القوات العراقية تستعيد منفذ «الوليد»

على الرغم من تجدد العاصفة على مسرح الحياة السياسية العراقية خلال الايام القليلة الماضية إثر فضائح الفساد المالي، إلا أنها لم تقوض حتى الآن جهود القوات الأمنية في محاربة تنظيم «داعش»، وقد تمكنت تلك القوات، أمس، من استعادة السيطرة على منفذ الوليد الاستراتيجي في قضاء الرطبة في محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا.

وجاء ذلك فيما حرك الادعاء العام شكوى ضد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري وعدد من النواب الذين اتهمهم وزير الدفاع خالد العبيدي بالفساد.

وأعلن قائمقام قضاء الرطبة عماد المشعل تطهير ناحية الوليد ومنفذها الحدودي مع سوريا، مؤكداً مقتل العشرات من عناصر تنظيم «داعش» خلال المعارك. وقد كان لمعبر الوليد دور محوري في تعزيز وجود الإرهابيين في العراق، إذ إن سقوطه بيد «داعش» في 24 أيار العام 2015 سمح للتنظيم بكسر الحدود مع سوريا، بعدما كان قد سيطر قبلها بثلاثة أيام على معبر التنف في ريف حمص الجنوبي الشرقي، ما مكنه من إيجاد خط إمداد ودعم لعناصره الذين اجتاحوا محافظة الأنبار حينها.

وقال المشعل إن «قوات مشتركة من الفوج الرابع في حرس الحدود وقوات الجيش ومقاتلي الحشد العشائري وبإسناد من طيران التحالف الدولي، تمكنت من تطهير ناحية الوليد ومنفذ الوليد الحدودي مع سوريا في قضاء الرطبة»، مضيفاً أن «تنظيم (داعش) فجر عدداً من منازل المدنيين ومنتسبي الجيش والشرطة في ناحية الوليد، مع تدمير محطة تحلية مياه الشرب وتخريب جميع الدوائر الخدمية في الناحية».

سياسياً، وعلى اثر اتهامات الفساد التي ساقها وزير الدفاع العراقي خلال جلسة استجوابه في البرلمان الاثنين الماضي، حرك رئيس الادعاء العام شكوى «بالحق العام» ضد الجبوري وعدد من النواب الذين أتى وزير الدفاع على ذكرهم، في خطوة تأتي لتزيد من ضبابية المشهد على الساحة السياسية، خاصة مع قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي منع سفر المتهمين مؤقتا.

وفي المقابل، أقام الجبوري دعوى قضائية ضد العبيدي أمام محكمة الكرخ الاولى بتهمة «الادعاءات الكاذبة وتضليل الرأي العام والسب والقذف وإهانة مؤسسات الدولة السيادية».

وجاء في بيان عن المكتب الإعلامي للجبوري أن «فريقاً من المحامين سيتولى متابعة القضية وكل ما يترتب عليها من أجل الوصول الى الحقيقة اولا، ومحاسبة من اتهم رئيس مجلس النواب كذبا بقضايا أضرت بسمعته وسمعة المؤسسة التشريعية ومؤسسات الدولة».