المحتوى الرئيسى

الناسُ موتى وأهل العلم أحياء.. وداعاً الدكتور أحمد زويل

08/04 18:24

وداعا ً الدكتور أحمد زويل كبير العلماء العرب، فالعلماء يعيشون بيننا بعد وفاتهم بعلمهم وأفكارهم، أحمد زويل بنسبة لشريحة كبيرة من شباب الباحثين والعلماء مصدر طموح وفخر, أحمد زويل اسم يعني لي على المستوى الشخصي الأمل والنجاح، نتفق أو نختلف، ولكن في النهاية يبقى رمزاً من رموز الأمة المصرية، كرمته مصر بعدة جوائز مصرية، منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام 1995، وقلادة النيل العظمى، أعلى وسام مصري، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية, ويمكن القول إن الدكتور زويل تمت محاربته في مصر كثيراً، سواء عن قصد سياسي، أو عن طريق الإهمال، فقد حلم الدكتور زويل لمصر عن طريق إنشاء مدينه زويل للعلوم والتكنولوجيا، التي عانت كثيراً من أجل الظهور، إلا أنها بدأت ترى النور بعد ثوره يناير/كانون الثاني، ومات دون أن يكتمل المشروع اكتمالاً تماماً, فيبقى السؤال هل كان من الممكن أن يحصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل إذا لم يسافر إلى الولايات المتحدة؟ ستكون الإجابة من وحي ما تلقاه من نقد من البعض في مصر، لكنه في النهاية سيبقى رمزاً مصرياً يحبه الشعب المصري، فقد أسعد الدكتور زويل الشعب المصري، ومنحه الشعور بالفخر, أتمنى أن نستفيد من ثروة مصر البشرية وعلمائها في الخارج، وأن يكون هناك البيئة المناسبة والعلمية للعلماء لتحقيق النجاح في مصر، فمصر غنية بالعلماء المخلصين، وستبقى كذلك، وأتمنى أن يحقق حلم الدكتور زويل حتى بعد وفاته في استكمال تنفيذ مشروع مصر القومي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.

التحق زويل بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيداً بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء، وسافر "زويل" إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974 - 1976)، وتتويجا ً لجهوده العلمية حصل زويل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه في مجال الكيمياء، حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فنتوثانية، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية؛ ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع, وفي أبريل/نيسان 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار د. أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، الذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات, وورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأميركية التي تضم أهم الشخصيات التي أسهمت في النهضة الأميركية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (وتضم هذه القائمة أينشتاين وغراهام بل), سيبقى الدكتور زويل من أهم الرموز العلمية في تاريخ مصر والعالم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل