بالصور.."الوفد" داخل مقبرة الراحل أحمد زويل

على بعد كيلو مترات قليلة من مدينته العلمية التى حلم بها طوال حياته فى مدينة السادس من أكتوبر، وتحديدًا على طريق الواحات خلف مساكن عثمان أحمد عثمان، كان العمل يجرى على قدم وساق من قبل عمال تابعين لحى أكتوبر لرفع الإشغالات وتمهيد الطريق إلى مقبرة العالم المصرى الدكتور أحمد زويل، الذى وافته المنية يوم الثلاثاء عن عمر يناهز 70عامًا بأمريكا بعد صراع مع المرض.

مقبرة عالم «الفيمتو ثانية» التى اشتراها منذ 6 أشهر فقط وكأنه يعلم أنه سوف يرحل قريبًا، عند الدخول إلى الشارع المؤدى إليها، تشعر بحالة من السكون والهدوء، ورأينا الحزن يسكن وجوه العاملين الذين كانوا يضعون اللمسات النهائية على مقبرة فقيد البشرية صاحب جائزة «نوبل».

اقترب قرص الشمس من الغروب وبصعوبة شديدة حاولنا رصد كل أرجاء المقبرة - التى رأى صورتها لأول مرة قبل 6 أيام من رحيله دون أن يراها رؤى العين أو يلمس جدرانها - تبلغ مساحتها نحو 100متر مربع، وتم تشطيب واجهتها بالحجر الفرعونى وحوائطها بالرخام والأرضية بالسيراميك الفاخر.

عند دخولك من الباب الر ئيسى فى الأمام تجد شاهد مكتوب عليه آيات قرآنية «لمن الملك اليوم لله الواحد القهار»، «ادخلوها بسلام آمنين»، وعند الانحراف يسارًا تجد سلمًا نزول يتجه بك تحت الأرض... بينما المقبرة لم يكتب عليها بعد اسم صاحبها «د. أحمد زويل».

دلفنا إلى أسفل وهبطنا أربع درجات واتجهنا يمينا فرأينا غرفتين مساحة (3× 4 متر) الأولى مخصصة للرجال والثانية للنساء، ووجدنا فى الأمام غرفة صغيرة سوف يتم استخدامها فيما بعد لرفات الجثامين من الموتى.

كما تتميز مقبرة الدكتور زويل بمدخلين بأبواب من حديد مطعمة بالزجاج أعطاها شكلًا جميلًا يختلف عن المقابر المجاورة.

بجوار مقبرة زويل تقع مقبرة الشيخ محمد حسين يعقوب الداعية الاسلامى المعروف، التى تسبقها بخمس مقابر فقط، والتى تلفت انتباهك من اول وهلة نظراً لطلائها باللوان البنى المميز عن باقى المقابر المجاورة، وتصميم الباب الخشبى المصنوع من الارابيسك والشبابيك الخشبية على شكل شبكة تعطى انطباعاً للوحة فنية فريدة».

وعلى بعد 500 متر تقف عربة فول أمام المسجد الوحيد الذى يقع وسط المقابر وحولة العديد من العمال، الجميع لا يعلم المكان الأساسى لمقبرة الفنان عادل إمام أطال الله فى عمره ومنحه الصحة ولكنهم يأكدون أنه فى المنطقة، «سوى رجل ستينى يقف على ناصية أحد الشوارع، توقفنا لنتحدث معه والاستفسار عن مقبرة الفنان عادل امام، قال: «خش يمين فى أول شمال ثالث حوش على الشمال»، بالفعل تحركنا كما وصف ووجدناها مقبرة متواضعة تحتوى على لوحة تعريف باسم صاحبها تم تأسيسها عام 2004، تتوسط هذا المقبر العديد من المقابر القديمة والتى انشأت فى بداية تخصيص هذه الأرض للمقابر «مغلقة بباب حديد مطلى باللون الأخضر وقفل تآكل من الصدأ وأغلاقه لفترة بعيدة».

فى نهاية الشارع التى يضم مقبرة الفنان عادل إمام، تجد قبر الراحل صالح سليم الرئيس السابق للنادى الأهلى الذى، توفى فى 6 مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاماً عقب معاناته مع مرض سرطان الكبد، يقع قبره بين العديد من المقابر العالية، «أشجار وزرع ونجيل أخضر أمام قبره تشعر بالهدوء والسكينة عندما تقع عيناك على اسمه المحفور على لوح من الرخام».  

النصية الرابعة خلف مقبرة «زويل» الذى حصل على قلادة النيل العظمى وهى أعلى وسام مصرى، يقع قبر سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة»، صمم قبرها على طريقة البيت الريفى فى مصر، يتميز القبر باحتوائه على باب على شكل «ارج» على طريقة البيوت فى صعيد مصر، عند النظر لأعلى الباب تجد قطعة من الرخام الأبيض المحفور عليها اسم الفنانة فاتن حمامة التى توفيت «فى يناير العام الماضى عن عمر ناهز 84 عاما، بعد رحلة مع التمثيل امتدت لنحو 75 عاما شاركت خلالها فى أكثر من تسعين فيلما سينمائيا ومسلسلا تليفزيونيا».

تسير قليلا فى نفس الشارع الذى يضم جثمان الفنانة فاتن حمامة، تنظر على يسارك تجد مقبرة الفنانة «شرويت مصطفى فهمى»، والمعروفة بـ«ليلى طاهر، أطال الله فى عمرها» والتى ولدت يوم 13 مارس عام 1939م، ولكنها اختارت «ليلى» كاسم فنى لعشقها للفنانة «ليلى مراد»، حصلت على بكالوريوس فى الخدمة الاجتماعية.

تزوجت الفنانة ليلى طاهر خمس مرات كان أولها من رجل الأعمال محمد الشربينى، الذى أنجبت منه ابنها الوحيد أحمد، وعقب انفصالهما لرفضه عملها بالفن تزوجت من المخرج الراحل حسين فوزى، ثم من الصحفى نبيل عصمت «كما تزوجت من الفنان يوسف شعبان والملحن خالد الأمى».

لم ينته قبر الفنانة ليلى طاهر من الانشاء حتى الآن إلا أنه يحتوى على باب حديد مجنزر بـ3 سلاسل حديدية تمنعك من الدخول، به العديد من الفتحات التى تمكن من رؤية القبر من الداخل وما يحتويه عليه من رمال وأحجار صغيرة، تميز هذا القبر بأنه ناصية لأحد الشوارع الداخلية فى منطقة المقابر.

وخلف مقبرة الفنانة ليلى طاهر وعلى مقربة قليلة من القبر الذى سوف يضم جسد فقيد البشرية أحمد زويل، تجد لوحة رخامية تشير الى قبر الفنان الراحل نور الشريف الذى وافته المنية أغسطس 2015، عن عمر يناهز 69 عاما بعد صراع مع المرض «بعد أن اصبح أحد النجوم المتميزين، حيث احتل عن جدارة مساحة كبيرة فى قلوب الملايين بأعماله الفنية المتميزة التى احترمت ذهنية المشاهد لتناولها الواقع المعيشى للمجتمع بمشاكله وقضاياه وهمومه».

فى الواجهة المقابلة لمساكن عثمان أحمد عثمان بمدينة السادس من أكتوبر تقع مقبرة الفنان صلاح عبدالله، أطال الله فى عمره «أحد أبرز نجوم الكوميديا فى مصر حيث يتميز بموهبة وتلقائية شديدة فى الأداء، بالإضافة إلى حسه الكوميدى العالى، وعلى الرغم من بداياته الكوميدية إلا أنه نجح أيضاً فى تقديم عدد من الأدوار التراجيدية حتى أطلق عليه لقب الجوكر».

وتتميز مقبرة عبد الله بمساحتها البسيطة التى لا تتعدى 70 مترا، لكن تشغل مساحة كبيرة امامها به العديد من الاشجار والورود.

وعند السير وسط المقابر وتحديدًا فى «المجاورة 66» تجده مدفن واجهته من الطوب الحرارى صمم على الطراز الإسلامى، عندما تنظر اليه لأول وهلة تجد اسم الفنان يوسف شعبان محفوراً باللون الأسود على رخامة بيضاء اللون.. ولد الفنان يوسف شعبان فى حى شبرا ووالده مصمم إعلانات مشهور فى شركة «إيجبشان جازيت».