خطابات نتنياهو مضللة

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالا لـ«محمد بكرى» المخرج السينمائى والكاتب بالصحيفة، يدور حول خطابات رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» التى دوما ما تُثير الجدل من حيث بثها بشكل مفاجئ أو ما تحتويه من وعود تثير السخرية؛ خاصة وأنها لا ترتبط بما يحدث فى الواقع أو لا يتم تنفيذها من الأساس، وفقا لما يراه الكاتب.

يبدأ «بكرى» المقال مشيرا إلى أنه سيكون فى غاية السعادة إن تم تنفيذ كلمة واحدة مما ذكره ووعد به رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فى مقاله الأخير. يتذكر الكاتب حين خرج «نتنياهو» قبل إغلاق صناديق الاقتراع للانتخابات التشريعية، لتحذير اليهود الإسرائيليين من إقبال العرب على التصويت، طمعا فى مزيد من السلطة. ثم اكتشف الجميع لاحقا أنها لم تكن إلا كذبة والآن أيضا الكثير من الكذب يبدو جليا بخطاباته وأحاديثه.

يقول «بكرى» إنه يفخر بإنجازاته التى حققها بفضل مجهوده وعمله وإصراره وليس بفضل رئيس الوزراء، فما حققه جاء نتيجة لتمسكه بمبادئه التى دفع ولا يزال يدفع ثمنها الباهظ حتى الآن؛ فقد تمت مقاطعته ونبذه منذ أن تجرأ ورفض الجرائم الأخلاقية التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية، خلال عملية «الدرع الواقى» «وهى العملية قامت بها القوات الإسرائيلية فى إطار محاولة القضاء على الانتفاضة الفلسطينية الثانية» بالضفة الغربية عام 2002.

يستكمل «بكرى» قائلا إن «الحكومة الإسرائيلية قد نجحت فى إقناع الجماهير بأن فيلمه الوثائقى «جنين جنين» «والذى يدور حول ما حدث فى معركة جنين التى تمت بين الجيش الإسرائيلى والمقاتلين الفلسطينيين خلال عملية الدرع الواقى عام 2002» مجرد مجموعة من الأكاذيب تُظهر فقط وجهة النظر الفلسطينية وتشوه الحقيقة، كما نجحوا فى تحويله إلى خاين وكاره لإسرائيل، ويقول إنه أينما يذهب يسأله الناس أين اختفى؟ ولماذا لم يعد يراه أحد على الشاشة؟ ولكنه يخجل أن يخبرهم بالحقيقة!

ويتساءل «بكرى» ما هى الديمقراطية والمساواة التى يتحدث عنها المجتمع الإسرائيلى؟ كيف لرجل مثله اعتقد طوال حياته بل وما زال يعتقد بحق كلا الشعبين «الفلسطينى والإسرائيلى» فى الحياة معا فى حب واحترام ومساواة، وأن يعملوا سويا كشركاء وأن يعمل المسلمون مع أخواتهم اليهود الإسرائيليين جنبا إلى جنب، كيف لكل ذلك أن يحدث ورئيس الوزراء ومن هم على شاكلته يكممون الأفواه ويمنعون الأفراد من توفير حياة آمنة مطمئنة لأطفالهم!

كيف يمكن أن يصدق المواطنون الإسرائيليون خطابات وتصريحات «نتنياهو» والاحتلال الإسرائيلى مستمر ويواصل انتشاره على الأرض! فضلا عن الخطط المتعلقة ببناء آلاف المنازل لليهود الإسرائيليين بالضفة الغربية والتى تزداد انتشارا يوما بعد الآخر والبيوت التى يتم تدميرها والرجال والنساء الذين يتم اضطهادهم وتعريضهم لأشد أنواع التعذيب والإذلال.