المحتوى الرئيسى

«الدوري» مهندس عراقي يكسر الأرقام القياسية بتجسيد أطول رسمة ثلاثية الأبعاد‎

08/02 18:47

دمار وموت تعيش أثاره يمينًا ويسارًا، فالموت قد وجد مكانه في البلد، فلم تكن الحرب يومًا أو اثنين، تأثر العراق وتألم أهله فباتت الوظائف شحيحة والمواهب مدفونة، حتى المهندس لم يعد له عمل يشغله، وسط كل ذلك كان عمرو الدوري، عراقي طموح، رفض أن تبعده الظروف عن شغفه الهندسي، لكنه وقع بين الاختيار: الرسم أم الهندسة، فباتت 7 سنوات انقطاع دراسية واجتهاد بلا توقف، 7 سنوات غلبت الهندسة على تفكيره فباتت المسيطرة على هوايته المفضلة، حتى كادت فرشاته وقلمه أن ينسياه.

تخرَّج ليُصدم أن المهندس في بلده لم يعد له شأن حتى لم يحصل على عمل، سيطر عليه الحزن والألم بعد مشقة دراسية، شهور على ذلك إلى أن تذكر شغفه الحقيقي وحبه للرسم فأنقذه من تعبه، واختار أن يعود إلى الرسم لحين إيجاد عمل، لكنه لم يعد كما كان سابقًا استغرق أشهر، حاول فيها أن يخرج أحسن ما فيه وبعد 6 أشهر كاملة كانت أولى رسماته ثلاثية الأبعاد بسيطة الهيئة، إلا أنها كانت أول الخيط.

يروي في حواره لـ«التحرير»: «رجعت للرسم، وحاولت أزيد المستوى والتحدي فضاعفت الحجم والدقة، ليصل طول العمل من 4.5 متر إلى 5 أمتار، وبدأت أعرض الأعمال على صفحات التواصل الاجتماعي، وتزايد المعجبون بالأداء من ألف إلى اثنين وأربعة ويزيد، وكنت باعلم نفسي من خلال مقاطع اليوتيوب كنت أضع الأوراق بشكل متعامد وأنظر بالساعات، لإيجاد الزاوية المناسبة للأبعاد إلى أن توصلت إلى الإتقان من خلال الرسم المستمر من 6 إلى 10 ساعات في اليوم».

يعتمد عمرو على تقنية التشوية المناسب للبعد، وهو تغير أبعاد الرسمة، بحيث لو نظرت إليها من غير زاوية التصوير سيكون الرسم غير منطقي.

بدأ عمرو طريقة لنشر أعماله على نطاق واسع وتناقلها كثير من الصفحات الفنية الأجنبية، ليصل بأعماله إلى العالمية، لدقتها المتناهية في التكوين والتشييد: «لا يوجد طريقة بعينها لضبط العمل، لكنه صعب، ويحتاج إلى دقة، فالجانب العمودي يجب أن تكون مستندة».

يحاول رغم كل شىء التمسك بفنه ومحاولة إضافة المزيد من التحدي واضعًا الرسم الواقعي الخطوة التالية له، ويصف رسمه الحالي قائلًا: «الرسم ثلاثي الأبعاد يكون أقرب إلى الحقيقة، وفيه حركات تجعل المشاهد يتساءل كيف أصبحت الرسمة واقفة في المنتصف؟ أين رسمة أجزائه الخارجة من الورقة؟ وبالفعل حاولت أرسم بالإكرليك لكن الرسمة الواحدة تتكلف 20 دولارًا، وأصعب رسمة كانت باتمان أخذت مني قرابة 160 ساعة، لأنها كانت أول رسمه بالحجم الكبير».

يؤمن الدوري بأن فنه غير قابل للتنازل، فمهما تبدلت الأحوال سيظل يرسم حتى إذا عثر على عمل في مجال الهندسة، لا يقلل من شأنه لن يستغنى عن الرسم، بل ينوي أن يرسم جميع شخصيات أفلام marvel وغيرها من المشاهير، محاولًا تخطي عامل الوقت الذي يتخطى المئة ساعة وحد طول العمل، الذي وصل 5 أمتار مكونة من 10 طبقات فلا يوجد ورقة كاملة تمثل هذا الطول الذي يعد من أطول اللوحات التي رسمت على ورق.

اختار أن يكمل طريقه بأقل الإمكانات التي تتوفر، فهو لا يملك جهازًا إلكترونيًا يساعده على تحديد الأبعاد الصحيحة للرسمة، لكنه يقيس بيده، وعلى الرغم من أنها تعد عقبة قوية أمامه، فإنه لم يسمح لها إلى الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل