المحتوى الرئيسى

«سوق السلاح».. جزء حى من تاريخ القاهرة الإسلامية

08/02 21:32

أطلق عليه ما شئت من الأسماء فبقدر ما تحتفظ به ذاكرتك من تاريخ الشارع وعمره الذى يزيد على السبعمائة عام كان استمتاعك وقدرتك على استرجاع حيوات البشر الذين سكنوا بيوته بمشربياتها الخشبية العتيقة وبطولات الجنود الذين تسلحوا من حوانيته رماح وسيوف ودروع.. هنا تعبر شارع «علوى حافظ» أو شارع «سوق السلاح» أو «سويقة العزى» القابع فى منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة من بوابته القائمة عند بدايته وتحمل اسم «منجك السلحدار» وهى من أروع الآثار التى يرجع تاريخها إلى العصر المملوكى وأنشأها الأمير «سيف الدين منجك السلحدار» سنة 1347، وكانت تعد فى العصور الأولى للشارع المدخل الرئيسى له وتحتوى البوابة التى ما زالت تحتفظ برونقها التاريخى على الرغم من سنوات عمرها المديد على بعض الرسومات لسيوف ودروع توضح ما كان عليه الشارع قديما كموقع لإنتاج السلاح.

فى البداية كان يطلق عليه «سويقة العزى» نسبة إلى الأمير «عز الدين بهادر» أحد أمراء المماليك البحرية الذى يقال انه كان يسكن فيه.

ولكن وبمرور الوقت بدأ الناس يطلقون على الشارع اسم «سوق السلاح» نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها فيه من حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر ولكن ومع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة تحولت الورش الموجودة فى الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق.

فى الخمسينيات من القرن الماضي اختفت هذه المهنة أيضا شيئا فشيئا وتحولت أنشطة المحلات إلى مجالات أخرى لا علاقة لها بنشأة الشارع كسوق سلاح.

على بعد خطوات من البوابة المهيبة يأتى جامع «الجاى اليوسفى» الذى أنشأه الأمير «سيف الدين الجاى بن عبدالله اليوسفى» سنة 1373 كمدرسة ومسجد يطالعك المسجد بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة وقد حكى العامة والبسطاء حوله الأساطير حيث أطلقوا عليه جامع «السايس» نسبة للسايس الذى كان يرعى فرس السلطان «حسن» ويقال انه دفن أسفل المسجد فى مكان مجهول لا يعلمه أحد!!

وكلما سيرت فى شارع «سوق السلاح» يخالجك شعور بالرهبة والجلال من عدد المساجد العتيقة التى تصطف على جانبى الشارع فهناك جامع «قطلبغا الذهبى» الذى أنشئ فى منتصف العصر المملوكى كمسجد وكتاب لتحفيظ القرآن وقام الخديوى «عباس حلمى» بترميمه كما يوجد فى نهاية الشارع مسجد «عارف» باشا.

الحلم بالقفز فى مغطس من الماء الدافئ يزيل عنك توترات العصر التكنولوجى الذى تعيش فيه هو أول أمنية ستشعر بها عندما تقف عند مدخل حمام «بشتك» أحد أهم وأندر الحمامات الشعبية التراثية القديمة وأقدم «ساونا» بلدى وشعبى بمصر، والذى أنشأه الأمير «سيف الدين بشتاك الناصر المملوكى» عام 742 هجرية، وظل الناس يستخدمونه لسنوات طويلة قبل غلقه وإهماله، وقد قامت وزارة الآثار فى وقت سابق بتسجيل مدخل الحمام فقط كأثر دون باقى أجزاء المبنى.

ويتكون مبنى الحمام من الداخل من بناء متعامد التخطيط عبارة عن قاعة رئيسية فى الوسط لخلع الملابس تسمى «المسلخ» تغطيها قبة ترتكز على أعمدة تحيط بها ثلاث قاعات أخرى أولها ذات مغطس به ماء عادى، بارد، وثانيها ذات مغطس به ماء متوسط الحرارة، دافئ، وثالثها ذات مغطس ماء ساخن، حار، وكان تسخين الماء فى حمامات هذا العصر عادة.

ما يتم بواسطة إيقاد النار فى مستوقد تحت أرضيته تمتد أنابيب فخارية للماء البارد والساخن داخل الجدار أما سقوف هذه القاعات فكانت على هيئة أقبية نصف برميلية بها فتحات صغيرة للتهوية والإنارة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل