Sunny.. سيارة نيسان التى يسهل «التعايش» معها! | المصري اليوم

مثل أى مهنة أخرى، هناك تحديات فى صحافة السيارات أيضا!. خصوصا عندما يتعلق الأمر بتجارب القيادة، وإذا كانت التجربة تخص سيارة مهمة جدا فى السوق المحلية تحديدا. خلال السنوات اختبرت المئات من السيارات، وكتبت عنها إنطباعاتى، وناقشنى القراء كثيرا فيما أكتب. والمفاجأة كانت فئة السيارات التى أثارت الجدل الأكبر، فهى لم تكن السيارات الرياضية «المثيرة» التى تهتم بها فئة محدودة من القراء ولا السيارات الغالية التى لا يراها المتابعون عادة فى شوارع بلدنا. السيارات الأكثر إثارة للجدل، هى دائما السيارات الأكثر مبيعا فى السوق المحلية. وقد اختبرنا على صفحات ملحق سيارات المصرى اليوم خلال الأسابيع والشهور الماضية عددا كبيرا منها، وبكلمة «منها» أقصد السيارات التى تخاطب العائلات المصرية وتنافس على حصة كبيرة فى مبيعات الفئة من خلال السعر والتجهيزات. والحقيقة أن سوق السيارات فى بلدنا تضم عددا لا بأس به من السيارات المنتمية لهذه الفئة، التى نطلق عليها Entry Level.

التحدى عند اختبار السيارة يزداد كلما ازدادت أهميتها فى السوق المحلية، ومبيعاتها بالطبع. وأعتقد أننى كنت أقود على مدار الأيام السابقة واحدة من أكثر السيارات مبيعا فى بلدنا، وأكثرها إثارة للجدل أيضا. نيسان Sunny التى تعتبر أكثر السيارات مبيعا فى فئتها، وهى السيارة الأساسية لمصنع الشركة فى مصر على مدار العشرة سنوات الماضية، وحتى الآن. وأعتقد أنها استحقت بالفعل لقب «سيارة العائلة المصرية» خلال بعض مراحل عمرها. وهناك عدة أسباب جعلتها تستحق هذه المكانة، وهى نفس الأسباب التى سجلت السيارة من خلالها مبيعات قياسية على مدار السنوات الماضية. أولها التجميع المحلى الذى يعطى السيارة مزايا سعرية قوية بجانب سمعة السيارة، وتوافر قطع الغيار والسعر المرتفع فى حالة إعادة البيع. وكل هذا منطقيا جدا عندما نتحدث على سيارة بمبيعات قياسية مثل Sunny.

الجيل الحالى تعرض العام الماضى لبعض الانتقادات، وواجه غضب عددا من العملاء، وظهرت قصة الفرامل التى شغلت رواد مواقع التواصل الإجتماعى وتفاعلوا معها. وأذكر تصرف إدارة نيسان مصر وقتها، وسياستها التى ركزت على إرضاء العميل مع صاحب المشكلة. وتحركها أيضا لإجراء الكشف اللازم على السيارات من نفس الموديل. وطبقا لما أكدته الشركة وقتها أنها فحصت نظام الفرامل وقامت ببعض المراجعات لتعزيز الأداء بما يتوافق مع طبيعة الطرق المصرية التى تستوجب استهلاكا أكبر لأقراص الفرامل مقارنة بالدول الأخرى، بسبب الزحام وحالة الطرق، وأكدت وقتها أنها قامت بتطوير الفرامل بشكل خاص للسوق المصرية. هذه سريعا حكاية نيسان Sunny بالنسبة لى. سيارة مجمعة محليا من أكثر سيارات فئتها مبيعا، ناجحة واستحقت بالفعل لقب «سيارة العائلة المصرية» عدة مرات، وواجهت بعض المشاكل -التى لم تؤثر مطلقا على مبيعاتها- وأكدت الشركة أنها تغلبت عليها بشكل كامل.

الأسبوع الماضى طلبت منا نيسان موتور إيچيبت تجربة نسخة ٢٠١٧ من سيارتها الأكثر مبيعا، وللأسباب التى ذكرتها ولأننى أعلم يقينا أن هذا التقرير الذى يحمل إنطباعاتى سوف يهم قطاع كبير جدا من العملاء فى مصر، كانت تجربة السيارة تحديا إلى حد ما. استملنا السيارة يوم الخميس الماضى، وبدأنا فى وضع خطة التجربة على مدار أربعة أيام والمسافة الإجمالية التى قمنا بتغطيتها ٧٥٠ كم. ومثل جميع سيارات تلك الفئة، كان برنامج التجربة عبارة عن سلسلة من التحديات اليومية التى نخوضها جميعا فى بلدنا. بداية من القيادة فى الطرق المزدحمة، ومرورا بقدرة السائق والركاب على التعايش مع السيارة، وقدرة السيارة على تلبية المتطلبات العائلية المختلفة، والقيادة على الطرق السريعة أيضا.

٢٤ ألف كم!.. و«معدن» السيارة

الحقيقة أن سيارة نيسان فاجأتنا عدة مرات خلال الأيام الماضية. المفاجأة الأولى كانت عمر السيارة نفسها، فقد اعتدنا دائما على تجربة السيارات قبل أن تسجل عداداتها الـ ٥٠٠ كم، فمن الطبيعى أن ترسل لنا الشركات سياراتها فى بداية عمرها، لأن العيوب والمشاكل لا يمكن أن تظهر والسيارة لم تسير الـ ١٠٠٠٠ كم الأولى فى حياتها. المفاجأة الأولى فى تجربتنا كانت قراءة عداد Sunny الذى أشار لـ ٢٤ ألف كم!!، وهو رقم ضخم بالفعل، أى أن السيارة بمعدلات قيادة العميل المصرى تمت قيادتها لأكثر من عاما كاملا!. وهو نوع من الثقة للشركة فى سيارتها لم أعاصر مثله طول سنوات عملى. وكانت قراءة العداد كفيلة للفت إنتباهى لتفاصيل الصناعة الدقيقة أو «جودة التقفيل»، فعند الـ ٢٤ ألف كم يبدأ فى الظهور ما نسميه باللغة الدارجة «معدن السيارة»، وهذا ما سوف نكتشفه سويا فى السطور الأخيرة من هذه التجربة.

تجهيزات غير مسبوقة فى الفئة

بالنسبة لى فإن هذه هى المرة الأولى التى أختبر فيها هذا الجيل من Sunny، والحقيقة أن المساحة الداخلية كانت مفاجئة لى ولفريق العمل فى ملحق السيارات أيضا أثناء مراحل تجرية السيارة. والغريب أن Sunny مبنية على قاعدة عجلات ٢,٦ متر وهى طويلة نسبيا ولكن هناك أيضا عددا كبيرا من السيارات التى تخرج على قواعد من نفس الطول، ولكن لا يمكنها منافسة Sunny فيما توفره داخل المقصورة ليس فقط للسائق والراكب وإنما تركز بشكل غير مسبوق على الركاب فى المقاعد الخلفية. ليس فقط فيما يخص المساحات، وإنما التجهيزات أيضا، Sunny هى السيارة الوحيدة فى فئتها المزودة بنظام تهوية لركاب المقاعد الخلفية، بالإضافة إلى تجهيزات أخرى مثل حاملات الأكواب، وهى تجهيزات لا تشاهدها كثيرا فى هذه الفئة.

هذا فيما يتعلق بالمساحات الداخلية. أما العنصر الأهم وهو القيادة، Sunny تستفيد بقوة من وزنها الخفيف الذى يتكامل مع المحرك ونسب توزيع الوزن لإنتاج مستوى «مُلفت» من الأداء. السيارة تزن ١١٥٠ كجم وهو ما يجعلها سيارة سريعة بفضل محركه متوسط الحجم الذى تبلغ قوته ١٠٨ أحصنه وعزم ١٣٤ نيوتن . متر، هذه الأرقام تجعل منها سيارة سريعة بالمقارنة بسيارات فئتها، العنصر الثانى هو الاستجابة السريعة جدا لنظام التوجيه، وهو ما لاحظناه خلال أيام الاختبار. وأعتقد أن هناك أسباب مباشرة جدا لتلك الميزة التى تفتقدها أيضا عدد من سيارات هذه الفئة. أولا وضعية محور العجلات الأمامى الذى تم تصميمه فى أقرب نقطة لعجلة القيادة، وثانيا معدل توزيع الوزن الذى تتميز به السيارة.