المحتوى الرئيسى

أحمد زويل.. النموذج الخالد | المصري اليوم

08/05 00:58

فى أول مؤتمر صحفى بعد حصوله على «نوبل»، أرفع جائزة علمية عالمية، قال زويل: «أنا مدين لمصر التى علمتنى، ولأسرتى التى أنشأتنى على التربية الصحيحة، ولشعورى أن مصر بلد الحضارات».

وكان يقول دوماً: «طفولتى كانت من أجمل أيام حياتى، وهى بسيطة ودينية»، ويردد: «أمى كانت واحة من الحنان، وعاطفتها هى التى منحتنى الثقة والثبات».

ويقول: «جذور شجرة حياتى كانت مغموسة فى الإيمان والتقوى».

ويقول: «حظيت من أبى بكل الحب والاحترام».. لم يتنكر زويل يوماً لدينه أو وطنه أو أسرته أو علمه أو يتاجر بهم فى سوق النخاسة، ولم يتنكر للغته العربية التى عشقها، وكان يردد: «من يذهب للغرب ويعوج لسانه فقد انسلخ من جذوره ولن يحترمه أحد».

ويقول: «طوال سنوات غربتى فى أمريكا كان حنينى يزداد يوماً بعد يوم للريف المصرى واللغة العربية والكتاتيب وأصوات المؤذنين وخروج الناس أفواجاً من المساجد ودور العبادة».

وحينما أراد أن يتزوج ارتبط بـ«د. ديما» ابنة أكبر علماء اللغة العربية د. شاكر الفحام «سورى الأصل»، والذى تعرف عليه حينما حصلا سوياً على جائزة الملك فيصل العالمية: هو فى الكيمياء، والفحام فى اللغة العربية، وفى ختام حياته آثر أن يُدفن فى وطنه وبين أحبته.

«زويل» ليس مجرد عالم فقط، إنه من ورثة الأنبياء «فالعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورثوا العلم».

إنه رمز عظيم للحب الكبير والتواضع العظيم والوفاء لدينه ووطنه ولغته، إنه نموذج فذ، لم يشعر أحد يوماً بأن زويل فيه ذرة من كبر، فى حين الأقزام غيره يتكبرون على خلق الله جميعاً، فقد قال فى آخر حوار له مع خيرى رمضان وقبل وفاته بقليل: «أنا طالب علم وأجهل أكثر مما أعرف».

وأذكر أنه كان فى ندوة علمية بمصر ولم يستنكف أن يشرح شرحاً مبسطاً نصف ساعة لطالب ثانوى مسائل مبسطة فى الفيزياء رغم الفارق العلمى الهائل بينهما.

زويل كان نموذجاً فذاً فى كل شىء، لقد ذهب إلى أمريكا وهو لا يعلم شيئاً عن الليزر ولم يدرسه، فإذا به يصبح بعد سنوات من أكبر علماء الليزر فى العالم، ويخترع «ميكروسكوب» رباعى الأبعاد يصور الجزيئات بالفمتوثانية، فضلاً عن أجهزة أخرى كثيرة.

وعندما وصل إلى أمريكا أعطاه أستاذه الأمريكى موضوعاً تافهاً للبحث ولكنه رفض بإباء، فلما رأى البروفيسور الأمريكى إصراره وأنه ما جاء هنا للعبث واللعب أو للحصول على ورقة وشهادة اقتنع بجديته لتبدأ مسيرته العلمية الصعبة والناجحة.

زويل هو نتاج حضارتين عظيمتين «العربية والإسلامية» بقيمهما وأخلاقهما، والغربية بحرياتها العلمية اللا محدودة، وبدأبها وحسن إدارتها وجديتها، وسعة صدرها لجميع الأجناس والأعراق.

هذا المنتج الفريد جعله العربى والمصرى الوحيد الذى يحصل على جائزة فرانكلين، ليكون ضمن 25 عالماً أمريكياً مرموقاً فى التاريخ الأمريكى مع أينشتاين ومارى كورى وجراهام بل، وهى تعادل نوبل فى أمريكا.

وكان سر نجاح زويل هو المثابرة وحب العلم اللا محدود، فلم يكتف بحصوله على نوبل، ولكنه أجرى بعدها 16 بحثاً عالمياً، بعضها يعادل نوبل، واخترع بعد نوبل مع فريق بحثه أربعة أجهزة عالمية قد تغير المنظومات العلمية.

إنه يعرف المعنى الحقيقى لأمة «اقرأ» التى لم تعد تقرأ اليوم ولا تكتب، زويل كان يردد: «عشقى للقراءة هو سر نجاحى، ولو أعطيتنى كتاباً وتركتنى فى المريخ فسأكون سعيداً».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل