المحتوى الرئيسى

مراجعات إسرائيلية: عشر سنوات على حرب لبنان

08/04 21:11

- بعد عشر سنوات ليس هناك سبب يدفع نصر الله إلى مغامرة قد تغير الإنجازات التى حققها

نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية مقالا مترجما للمحلل السياسى «إيلى باراك» يتحدث فيه عن بدء حرب التراشق بالاتهامات فى المستويين السياسى والعسكرى بعد عشر سنوات من الحرب على لبنان، وذلك بسبب الشعور الذى ساد بين الجمهور بأن حرب لبنان الثانية لم تحقق التوقعات منها، لكن اليوم، بعد عشر سنوات، هناك شعور بأن النظرة إليها، سواء بين الجمهور أو فى الجيش أو فى القيادة السياسية قد تغيرت.

اعتبارا بأن الهدوء شبه المطلق الذى يسود الحدود الشمالية دليل على أن الحرب حققت الردع فى مواجهة حزب الله الذى يخشى القيام بهجوم. يضيف «باراك» أنه فى الفترة الأخيرة قال عمير بيرتْس، الذى شغل منصب وزير الدفاع خلال الحرب: «بنظرة إلى الوراء، نجد أن هذه الحرب حققت أهداف دولة إسرائيل الاستراتيجية، ونجحت فى تحقيق الأهداف التى حددناها لأنفسنا، وأثبتت قدرتها. وفى امتحان النتائج كانت حربا ناجحة». لكن يبدو أن الكاتب غير متفق مع هذا الرأى مؤكدا أن ما تغير حقا هو الذاكرة. لأنهم إذا عادوا إلى نتائج الحرب ومجرياتها سيدركون اليوم أيضا أن إسرائيل لم تنتصر فى تلك الحرب؛ فقد كانت هناك سلسلة إخفاقات.

إن حرب لبنان الثانية هى الحرب الأولى لإسرائيل التى تحولت فيها المؤخرة الداخلية إلى جبهة. وكما هو معروف لم تكن إسرائيل مستعدة لمواجهة هذا الوضع الجديد. وفر مئات آلاف السكان من مناطق القصف نحو الجنوب من دون أن يكون هناك من يساعدهم. فى نهاية الأمر كثيرون استعانوا بهيئات تطوعية، وهم يتذكرون الخيم التى أقامها المليونير أركادى جيدماك.

ويقول باراك مستنكرا إنه فى حالة تجاوز الإخفاقات الموضعية، فيزال هناك من يعتقدون أن إسرائيل انتصرت ويدعون أن عشر سنوات من الهدوء دليل على تحقق الردع، فهل هذا صحيح؟ هل سنوات الهدوء هى التى تحدد معيار النصر؟ لو كان هذا صحيحا فما هو المعيار. ما هو عدد سنوات الهدوء التى تعتبر انتصارا 10؟ 15؟ 50؟

فى الشرق الأوسط لا يبدو أن هذا المعيار قابل للتطبيق. لو أخذنا نموذج حرب تمثل أكثر من غيرها انتصارا إسرائيليا ــ حرب الأيام الستة ــ نرى أنه بعد ست سنوات فقط على انتهائها عادت الجيوش العربية إلى مهاجمة إسرائيل. أكثر من ذلك، بعد عامين فقط نشبت حرب الاستنزاف التى استمرت حتى حرب يوم الغفران [حرب أكتوبر 1973]. وفى المقابل أدت حرب يوم الغفران إلى أكثر من 40 عاما من الهدوء على الحدود السورية وإلى السلام مع مصر.

هل هذا مصادفة أم هناك منطق للأمور؟ كل مستشرق مبتدئ يستطيع أن يشرح أن أحد الأمور التى تسود فى الشرق الأوسط هو مسألة الكرامة. فمن يتعرض للإهانة يسارع إلى محاولة استعادة كرامته. فى حرب الأيام الستة جرى إذلال دول عربية، لذلك عادت بسرعة لاستعادة كرامتها. فى حرب يوم الغفران شعرت هذه الدول بأنها انتصرت ولذلك بعد بضع سنوات كان فى إمكان السادات التوجه إلى شعبه ليقول له إنه يريد توقيع سلام مع إسرائيل.

إذا طبقنا ذلك على الوضع فى مواجهة حزب الله، ففى إمكان الحزب أن يشعر بأنه نجح فى الانتصار على الجيش الإسرائيلى، وفى إقامة توازن رعب فى مواجهة أقوى جيش فى الشرق الأوسط. ومن المحتمل أنه لو هزم قبل عشر سنوات لدفعه ذلك إلى رد أسرع ضد إسرائيل.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل