المحتوى الرئيسى

خالد مكريم يكتب: عند كل فضيحة فساد.. فكك خلية إرهابية لتبقى بخير | ساسة بوست

08/02 13:30

منذ 22 دقيقة، 2 أغسطس,2016

لعل أكثر المصادفات التي تطفو في ساحة الرأي العام المغربي هي تفكيك الخلايا الإرهابية بالتزامن مع فضائح فساد، أو مطالب شعبية، نعم كثر أولئك الذين يستهينون بالمسألة، التي يجب النظر فيها بتمعن، وأخذها على محمل الجد، فظيع أن ننظر إلى المسألة كصدفة بتساهل وتغاضٍ، ونمر عليها مرور الكرام، لأن الصدفة عندما تتكرر تفقد معناها، وتصبح عكس ذلك.

في الأيام القليلة الماضية، طالب فئة من المغاربة بالأمن في حملة #زيرو_كريساج، التي شاركت فيها فئة واسعة من الشعب، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن  الجانب الأمني ليس على خير، عكس ما يروج بعض سفسطائيي القرن 21 المغاربة، من السياسيين والمحللين وبعض الإعلاميين، أن المغرب يمثل الاستثناء العربي الوحيد في مجال الأمن والاستقرار بعد الربيع العربي، تبقى كل هذه العبارات تمويهات لا تصلح إلا للاختباء خلفاها، فقد سبق للمكتب الاستشاري للأمن الخارجي الأمريكي أن وجه «صفعةً» للنظام المغربي بتقرير حول الوضع الأمني في المغرب، وارتفاع معدل الجريمة.

دون أن ننظر لأي تقرير أجنبي، حتى لا يُنقض علينا بقول «نظرية مؤامرة» أو «اللهم كثر حسادنا»، فالكل يعلم أن كل مدينة بها نقط سوداء ينصح أن لا يمر منها الشخص في أوقات معينة خشية التعرض للسرقة والاعتداء، بل وعلى مرأى ومسمع الجميع، مباشرة، في كثير من مباريات كرة القدم نشاهد بعض الجماهير تتشابك فيما بينها بالسكاكين والسيوف والعصي وغيرها من الأسلحة البيضاء، فهل الذي من السهل أن تمرر أمام أعينه المخدرات والعصي والأسلحة البيضاء والألعاب النارية وكل الممنوعات في الملاعب والحفلات والأحداث الكبرى، يمكن أن يحبط مئات المخططات الإرهابية استباقًا وبطرق استعراضية «هوليوودية»؟ من الصعب تصديق ذلك بعد تصريحات أحد القادة الأمنيين في الدار البيضاء، في أحد البرامج الإذاعية في حلقة بعنوان «البوليس في قفص الاتهام»، كيف كان يبرر فشل الشرطة في إدارة مباراة كرة القدم، بالاختباء خلف ضعف الإمكانات، وعدم تنفيذ تعليمات الشرطة، وتعليق المسؤولية على إدارة الملعب، ومكاتب الأندية، والمواطن، والأسرة، و…

فضلًا عن الفضائح والمطالب المتعلقة بالأمن، فقد عرف الرأي العام المغربي فضيحة جديدة فيما بات يعرف بقضية «خدام الدولة»، حيث استفاد كثير من الوزراء، والعسكريين، ورجال الشرطة، وموظفين كبار في الدولة، وولاة ببقع أرضية بأثمنة بخسة في الوقت الذي يكافح المواطن البسيط عقود طويلة من أجل شقق كرتونية بقرض قد يدوم للعقود الأخرى المتبقية من حياته، وقد طالبت 22 منظمةً حقوقيةً بإقالة وزير الداخلية عقب هذه الفضيحة.

وغير بعيد عن الداخلية، فقد أعلنت هذه الوزارة، اعتقال 52 شخصًا يتبنون فكر تنظيم الدولة بالتزامن مع هذه الفضائح المذكورة سلفًا، وليست هذه أول مرة يتم فيها إحباط مخطط إرهابي، بل تم إحباط 128 مخططًا كان «سيستهدف المغرب» على حد قولهم، والغريب أن مثل هذه الأخبار يتم نقلها بسرعة والمرور عليها مرور الكرام، ولا تأخذ حجمها المطلوب إعلاميًّا، فلم نسمع بعد اعتقال مئات الإرهابيين في المغرب، عن محاكمات وعن ما آلوا إليه، وعن العقوبات التي عوقبوا بها، ولا يوجد تتبع إعلامي واستمرارية في تغطية قضايا هؤلاء الإرهابيين، الشيء المثير للغرابة فعلًا.

الشعب المغربي لم يشتكِ من الإرهاب، بل من ضعف الأمن، ويطالب بمحاربة الفساد، لا تختلقوا مشكلًا لتجدوا له حلًّا، وتقدموا أنفسكم كأبطال. نعم، من دواعي السرور أن تحاربوا الإرهاب، لكن لا تجعلوه ستارًا تختبئون وراءه عند كل فضيحة فساد، أو تخرسون به أصوات الشعب وأصوات المعارضين، بإمكانكم أن تحاربوا الإرهاب قدر ما شئتم، لن يقف الشعب ضدكم، لكن بالموازاة، لبوا مطالب الشعب، الذي يطالب بمطالب صغيرة من السهل تلبيتها، فككوا الخلايا الإرهابية لكن لا تخرسوا بها أفواه الناس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل