أقسام شرطة سيئة السمعة

لعل أغلب أقسام الشرطة في مصر شهدت حالات تعذيب وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان إن لم يكن الجميع، فالداخل إليها مفقود والخارج مولود؛ فقد تحولت أقسام الشرطة من أماكن لتحقيق الأمن للمواطن لأماكن "سلخ" المواطن وتعذيبه، أو تركه يواجه شبح الموت داخل زنزانة تعج بالمحتجزين فتغتاله يد الإهمال مودعًا حياته داخل سلخانات الحجز وكأن خالد سعيد يعود من جديد.

أقسام الشرطة شهدت الكثير من حالات التعذيب والتنكيل، حتى حظيت بلقب أقسام سيئة السمعة ولعل ما حدث في قسم المطرية وعين شمس وإمبابة ومحرم بك والوايلي.. إلخ ليس منا ببعيد.

الداخلية: الغرق أودى بحياته وأهل القتيل: نجلنا ضحية أمناء شرطة إمبابة

تباينت الروايات حول حقيقة وفاة محمد سمير ضحية قسم إمبابة الذي لقي مصرعه الأسبوع الماضي، فوفقًا لما أوضحته الوزارة بأن القتيل لقي حتفه غريقًا؛ نتيجة سقوطه بمياه نهر النيل أثناء محاولته الهرب بعد إلقاء القبض عليه وبحوزته مواد مخدرة بسوق الكلاب، ولعل تلك الرواية تختلف كثيرًا عن رواية والدة المجني عليه، والتي أكدت أن ابنها قتل نتيجة طلقة نارية وتم إلقاؤه في مياه النهر.

تبع الحادث العديد من الأحداث ولعل أهمها تجمع أهالي الضحية أمام القسم في وقفة احتجاجية، وقام الأمن بإلقاء القبض على 8 من المتجمهرين وتقديمهم للنيابة للتحقيق.

سجل قسم إمبابة العديد من وقائع التعذيب والتنكيل ووفاة المحتجزين.

 12 يونيو من العام الجاري، صرحت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، بدفن جثت محتجز بقسم شرطة المطرية، نتيجة إصابته بحالة إعياء شديدة في مستشفى المطرية بعد تدهور حالته الصحية في الحجز.

كشف مصدر قضائي عن تفاصيل الواقعة، فقد كان المحتجز الأول يدعى حسين على، ويبلغ من العمر 56 عامًا، مريض بالقلب، ومتهم بحيازة سلاح ناري، حيث شعر بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها للمستشفى ولفظ أنفاسه الأخيرة بها.

حجز المطرية هو الأشهر في حالات التعذيب والوفيات فقد شهدت جدران الحجز العديد من حالات الوفيات بسبب الإهمال والانتهاكات.

في الـ13 من فبراير المنصرم، قامت قوات تابعة لوزارة الداخلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع على محتجزين بداخل قسم شرطة الحوامدية بالجيزة، مما أدى إلى إصابة 15 محتجزًا باختناق شديد ونقلهم إلى مستشفى الحوامدية ووفاة أحدهم ويدعى ”محمد كمال أمام الجزار”، نتيجة الاختناق.

والداخلية ترد بـ:"كانت وزارة الداخلية قد قالت في وقت سابق إن المتهمين المحتجزين قد أثاروا حالة من الشغب داخل الحجز، ما دفع ضباط وأفراد القسم لمواجهتهم والسيطرة عليهم، بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع".

أودى 3 أمناء شرطة وهم علاء الدين ع، رأفت ا، رزق ر، مسنًا محتجزًا، بعد أن تعرض للاعتداء بالضرب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه.

توفى بائع متجول محتجز بقسم شرطة نجع حمادي؛ نتيجة ضيق في التنفس.

كان مدير أمن قنا قد تلقى إخطارًا بوفاة بائع متجول يدعى "إبراهيم أحمد إبراهيم إسماعيل" ١٥ عامًا مقيم بناحية القناوية التابعة لمركز نجع حمادي والمحتجز بقسم الشرطة.

توفى محتجز داخل محبسه بقسم شرطة الخصوص؛ نتيجة الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية داخل مقار الاحتجاز.