أنه من زبائن الشيخ، ولكن لم يدفع الفيزيتا، فجعلوه يشتغل معهم!.