المحتوى الرئيسى

الأرصاد الجوية: 2016 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

08/02 12:03

ذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام حطمت الرقم القياسي في درجات الحرارة، ما يعني أن العام 2016 في طريقه ليكون العام الأكثر حرارة على الإطلاق، ووذلك وفقا لتقريرين منفصلين من الوكالة الأمريكية للمحيطات، والغلاف الجوي، ومعهد جودارد التابع لوكالة ناسا لدراسات الفضاء اللذين سلطا الضوء على التغييرات الجذرية، والشاملة لحالة المناخ.

وتشير تقارير وكالة ناسا إلى أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة سجل في الأشهر الستة الأولى من العام 2016، 1.3 درجة مئوية أي ما يعادل 2.4 درجة فهرنهايت، وهي الدرجة الأكثر دفئا لعصر ما قبل الثورة الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر.

وقال عمر بدور، العالم بالمنظمة الدولية للأرصاد الجوية، إن هناك احتمالا أن تكون 54 درجة مئوية هي تحطيم لرقم قياسي في المناطق الموجودة شرق خط جرينيتش، أي نصف الكرة الشرقي، وتسجل المنظمة الأحوال المتطرفة للطقس مثل درجات الحرارة وهطول الأمطار والرياح، مشيرا إلى أن أجزاءً كبيرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرضت لموجات حارة مؤخرا، فقد تم تسجيل قياسات كبيرة جدا، مثلا في العراق تم تسجيل درجة حرارة تبلغ 53، وفي الكويت تم تسجيل 54 درجة مئوية.

وقد أصدرت حكومات الدول التي شهدت موجات الطقس الحار تحذيرات صحية للسكان، واتخذت تدابير لتقليل آثار الحرارة العالية عليهم.

وتقول منظمة الأرصاد الجوية إن اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط كانوا الأكثر تضررا من ارتفاع درجة الحرارة بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.

وتشير تقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن شهر يونيو كان الشهر 14 على التوالي الذي شهد درجات حرارة قياسية في الأرض، والمحيطات.

وقال ديفيد كارلسون، مدير البرنامج العالمي للبحوث المناخية: "في هذه المرحلة نحن مندهشون بما رأيناه في أول ستة أشهر من العام، ووفقا للتقريرين ذاب جليد البحر القطبي في وقت مبكر وسريع، وهذا مؤشر آخر على تغير المناخ، كما وصلت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون التي تسبب ظاهرة تغير الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية جديدة".

وتستخدم المنظمة مجموعات البيانات من معهد جودارد التابع لناسا، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، وبيانات إعادة التحليل من المركز الأوروبي لتنبؤات الطقس متوسطة المدى، وذلك لحساب إحصاءات درجات الحرارة العالمية عن الحالة السنوية لتقرير المناخ.

وعن أسباب ارتفاع درجة الحرارة، قال الدكتور كارسون: "بالطبع هناك ظاهرة النينو، ولكن وكالة ناسا تقول إن النينو تؤثر فقط على 40% من درجة الحرارة، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة ذكر أن الظاهرة تتسبب في انبعاث ما يتراوح ما بين 25 و50% من ثاني أكسيد الكربون، لذلك هناك شيء آخر يحدث، وقد يكون له علاقة بالغطاء النباتي لنصف الكرة الشمالي أو المحيط في نصف الكرة الجنوبي، ولنرجع إلى النقطة المتعلقة بالمؤشرات، لا يوجد لدينا قياس حقيقي أو مؤشر فوري يقول لنا ماذا يحدث في المحيط بنصف الكرة الجنوبي على سبيل المثال".

وأضاف: "كل ما نستطيع فعله الآن يشبه ما يفعله الأطباء، وهو النظر إلى الأعراض، وتحديد ما إذا كانت هناك مشكلة ما، ولكن معرفة الأسباب الحقيقية ستستغرق وقتا، إن ظاهرة النينو تعد عاملا مسببا لهذه الأعراض، ولكن غالبا ليست هي العامل الرئيس".

ومنذ فترة تقوم وكالة ناسا لعلوم الفضاء بمتابعة دقيقة حيال ما يجري من تغيرات جوية في الكرة الأرضية، وتستخدم في ذلك أقمارا صناعية خاصة لمعرفة نقاط ارتفاع الحرارة أو انخفاضها على مدار الساعة على الكرة الأرضية، وقبل عدة أشهر عقد في فرنسا مؤتمر عالمي حيال التغير المناخي، ولكن وقبل عدة أيام قام مركز مراقبة الطقس، وعلوم البحار الوطني التابع لوزارة التجارة الأمريكية بالإعلان عن كون شهر يونيو الماضي جزءا من 14 شهرا ازدادت فيها الحرارة بمعدل وصل إلى 1.62 درجة مئوية في وقت يحاول فيه العالم خفض الحرارة إلى درجتين مئويتين للوصول إلى معدل مقبول.

وقد أعلن البنك الدولي أن بعض الآثار المستقبلية للتغير المناخي مثل درجات الحرارة المتطرفة، والارتفاع الكبير لمنسوب سطح البحر، باتت أمورا لا مفر منها حتى إذا بادرت الحكومات إلى خفض مستويات الانبعاثات الغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.

وأشار تقرير البنك الدولي إلى أن الانبعاثات السابقة، والمتوقعة من محطات القوى الكهربية، والمصانع، والسيارات، اضطرت الكرة الأرضية للسير في طريق يفضي بحلول العام 2050 إلى متوسط زيادة في درجات الحرارة حول 1.5 درجة مئوية.

وقال جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولي، بشأن التقرير الذي يحمل عنوان "خفض الحرارة ومواجهة المناخ العادي الجديد": "يعني هذا أن آثار تغير المناخ مثل درجات الحرارة المتطرفة باتت الآن لا مناص منها.. النتائج مفزعة، حيث تؤثر التغيرات المناخية الجوهرية، والطقس بالفعل على ملايين البشر حول العالم ما يهلك المحاصيل، والسواحل ويعرض الأمن المائي للخطر".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل