المحتوى الرئيسى

«الهروب إلى الغرب».. الحلم الذي تحول إلى معاناة.. المصريون في أوروبا بين القتل والحرق والخطف.. الشربيني وميخائيل والنجار نقاط في بحر المأساة

08/03 21:16

«الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن» تلخيص بسيط لمعاناة عدد من المصريين قرورا حمل حقائبهم بحثا عن وطن بديل، يحقق لهم طموحاتهم التي سقطت أسيرة في براثن البيروقراطية والمحسوبية والإهمال، بعد أن تحولت تلك الثلاثية إلي قلاع مشيدة تقف أمام أحلامهم بالمرصاد.

ألوان شتي من المعاناة تواجه راغبي الهروب إلي الغرب تبدأ من الموت في مراكب الهجرة غيرالشرعية، وتنتهي بين ظلمات العنصرية، لتتحول رحلة النعيم المنشود إلي مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معني.

وسطر الشاب المصري محمد النجار بوفاته الغامضة داخل أحد السجون الألمانية فصلًا جديدًا من فصول السقوط الحزين والمؤلم للمصريين في أوطان الغربة.

الشاب المصري الذي تفرق دمه بين الدوائر الرسمية وغير الرسمية، بعد إعلان وزارة الخارجية أنه مات منتحرًا، بينما تؤكد أسرته أنه لقي حتفه نتيجة التعذيب داخل أحد السجون الألمانية.

لكن تبقي رسالة "النجار" هي الأبرز ودلالة واضحة علي ما وصل إليه الشباب المصري من كفر بالوطن، بعد أن أوصي بعدم نقل جثمانه إلي مصر وألا يدفن بها.

"الدستور" تفتح ملف معاناة المصريين في بلاد الغربة

بعد أن اجتاحت ظاهرة الإسلاموفوبيا المجتمعات الأوربية في العقود الأخيرة، نتيجة تصرفات بعض المنتسبين للإسلام إسمًا فقط، وأصبح الإسلام في نظر المواطن الأوربي هو مصدر الشرور التي تؤرق العالم بأسره، لم يجد المواطن الألماني الجنسية "أليكس دبليو فينز" أي حرج في أن يوجه طعنات السكين لقلب الطبيبة المصرية مروة الشربيني داخل قاعة أحد المحاكم في مدينة دريسدن الألمانية.

وقد أرجع "دبليو" السبب في قتله مروة الشربيني إلي إرتداءها الحجاب، حيث يمثل الحجاب رمزًا إسلاميًا، والإسلام مرادف للإرهاب بحسب وجهة نظره.

والسيرة الذاتية للطبيبة مروة الشربيني تقول أنها من مواليد مدينة الأسكندرية عام 1977، تمكنت من أن تجمع بين الحسنيين، المتمثل في النجاح العلمي والعملي، فمن الناحية العلمية، فهي خريجة تنتمي لكلية الصيدلية، وكانت تمارس مهنة الصيدلية في ألمانيا، بعد أن هاجرت مع أسرتها لإستكمال دراستها من أجل نيل شهادة الماجستير والدكتوارة.

ومن الزاوية العملية، فمروة الشربيني كانت أحد لاعبات منتخب كرة اليد، وتمكنت من حصد عدد من البطولات خلال مشاركتها مع المنتخب القومي في العديد من البطولات، لكن القدر كان له رأي آخر، حيث وقفت أيادي الغدر ومنعتها من استكمال المسيرة الحافلة.

حزم كلا منهما حقائبه مهاجرًا أملا في دخول عالم الثروة، قضي كلا منهما شطرًا من عمره يواصل العمل الليل بالنهار في سيمفونية من الكفاح، لكن أتت النهاية لتكتب فصلا دراميًا ملىء بالإثارة.

"باهر" أو ريجيني المصري شاب ينتمي لمحافظة المنوفية، مكث في مدينة نابولي لمدة عشر سنوات، يعمل في أحد مزارع العنب، لقي مصرعه في حادث غامض، بعد أن وجد مقتولاً بين أرصفة القطارات وعلى جسده آثار تعذيب، لكنه لم يلقي نفس الضجة والإهتمام التي تلقاها المواطن الإيطالي جوليو ريجيني، ويبقي ضحية جديدة من ضحايا مسلسل الهجرة الأوربية.

لم يختلف الحال كثيرًا مع المواطن المصري عادل معوض المصري، الذي اختفي فجأة لم تحرك خلالها السلطات الإيطالية أي ساكن بقي الموضوع خلالها حبيسا في أدراج الكتمان، قبل أن تخاطب السلطات المصرية نظيرتها الإيطالية لتحريك الملف وإتخاذ اللازم لكشف ملابسات الحادثة، ورغم ذلك مازال الغموض يكتنف ملف إختفاء" معوض" إلي الآن.

نرشح لك

Comments

عاجل