المحتوى الرئيسى

ولكن أين "الممثل الشرعي الوحيد"؟

08/01 22:11

كل ذلك كان يحصل تحت ظل ادعاء (التمثيل الشرعي الوحيد) للشعب والثورة من دون الحصول على تخويلهما عبر مؤتمرات وطنية مثلاً أو حتى جزء من تشكيلات الثورة والحراك الوطني العام، وقد كانت النتائج كارثية: تراجع الوطنيين والديمقراطيين والعلمانيين وانحسار نفوذ الجيش الحر وانقسام تشكيلاته العسكرية وتفتتها لمصلحة صعود المنظمات الإسلامية المسلحة، وكان وما زال جزء أساسي منها يتبع مباشرة أو بصورة ملتوية حركة الإخوان المسلمين التي حققت القسم الأكبر من أهدافها بسرقة الثورة وتغيير جوهرها الحقيقي وحرفها عن النهج الوطني الديمقراطي ومساعدة النظام في تحقيق خطته التي عمل من أجلها، وهي إظهار الثورة للرأي العام كحركة إسلامية مسلحة إرهابية مقسمة للصفوف في مجتمع متعدد الأقوام والأديان والمذاهب.

كردياً وعلى نفس المنوال اجتمعت الأحزاب الكردية السورية بالقامشلي بعد ثمانية أشهر على الانتفاضة بدعم وإشراف رئيس العراق آنذاك الذي نسق مع الأسد وتمخض عنها (المجلس الوطني الكردي)، وكان قرار مؤتمره التأسيسي الوقوف على الحياد مسمياً نفسه أيضاً (بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الكردي)، ومتجاهلاً تنسيقيات الشباب الكرد وحركاتهم الواسعة التي قادت الانتفاضة السلمية في المناطق الكردية، بل بدأ بمحاربتهم إلى درجة أن نسق بعضهم مع السلطات ثم انتقل -المجلس الكردي- تماماً مثل نظيره السوري إلى اختلاق تنسيقيات وشراء البعض وجماعات مستقلة بأسماء شتى حتى يثبت ولو نظرياً أنه (الممثل الشرعي الوحيد).

المجلس السوري ثم الائتلاف ومن بعدهما مؤتمرو الرياض وتحت ظل (تمثيلهم الشرعي الوحيد) لم يخفقوا في تحقيق ولو بند صغير من أهداف الثورة فحسب، بل أجهضوها وفي هذه الأيام على وشك إنهائها وكانوا وما زالوا شهود زور على قتل السوريين وتدمير بلادهم ومحو مدنهم ومعالم تاريخهم، وهم من ضربوا بأهداف الثورة عرض الحائط قبل الآخرين وشرعنوا النظام وتحاوروا معه وزاروا موسكو أفواجاً كمباركة غير مباشرة لتدخل الروس وعدوانهم، وكذبوا على شعبنا ثم قالوا: الأميركان ضحكوا علينا.

في عهد (تمثيلهم الشرعي الميمون) راحت مناطق الثورة وعادت إلى حضن النظام من القصير إلى القلمون إلى الغوطة إلى حوران، ومن حمص إلى حماة إلى حلب، وصولاً إلى الحدود التركية والبحر المتوسط، أما في زمن (تمثيل المجلس الكردي الشرعي الوحيد) فبعد حربه غير المقدسة على تنسيقيات الشباب والمستقلين قام بتسليم كل المناطق والمدن والبلدات من ديريك إلى راجو لحزب (ب ي د) الذي عزز عليها سلطته الأمر واقعية بدعم وإسناد من سلطة نظام الأسد، أما ما بقي من (المجلس) فمحظور وممنوع التواجد، ومعظم قياداته لاجئون في إقليم كردستان العراق.

أليس من حق الشعب محاكمة (ممثليه) ؟ إما على حجم الأذية والضرر بدون حساب إن كانوا شرعيين، أو على جرم التزوير وتقمص حالة غير موجودة، حيث يحاكم عليه القانون.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل