المحتوى الرئيسى

حوار| نائب وزير الإسكان: ثقة أهالي العشوائيات في الحكومة «منعدمة».. ونحتاج 14 مليارًا لنقلهم

08/03 20:57

- السيسي لديه إرادة حقيقية للقضاء على العشوائيات.. و«العدالة الاجتماعية» هي الحل

- لدينا 351 منطقة عشوائية «غير آمنة».. ونحتاج إلى 14 مليارًا لنقل سكانها لأماكن أخرى

- «من غير فلوس مفيش تطوير».. والجهات المانحة كانت ترفض تمويل تطوير العشوائيات خوفا من «التهجير القسرى»

- عدم اكتمال المنظومة الأمنية والإدارية فى الأسمرات سمح للبلطجية باقتحام المشروع

- اقتربنا من حل أزمة «مثلث ماسبيرو» بتخصيص 10 أفدنة لبناء وحدات سكنية للأهالى والباقى للاستثمار

- مشكلة العشوائيات ليست إسكانية بل اجتماعية واقتصادية تظهر فى صورة إسكان

- سكان العشوائيات ظلموا وعانوا الإهمال والتجاهل.. والثقة بينهم وبين الحكومة منعدمة

- نمتلك برامج ثقافية لسكان العشوائيات.. ونعمل على تحسينها وتطويرها

- نخلق مجتمعات زراعية سكنية جديدة فى سائر محافظات مصر لاستيعاب الزيادة السكانية بالريف

مسئول عن 300 ألف نسمة يعيشون فى عشش ومساكن قد تنهار فوق رؤسهم فى أى لحظة أو يموتون صعقًا بكهرباء الضغط العالى، تخرج فى كلية الهندسة بجامعة عين شمس، قسم التخطيط العمرانى، حصل على الدكتوراه من جامعة "نوتنجهام" بإنجلترا، عمل بالتدريس بإحدى الجامعات الألمانية، وعدد من الجامعات المصرية، بخلاف عمله فى مركز معلومات مجلس الوزراء ومعهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات ثم وزارة الاتصالات، لذا فالرجل لديه تاريخ أكاديمى وعملى يمكنه من القيام بالمهمة الصعبة: إنهاء العشوائيات فى مصر.. الدكتور أحمد عادل درويش، نائب وزير الإسكان للتطوير الحضرى والعشوائيات، «التحرير» واجهته بأسباب رفض مؤسسات المجتمع الدولى تمويل تطوير العشوائيات، وكيفية القضاء عليها؟ وماذا أنجزه خلال ثمانية أشهر؟ ومتى تحل الدولة أزمة مثلث ماسبيرو؟ وأسباب سرقة مقتنيات مشروع الأسمرات بعد افتتاحه بأيام؟

- تم تعيينك فى 20 ديسمبر الماضى.. فماذا أنجزت؟

نبنى نحو 62 ألف وحدة سكنية لسكان وقاطنى العشوائيات فى مصر، بخلاف تحسين حياة آلاف الأسر الأخرى بداية من إزالة خطوط الضغط العالى من المناطق التى يعيشون بها أو ترميم منازلهم الآيلة للسقوط، ليكون إجمالى المستفيدين من هذه الجهود نحو 300 ألف مواطن يعيشون فى عشوائيات خطرة تهدد حياتهم، وهذا رقم ضخم، لم يكن موجودًا فى السابق منذ إنشاء صندوق التطوير الحضرى والعشوائيات، بمشاركة كل أجهزة الدولة والقوات المسلحة وعدد من جمعيات المجتمع المدني.

- كم عدد المناطق العشوائية غير الآمنة فى مصر؟ وكم نحتاج لانتشال سكانها من خطر الموت؟

لدينا 351 منطقة عشوائية "غير آمنة"، نحتاج إلى 14 مليار جنيه لنقل سكانها لأماكن أخرى وتحسين معيشة البعض الآخر، طبقًا لأقل التقديرات خلال عامين، منهم 8 مليارات خلال العام المالى الحالى 2016/ 2017.

- لكن الحكومة لم تدرج فى الموازنة الجديدة سوى مليار ونصف لتطوير العشوائيات.. فماذا أنتم فاعلون؟

"من غير توفير الفلوس مافيش أى تطوير.. ده شئ بديهي"، ولكن اللى أنا متأكد منه أن هناك للمرة الأولى إرادة سياسية حقيقية للتخلص من العشوائيات غير الآمنة لم تكن موجودة فى السابق، فلم نرَ على مدار الـ60 عامًا الماضية رئيس جمهورية يتحدث عن مواجهة مشكلة العشوائية سوى الرئيس السيسى.

وأنا متفاءل جدًا من هذه الإرادة السياسية لحل الأزمة، كما أننا تلقينا وعدًا بعدم التوقف نتيجة لنقص الأموال، والدولة لن تقف "متفرجة" وأبناؤها معرضون للموت فى مساكن غير آدمية.

- هل المباحثات مع بعض المؤسسات الأمريكية لتمويل عمليات التطوير جزء من الحل؟

نعم، الدكتورة سحر نصر وزير التعاون الدولى، تسعى لتوفير جزء من المبالغ التى نحتاجها لحل أزمة التمويل، من خلال مؤسسات المجتمع الدولى والمنظمات المانحة أو قروض بفوائد بسيطة.. لكن تواجهنا بعض المشاكل، ففى السابق كانت ترفض المنظمات المانحة مساعدتنا فى ملف العشوائيات، ولك أن تتخيل عدم مشاركة أى مؤسسة دولية فى حل هذه الأزمة فى السابق، وذلك لأنهم كانوا يرون أننا نقوم بتهجير سكان العشوائيات من مناطقهم إلى مناطق أخرى، وهذا يعتبرونه "تهجيرًا قسريًا" عليه، لكننا نجحنا فى إيصال رسالة مفادها أننا لا نلجأ إلى هذا الخيار إلا فى الضرورة القصوى وعدم وجود حلول هندسية.

- ما شعورك عند اقتحام بلطجية مشروع الأسمرات وسرقة محتويات الحديقة؟

كنت متوقعًا حدوث ذلك، بسبب عدم اكتمال المنظومة الأمنية والإدارية فى المشروع، لكن بعد انتقال غالبية سكان المشروع لن يجرؤ أحد على سرقة "حلمهم" وسيحمون بأنفسهم كل شبر فيه.

- لماذا لم يتم نقل سوى 700 أسرة فقط حتى الآن على الرغم من بناء 6258 وحدة سكنية؟

تعرف ما أكثر شىء مرهق فى التعامل مع أزمة العشوائيات، هو إقناع سكان العشوائيات بضرورة نقلهم من منطقتهم إلى المشروع الجديد حتى وإن كان المشروع بنفس المنطقة، وليس بناء الوحدات، فالبناء لا يوجد أسهل منه، لأنك تتعامل مع حجر، لكن نقل أكثر من 6 آلاف أسرة أمر ليس سهلًا وسيتسغرق نحو 6 أشهر.

- ما الصعوبة فى إقناع سكان العشوائيات بنقلهم من عشش إلى شقق؟

فى بعض الدول يدخلون بالبلدوزرات ليزيلوا العشوائيات بمن فيها، لكن قيمنا وعاداتنا تمنعنا من فعل ذلك، وهو ما يجعل عملية التنمية بطيئة للغاية.. سكان العشوائيات ظلموا على مدار سنوات طولية عانوا خلالها من الإهمال والتجاهل، فأصبحت الثقة بينهم وبين الحكومة شبه معدومة، ولديهم كل الحق فى ذلك "لأنهم ماشفوش حاجة كويسة من الحكومات السابقة".. ولكنهم بدأوا الآن يرون اهتمامًا حقيقيًا، وأعتقد أن بناء الثقة بين سكان العشوائيات والحكومة المفقودة على مدار 40 عامًا سيأخذ بعض الوقت.

- هل ينمى الصندوق سكان العشوائيات فكريًا وثقافيًا أم يكتفى بتوفير "أربع حيطان"؟

لدينا عدد من البرامج المنوط بها تطوير ثقافة وتفكير سكان العشوائيات، لكن بكل صراحة لا تعمل هذه البرامج بالشكل المطلوب، لكننا نحاول تحسينها وتطويرها.

- هل تضمن عدم ظهور عشوائيات جديدة بعد الانتهاء من بناء الوحدات السكنية لسكان العشوائيات الحالية؟

مشكلة العشوائيات ليست مشكلة إسكان، إنما هى فى الأساس مشكلة اجتماعية واقتصادية، تظهر فى صورة إسكان، وذلك بسبب عدم وجود تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة على مستوى الجمهورية، فعدم وجود مصانع وتنمية فى الصعيد تستوعب السكان سيؤدى إلى نزوح سكان الصعيد إلى القاهرة والجيزة والإسكندرية، للبحث عن "لقمة العيش".

كما أن انخفاض مستوى معيشة والخدمات المقدمة إلى عدد من المحافظات سيؤدى إلى نزوح سكانها إلى العاصمة، وبالتالى تكون عشوائيات جديدة. لذا من الضرورى إحداث العدالة الاجتماعية بشقه الخاص بالعدالة المكانية، بمعنى إحداث تنمية متوازنة على مستوى محافظات الجمهورية دون تمييز، أى تكون الخدمات وفرص العمل الموجودة بقرية فى سوهاج قريبة من الخدمات وفرص العمل فى القاهرة، إضافة إلى توفير وحدات سكنية آدمية ومناسبة لمحدودى الدخل، بداية من قربها لأماكن عملهم وبأسعار تناسب إمكاناتهم المادية، كى لا يجدوا أنفسهم مضطرين للسكن فى "عشوائيات".

- نقضى على أراضينا الزراعية لصالح "عشوائيات" جديدة.. فما الحل؟

أعتقد أن مشروع المليون ونصف فدان، سيحل جزءًا كبيرًا من هذه الأزمة، ففى السابق لم يكن أمام الفلاح أى خيار سوى البناء على الأرض الزراعية كى يستوعب زيادته السكانية، وعدم وجود ظهير صحراوى قريب من محل إقامته، لكن الآن نحن نخلق مجتمعات زراعية سكنية جديدة فى سائر محافظات مصر لاستيعاب الزيادة السكانية بالريف.

- لدينا مشكلة كبيرة فى "مثلث ماسبيرو" بين الحكومة والملاك والسكان.. كيف ستفضون هذا الاشتباك؟

هذا حقيقى، ولكن المفاوضات كانت بين الملاك "شركات وأفراد" وسكان منطقة ماسبيرو، امتدت لعقود طويلة، لكن دون أى جدوى، فرأت الحكومة ضرورة التدخل لفض هذا الاشتباك، لأنه من غير المنطقى أن يكون قلب القاهرة بهذا الشكل السيئ.

الصعوبة الحقيقية فى الأمر أن هناك مجموعة من الأطراف بداية من مستأجرى وملاك الوحدات السكنية الذين عاشوا 30 و60 عامًا من غير المنطقى أن نخرجهم من منطقتهم والترحيل لمناطق أخرى، فى الوقت الذى يتمسك ملاك الأرض بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أراضيهم، إضافة إلى حق الدولة فى تحسين وجه القاهرة.

لذا تم الاتفاق مع كل الأطراف، على أن يتم استقطاع مساحة تقترب من 10 فدادين من المساحة الإجمالية لبناء وحدات سكنية لسكان المنطقة، وهناك أكثر من شكل قانوني، فالمستأجرون سيحصلون على وحدات بنظام الإيجار، وملاك الوحدات سيحصلون على وحدات بديلة، وتعويض من يريد الخروج من المنطقة والسكن خارجها ماليا أو منحه وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعى. أما باقى المساحة ومنح المساحة المتبقية لملاك الأراضى لاستثمار أراضيهم، وتستفيد الدولة من تطوير شكل المنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل