المحتوى الرئيسى

عنصرية المجتمع الإسرائيلى تجاه العرب

08/02 22:12

نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تقريرا حول تصريحات رئيس المجلس الإقليمى الإسرائيلى فى الجليل الأسفل «موطى دوتان» والتى تضمنت عنصرية شديدة تجاه العرب، أثارت الأوساط الإسرائيلية والعربية على السواء، حيث صرح «دوتان» بأنه يرفض دخول العرب حمامات السباحة ببلدته، وذلك أثناء إدلائه برأيه حول إمكانية فتح حمامات السباحة للعامة خلال مقابلة صحفية أجراها، الأسبوع الماضى.

تبدأ «هآرتس» بالتطرق إلى ما قاله «دوتان» خلال مقابلة صحفية عبر إذاعة «كول ريجاع» الإسرائيلية، حيث صرح بأنه لا يكره العرب ولكنه لا يريد أن يراهم معه فى حمامات السباحة الموجودة ببلدته، وجاء هذا التصريح معبرا عن جوهر العنصرية المتجذرة والمتعمقة تجاه العرب داخل المجتمع الإسرائيلى. «دوتان» خلال هذه المقابلة الصحفية لم يطالب بطرد العرب من البلاد أو أن يتم حرق مساجدهم أو أن يصرخ ويقول «الموت للعرب»، بل هو عبَر فقط عن واقع الكثير ــ إن لم يكن السواد الأعظم من اليهود وما يعتقدونه تجاه العرب؛ فمثلا يقول «دوتان» مؤكدا الاختلاف الكبير الذى يراه ما بين الثقافتين العربية واليهودية؛ إنه فى الثقافة العربية يذهب العرب بكامل ملابسهم إلى حمام السباحة، وذلك بالطبع غير ملائم للثقافة اليهودية، وحتى مفهوم ورؤية الثقافة العربية للنظافة تختلف عن نظيرتها بالثقافة اليهودية. ولكنه عقب كل هذه التصريحات أكد وفى الوقت ذاته أن لديه أصدقاء عربا.

جدير بالذكر، أنه إذا ما وضعنا قائمة لمن يروجون للعنصرية والفاشية فسنضع «دوتان» مع أولئك أصحاب الملهى الليلى الذين رفضوا من قبل دخول الإسرائيليين ذوى الأصول الإثيوبية، أو أى أصول تختلف عن الثقافة التى ينتمون إليها. ولكن لابد هنا من الإشارة إلى أن «دوتان» تراجع عما قاله واعتذر وأكد أنه أساء استخدام ألفاظه والتعبير عنها حتى لا يثير سخط أحد مجددا. ويحدث ذلك غالبا حينما يتعلق الأمر بالعنصرية.

ولكن فى الحقيقة فإن ثقافة «دوتان» هى التى احتضنت هذه العنصرية الغاشمة لسنوات وسنوات، وللحفاظ على هذه العنصرية المتجذرة، فقد قامت إسرائيل بالحفاظ على علاقات عدائية مع الأقليات العربية، ولم تتعامل معهم إلا فى الحدود التى تتفق وتشكِل الهوية الثقافية الوطنية للمجتمع الإسرائيلى.

وقد قامت القيادات الإسرائيلية بتغذية هذه الثقافة من خلال إقصاء وعزل المواطنين العرب من البلاد. جدير بالذكر أن هؤلاء العرب من الإسرائيليين ممن يتم تهميشهم وإقصاؤهم يمثلون العمود الفقرى للوطن الإسرائيلى. هذه القيادات هى التى قامت بإقصاء كل ما يشير إلى الشاعر الفلسطينى الراحل «محمود درويش»، سواء من المناهج الدراسية بالمدارس، وكذلك تحاشى أى حديث عنه خلال أى تصريحات أو خطابات للقادة الإسرائيليين. واستكمالا لهذه الثقافة ما يحدث من تعدٍ على المسارح العربية واليهودية ممن يجرؤ منهم على القيام بتسليط الضوء عن القضية الفلسطينية. فضلا عن محاولاتهم المستمرة لتدمير اللغة العربية بالبلاد، كما يفعل «دوتان» وحتى لو لم يحدث ذلك بشكل مباشر ورسمى.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل