المحتوى الرئيسى

‏"عراب الفوضى والخراب".. "محمد دحلان" المُتهم بتدبير انقلاب تركيا.. تحالف مع إسرائيل ضد المقاومة ‏الفلسطينية.. وقاد 4 عمليات مشبوهة في الشرق الأوسط

08/04 16:21

بعد انقشاع غيوم محاولة الانقلاب العسكري التركي، التي وقعت خلال الشهر الماضي، كشفت لنا ‏مؤشرات عدة عن شخصيات بعينها وُجِهت إليها أصابع الاتهام، بالضلوع في تلك المحاولة الفاشلة أو ‏الوقوف ورائها، لاسيما أن بعض هذه الشخصيات كانت ولازالت رائدة في عمليات سياسية مشبوهة على ‏المستوى الإقليمي.‏

فالاتهام الذي وجهته المخابرات التركية إلى دولة الإمارات بالمسئولية عن تسريب أموال إلى الأشخاص ‏الذين قادوا المحاولة الانقلابية في تركيا، أمس الأربعاء، طال محمد دحلان قيادي حركة فتح المفصول، الذي ‏نوهت عنه المخابرات بإنه المتهم الرئيسي في التواصل مع فتح الله غولن، حسبما ذكر موقع "ميدل إيست ‏آي" البريطاني.‏‎

وأشار الموقع إلى أن الإمارات تعاونت من خلال محمد دحلان مع بعض الشخصيات داخل تركيا لتدبير ‏انقلاب، عبر نقل الأخير الأموال إلى كولن بواسطة رجل أعمال فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة.‏

دحلان هو رجُل فلسطيني ولد في إحدى مخيمات قطاع غزة يسمى "خان يونس"، عاش حياته القاسية إلى ‏جانب الفقر المدقق الذي عانت منه أسرته، حيث سافر والده للعمل في‎ ‎السعودية، ‏‎ ‎طلبًا للقمة العيش تاركًا ‏زوجة وأربعة أبناء يصغرهم دحلان.‏

على وقع نكسة 67، بدأت حياته السياسية تلمع، لاسيما مع الاحتلال المرير الذي أصاب قطاع غزة ‏والضفة الغربية، إضافة إلى انتسابه إلى منظمة الشبيبة الفتحاوية في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة، الامر ‏الذي ساعد على بروز دوره في العمل العام الفلسطيني.‏

كان دحلان دومًا ما يثير الخلافات والنزاعات حول دوره ومكانته داخل الحراك الطلابي في حركة فتح، ‏مما أدى إلى زيادة شهرته على الصعيد الفلسطيني، إلى جانب اعتقال الاحتلال الإسرائيلي له أكثر من ‏مرة، الأمر الذي أضفى على صورته لمحات من الكفاح والمثابرة أمام الرأي العام.‏

بدأ دحلان مع تسلمه قيادة جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، رحلة الصعود السياسي السريعة، عندما ثقل ‏وزنه داخل حركة فتح وبات أحد أهم أقطابها، وتأهل بعدها لأن يصبح المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني ‏الراحل ياسر عرفات.‏

توثقت علاقته بنظام عرفات حين عين وزيرًا للداخلية، وبدأت الشبهات تدور حوله خلال تلك الفترة، بإنه ‏يُنسق أمنيًا مع قوات الاحتلال، ويقوم باعتقال وتسليم قادة المقاومة وإيداعهم السجون، وظلت سيرته تتردد ‏وسط أحاديث عن علاقات وطيدة بأجهزة الأمن الإسرائيلية.‏

عام 1997 نُشرت تقارير عما عرف بفضيحة معبر "كارني" عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب ‏المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر والمقدرة بمليون شيكل شهريًا كانت تحول إلى حساب يُدعى ‏سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية، التي اتضح فيما بعد أنها حساب شخصي لمدير جهاز الأمن الوقائي في ‏حينه محمد دحلان.‏

ذلك الثقل السياسي الذي حظى به دحلان، دفعه إلى الدخول في معارك وتهديدات كلامية مع الرئيس ‏الفلسطيني السابق، والتناطح معه شخصيًا، بدعوى الإصلاح وضرورة بدء عهد جديد، فقدم استقالته ‏للحكومة كمسؤول للأمن الوقائي، ورفضها عرفات مما أدى إلى نشوب خلاف بين الطرفين. ‏

ومن هنا بدأت الحرب الصامتة بين دحلان وعرفات، عندما رفض الرئيس الفلسطيني في البداية ‏مطلب‎ ‎محمود عباس‎ ‎بتعيين دحلان وزيرًا للأمن الداخلي في حكومته، لكن مع إصرار أبو مازن ووصول ‏الأمر لحد الأزمة، وافق عرفات على هذا المطلب‎.‎

ورغم تقلد دحلان وزارة الأمن الداخلي ألا أن حالة من القطيعة سادت بينه وبين عرفات، حيث لم يلتقيا ‏لمدة 6 أشهر تقريبًا بعد تقلده هذا المنصب، لاسيما مع تعمد الأول الهجوم على الانتفاضة الفلسطينية ‏وعمليات المقاومة خلال هذه الفترة.‏

وعقب وفاة عرفات، وصعود أبو مازن للسلطة، زاد الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، بعد خوض ‏الأخيرة الانتخابات البرلمانية، وحصولها على الأغلبية بالمجلس التشريعي، وهنا طالب دحلان من قيادة ‏حركه فتح عدم الاشتراك في حكومة حماس.‏

وجاءت عملية الحسم العسكري التي قادتها حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة، لتدفع دحلان للهروب ‏إلى الإمارات التي احتضنته خلال هذه الفترة، وكفلت له الحماية الدولية من حركة حماس، وعينته ‏مستشارًا أمنيًا لولي عهد الإمارات، حتى بعد فصله من حركة فتح، واحتدام الصراع بينه وبين رئيس ‏السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليبدأ معها دحلان مرحلة إقليمية جديدة.‏

وعُرف منذ هذه الفترة بإنه عراب الخراب في الشرق الأوسط، وقائد الثورات المضادة للربيع العربي ‏لصالح الخيلج والإمارات، بعدما جمعته علاقات قوية بحاملي لواءات المعارضة والثورات المضادة للدول ‏العربية.‏

وهو ما يتضح في حديث عضو المجلس الثوري في حركة فتح عبدالحميد المصري، المقرب من دحلان، ‏والذي قال عنه أن له نشاط مكوكي إقليمي ودولي في حل المشاكل الناشبة بالدول، ويتمتع بعلاقات واسعة ‏في الإقليم والعالم، ويعتبر جزءً من القيادة الإقليمية.‏

ومن قلب الإمارات انطلق دحلان يخرب الدول العربية، بدأ من ليبيا الذي أشارت معلومات عديدة، أنه ‏يقوم بعمليات تدريب وتمويل لمواطنين ليبيين يتم تجهيزهم من أجل إسناد قوات اللواء المتمرد خليفة ‏حفتر، لتأجيج الصراع الليبي.‏

كما نوه موقع عين ليبيا الإخباري في نهاية عام 2015، إلى معلومات أفادت بإنه تم تشكيل غرفة عمليات ‏خاصة بليبيا يترأسها القيادي المفصول من حركة فتح، ويساعده فيها أحد أبرز المستشارين الأمنيين ‏لـ"سيف الإسلام القذافي" نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وذلك بهدف زعزعة الاستقرار في ‏ليبيا.‏

‏إلى جانب تسريبات عدة تداولها الإعلام المصري بقوة خلال نفس الفترة، تفيد وجود ثمة ترتيبات وخطط ‏لهبوط طائرات محملة بالأسلحة في بعض الدول العربية، كي تذهب إلى كتائب وفرق بعينها في الصراع ‏داخل ليبيا.‏

نرشح لك

Comments

عاجل