المحتوى الرئيسى

هنعمل إيه فى الفساد؟!

08/02 22:27

عبارة لافتة ذكرها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المنتدى الأول لتأهيل الشباب للقيادة، قال فيها: «هناك فساد فى المحليات.. طب هنعمل إيه يعنى؟». اللافت فى هذه العبارة أمران، أولهما أن الرئيس منتبه للفساد الذى يعشش فى المحليات، وهو أمر إيجابى، وثانيهما سؤاله: «طب هنعمل إيه؟». وهو سؤال يثير الاستغراب بعض الشىء، وسأقول لك لماذا؟. بداية علينا أن نعترف ونحن بصدد الحديث عن الفساد أننا أمام ظاهرة معقدة متشابكة تلف بخيوطها العديد من المؤسسات، كما أننا أمام ظاهرة متجذرة تنخر بسوسها فى بعض مؤسسات الدولة منذ عقود طويلة من الزمان.

التطهير الكامل للمؤسسات الفاسدة مسألة مثالية بالطبع، لكن القاعدة تقول: «ما لا يدرك كله لا يترك جله». القضاء المبرم على الفساد مسألة صعبة، وتستغرق وقتاً طويلاً، وتحرير أى مجتمع من الفساد بصورة كاملة لا يعدو الحلم غير القابل للتحقيق، كل ما يمكن أن تفعله أى حكومة أو سلطة أن تقاوم الفساد بأقصى طاقتها، وأن تقضى على ما تستطيع القضاء عليه من أشكاله. بيد أى سلطة أن تعمل وتفعل الكثير فى هذا الاتجاه. دعونا نحتكم فى هذا السياق إلى نموذج عملى قريب جداً منا، وهو نموذج لجنة تقصى حقائق الفساد فى توريد القمح التابعة لمجلس النواب. فقد كشفت اللجنة عن إهدار ما يقرب من 2 مليار جنيه من المال العام، جراء الفساد الذى شاب عملية التوريد. من الواجب على السلطة بعد أن تنهى اللجنة عملها أن تتحرك على المسئولين بشكل جنائى أو سياسى عن هذه الجريمة، وتتعامل معهم، قانونياً وسياسياً، بل بإمكان السلطة ما هو أكثر من ذلك، بمقدورها أن تشكل لجنة تقصى حقائق دائمة لفحص قضايا الفساد فى مؤسسات الدولة المختلفة، وتمنحها صلاحية الاستعانة بما تراه من خبراء ومتخصصين فى الملفات النوعية التى تتعامل معها، على أن تضع اللجنة نتائج عملها أمام السلطة لتتصرف، بما تمليه عليها إرادتها فى مقاومة الفساد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل