المحتوى الرئيسى

أشبال الخلافة: أشباح أطفال قتل داعش فيهم البراءة

08/03 06:13

يصف تقرير نشرته شبيغل الألمانية حالة أطفال جندهم داعش وتمكنوا من الفرار ليتحدثوا عما حصل لهم في الأسر.

التنظيم يعلم الأطفال القتل والذبح

"داعش" يتبنى التفجير الإنتحاري ضد شيعة أفغانستان

الطيران النرويجي يطرد مسافرًا بسبب وشم داعش

بغداد: عشرات القتلى في هجوم انتحاري لداعش

داعش يؤكد إسقاط طائرة أميركية في العراق وواشنطن تنفي

داعش يعلن ان منفذ الاعتداء في المانيا هو احد "جنوده"

يبقى الاعلام الغربي مشغوفًا بقصص الدولة الاسلامية، وخصوصًا بقصص أفراد يتمكنون من الفرار من قبضة التنظيم الفولاذية، أكانوا معتقلين أو سبايا، أو حتى مقاتلين منشقين. في تقرير لا يخلو من الاثارة، تروي كاترين كونتز في شبيغل الألمانية قصة أحمد وأمير، الصبيين اللذين أسعفهما القدر ففرا من أسر تنظيم الدولة الاسلامية، واستقر بهما الحال في دهوك الكردية في شمال العراق.

تقول شبيغل: "جلس الشقيقان يقلبان القنوات التلفزيونية، فيمكن التقاط تلك التابعة للدولة الاسلامية بسهولة هنا في شمال العراق الكردية. وقفز أحمد فجأة وفي يده جهاز التحكم، وصاح:"أمير، هذا نحن على التلفاز". فقد تعرف الشقيقان على نفسيهما وهما يرتديان ملابس سوداء، وكانا ملثمي الوجهين، وإلى جانبهما جنود أطفال آخرين خلال دورة تدريبية على القتال في الموصل".

وإذ يجلسان متحاذيين في خيمتهما بالمخيم المخصص للنازحين، يقول أحمد، وهو أكبرهما: "أعطونا المخدرات، وبعدها صدقنا كل كلمة قالوها لنا".

بحسب هذا التقرير، بقي أحمد وأمير محتجزين في الموصل تسعة أشهر، وتعرضا للضرب والتهديد بالسلاح كي يتمّنا ويصبحا من "أشبال الخلافة". ومهمة هؤلاء الأشبال أن يفجروا أنفسهم ليقتلوا الكفار، ويحضرون عمليات قطع الرؤوس ليتعلموا كيف تتم، ويتبرعون بالدم للمقاتلين، ويشون بالعملاء الخونة.

وتصعب معرفة العدد الحقيقي لهؤلاء الأشبال. يقول خبراء، وفقًا للتقرير، إن التنظيم الارهابي جند 1500 صبي في العراق وسوريا، بعضهم ولد من آباء وأمهات مجندين في التنظيم. وهناك 31 ألف امرأة حبلى في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم اليوم. كما يصل أطفال مع أهاليهم الذين ينضمون إلى الدولة الاسلامية، وبعضهم من المخطوفين، مثل أحمد وأمير اللذين ترعرعا في منطقة سنجار.

حين هاجم تنظيم الدولة الاسلامية سنجار، أخذوا الأطفال أسرى، وقسموهم في مجموعتين: الأولى مؤلفة من صغار السن، أرسلوا إلى الكتاتيب والمدارس لتعلم القرآن؛ والثانية مؤلفة من الصبية الذين أرسلوا إلى الموصل للتمرن على القتال. وجد أمير وأحمد في معسكر التدريب 200 صبي آخرين، أراد عناصر التنظيم منهم أن ينسوا أنهم أزيديون.

يركز تنظيم الدولة كثيرًا على الصغار وتجنيدهم في صفوفه، فزاد الدعاية الموجهة إليهم. ويقول باحثو مؤسسة كيليام البريطانية، المختصة في تحليل بروباغندا الدولة الاسلامية، إنهم وجدوا في عام 2015 أن التنظيم استخدم أطفالًا أكثر من السابق في البروباغاندا التي أطلقها، فتصاعدت الأفعال القاسية من قتل وذبح التي ينفذها الأطفال، إلى جانب أدلة دامغة على أن التنظيم جعل من الأطفال جلادين عنده، ينفذون أوامر القتل والذبح.

تقول نيكيتا مالك، التي رئست فريق البحث في هذه المسألة، إن التنظيم يرسل رسالة واضحة، مفادها: "مهما فعلتم، فها نحن ننشئ جيلًا من الجهاديين هنا". فهؤلاء الصبية سينشرون تعاليم التنظيم لاحقًا، وسيخترقون المجتمعات كي يحافظوا على كيان الدولة الاسلامية، حتى لو فقد التنظيم الأراضي التي يسيطر عليها اليوم.

بحسب كونتز، كان أحمد وأمير يصليان صبحًا، ثم يتعلمان خلال النهار كيف يفككان البندقية الروسية، وكيف يخترعان قنبلة، وكيف يفجران حزامًا ناسفًا. وكان عناصر الدولة الاسلامية يضربونهما بالقضبان، ويرفسونهما في بطونهما كي يقوى عودهما، كما قالا. وفي الليل، كان الشقيقان ينامان على فراش تملؤه الحشرات. لكنّ جسديهما كانا ميتين، كما قالا.

ألبسهما التنظيم ثيابًا أفغانية ورماهما في الخطوط الأمامية على الجبهة ليريا الأعداء، وهم البيشمرغا والأيزيديون ومقاتلو حزب العمال الكردستاني. وذات يوم، قطع أحدهم رأس أيزيدي أمامهما، وهددهما: "هذا مصيركما إن لم تعتنقا الاسلام". منذ ذلك الحين، توقف أمير عن الكلام.

اليوم، يقول أمير إنهم قدموا لهما أقراصًا غريبة رفضا تناولها أولًا، "وما إن تناولناها حتى تغّير كل شيء". توقفا عن الخوف، وصدقا أن الأيزيديين أقل شأنًا من التنظيم وأنصاره.

في كل مساء، كان أمير يختبئ بين الأشجار القريبة، حيث أخفى هاتفًا خليويًا، فيرسل رسائل شوقه إلى أمه. إلى أن قبض عليه أحد الحراس، فاقتاده إلى إحدى الغرف، ونزع ثوبه عنه، وجلده 250 جلدة فكسر أضلاع صدره، فنما أحد هذه الأضلاع خارج القفص الصدري، وما زال ناتئًا إلى اليوم تحت قميصه، يذكره بما عاناه في أسر الدولة الاسلامية.

أخيرًا، دبت فيهما الشجاعة، ففرا من المعسكر ليلًا مع أطفال آخرين، ومشوا تسعة أيام حتى التقوا بمقاتلي البيشمرغة الأكراد.

وبينما كانا جالسين يرويان قصتهما كما نقلتها شبيغل، كانت والدتهما إلى جانبهما في خيمتهم، وهي التي تريد أن يكون ولداها ولدين طبيعيين. تسقيهما ماءً حين يبكيان ليلًا، وتقفل فمهما بيدها بحنان حين يقتبسان من القرآن، وتأمل أن تتلاشى أصوات المعتقلين تحت التعذيب التي يسمعانها دائمًا مع مرور الوقت.

لتنظيم الدولة السلامية، بحسب تقرير شبيغل، خطة مدروسة لجذب الأنصار والمحازبين من الأطفال. فهو يقيم أنشطة يقدم خلالها الحلوى للصغار، ويسمح للأكبر سنًا بحمل رايات التنظيم السوداء، ثم يدعهم يشاهدون أفلامًا حافلة بالقسوة والدماء. لاحقًا، في مدارس مجانية تستخدمها الدولة الاسلامية للترويج لتعاليمها، يتلقن هؤلاء المعرفة الاسلامية، ويتعلمون الحساب بإحصاء الدبابات وما شابه. كما يمارسون قطع الأعناق على دمى بلباس برتقالي. مع تطبيق جديد طوره التنظيم، يمكن هؤلاء أن ينشدوا أناشيد تدعو إلى الجهاد.

"واحد" (11 عامًا) فرّ هو الآخر من أسر تنظيم الدولة الاسلامية، إذ كان تلميذًا في مدرسة القرآن في تلعفر. ويلقى هؤلاء الصبية دعمًا قليلًا في هذا المخيم. يقول ميرزا ضناوي، وهو موظف عراقي يتولى حفظ سجلات لهؤلاء الصبية، لعلّ يأتي برنامج إنمائي ليقدم لهم العون: "لدى الحكومة ما يكفيها اليوم من المشكلات، وفي مقدمها مشكلة النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب".

في مدرسة تلعفر، وُضع "واحد" و 34 آخرون في غرفة واحدة تحولت سجنًا لهم طوال 20 شهرًا. وفي كل صباح، قبل شروق الشمس، تأتي معلمة من التنظيم إلى الغرفة لتوقظهم للصلاة، ثم ليتعلموا القرآن طوال سبع ساعات. وكانت تعدهم: "إن أحسنتم، سمحنا لكم برؤية أمهاتكم".

وعلى الرغم من أن "واحد" لم يكن مقاتلًا، إلا أنه كان تحت تأثير الصدمة فلم يكن يتكلم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل