المحتوى الرئيسى

قروى فى منتجع خمس نجوم

08/04 22:44

كخطوة طبيعية، قام المصريون بملء الفراغ الذى نشأ عن انهيار ملف السياحة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، انتقلت شرائح اجتماعية أقل ثقافة، كمصيفين جدد، إلى أماكن صُممت لطبقات أعلى مما أوجد نوعاً من صراع الثقافات الذى أُجبرت المنتجعات السياحية على تحمله لكى لا تغلق أبوابها إفلاساً، فيما أصر النزلاء على التمسك بثقافتهم باعتبار أنهم الممولون أصحاب اليد العليا، والمتأمل لهذا الصراع المكتوم سيخرج بالعديد من المشاهدات، لعل الملاحظات السبع التالية من بينها:

1- نشر صور المصيفين الجدد للسخرية منهم باعتبارهم متخلفين، هو أمر «منحط» ويندرج تحت بند اقتحام خصوصية الآخر، وهو التوصيف نفسه لنشر صور حفلات الأغنياء ومهاجمتهم باعتبارهم منحلين، كما أن تعليقات الناس هنا وهناك تدل على علاقة اجتماعية غير سوية يحتقر فيها الغنى الفقير ويحقد فيها الفقير على الغنى.

2- لا يوجد فى مصر مكان يحتاج إلى تأشيرة ليدخله مصريون، ومن حق كل مصرى الاستمتاع بأى شبر من أرض بلده طالما أنه لا يخالف القانون، أما وإن خالف الأعراف والتقاليد فعلينا فقط إبداء الملاحظة وليس ممارسة العنصرية والطبقية والتعصب.

3- كل القرى السياحية الجديدة التى يتم الإعلان عنها كل بضع دقائق قائمة على فلسفة «كيف تنأى بنفسك عن الرعاع»! وعموماً هذا حق أى شخص لديه قدرات مالية، وعلى الجانب الآخر من حق الجميع فعل ما يحلو لهم فى أى منتجع سياحى طالما إدارة المكان تقبل بذلك.

4- المصيفون الجدد يتعاملون كما لو كانوا يغنون «يا اللى على الترعة حود ع المالح»، ولا شك فى أن هناك العديد من التصرفات التى قد توصف بالسيئة، لكنها بكل تأكيد ليست سلوكيات تخريبية متعمدة، بل هى جزء من ثقافة عشوائية عامة، وهى أمور عادية وعفوية لمن يقوم بها، والتحضر لا علاقة كبيرة له بالمستوى المادى، وهناك أمثلة، نكتفى باثنين.

5- (مثال1): نزول حمامات السباحة أو البحر بملابس كاملة، هو سلوك سيئ وغير حضارى وغير صحى، ولا علاقة له بالدين لا من قريب أو من بعيد، لكن بعض المصيفين الجدد يحاولون إرهاب إدارات الفنادق بهذا الكارت، بينما الأمر ببساطة يتعلق بما يُعرف بكود الملابس، وللسباحة كود خاص بها، وأى تفتيش «نزيه» من لجان الجودة بوزارة السياحة سيقلل تصنيف الفندق مما سيقلل نجومه على الفور.

6- (مثال2): نمط تناول المُصيف الجديد لطعامه فى البوفيه المفتوح يسير وفق نظريات «الإنسان يعيش مرة واحدة»، و«أبوبلاش كتر منه» (ثقافة الفقر، رغم أنهم اقتصادياً ليسوا فقراء)؛ فلا أحد يستوعب أنه من المسموح له العودة مرة أخرى لأخذ المزيد من الأطعمة حال عدم شبعه فى المرة الأولى، الجميع أنانى ويتوجس من الجميع ويخشى الغد، فهو يعرف أن دوام الحال من المُحال؛ فربما يعود ولا يجد المزيد (عدم شعور بالأمان)، وبناء عليه فهو يأخذ فى طبقه سلسلة جبال من الأطعمة، وتكون النتيجة هدراً وصل فى أحد الفنادق إلى 300 كيلوجرام مأكولات فى وجبة واحدة، مما دعا الفندق إلى تعليق لوحة كُتب عليها «خذ ما تريد لكن كُل ما أخذت».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل