المحتوى الرئيسى

جريمة تعذيب جديدة فى دار أيتام بالدقهلية

08/01 20:57

المحافظ يأمر بتشكيل لجنة عاجلة.. وفريق التحقيق سقط فى «أسانسير الإهمال»

شهدت  دار أيتام الصفا التابعة لجمعية «الصفا» الإسلامية بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، حالات تعذيب جديدة للأطفال الأيتام، التى فجرتها صور التعذيب البدنى والنفسى لأطفال مؤسسة الصفا الإسلامية بطلخا، عبر قنوات التواصل «الفيسبوك» نشرها مشرف سابق من المؤسسة، وزعم رئيس مجلس الإدارة أن المشرف قام بذلك للانتقام ممن فصلوه.

بدأت القصة عندما  نشر «أسامة عبدالعظيم» مشرف سابق، يوم الخميس الماضى، صورة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»  توضح قيام مشرف الدور التاسع بنين بتعذيب الأطفال الأيتام وإجبارهم على رفع أقدامهم لأعلى ووجههم للأرض، وأكد «عبدالعظيم» قيام مشرف الدور، بضرب الأطفال بسلك الكهرباء، كما أنه توجد كدمات وعلامات على الظهر واليد والأرجل، لدى الأطفال عبدالرحمن حسن وجمال عبدالعظيم وطلعت عبدالعظيم، نتيجة التعذيب التى يتعرض لها أطفال الدار، وأضاف أن مشرف الدور الثامن أيضا يقوم بتعذيب الأطفال بالوسائل  نفسها من ضرب وتعليق للأطفال».

وطالب المشرف السابق المسئولين بمحافظة الدقهلية، بإنقاذ هؤلاء الأطفال الأبرياء من الموت القريب.

وهنا تفجرت القضية بعد تداولها فى الإعلام، وبدأت ردود الأفعال تتحرك سريعًا لكشف ملابسات الجريمة وصحة الواقعة من عدمها، أمر حسام الدين أمام محافظ الدقهلية بتشكيل لجنة برئاسة وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، ومديرعام التنمية البشرية بالمحافظة، وفريق العمل الميدانى بقطاع طلخا المعاون للمحافظ، وفريق التدخل السريع التابع لمديرية التضامن، ومدير إدارة الأسرة والطفولة ومدير إدارة طلخا الاجتماعية، والإدارة الصحية، وعضو من إدارة التموين بطلخا لمتابعة حالة الأطفال وتم الانتقال إلى الموقع للوقوف على حقيقة الأمر.

جاءت أولى ملاحظات اللجنة التى انقسمت إلى مجموعتين  الأولى اتجهت للإدارة حيث تبين من المناقشات أن  دار أيتام الصفا  تاريخ إنشائها عام 1987 ونزلاؤها «69 فتى، و37 فتاة» بالإضافة إلى 55 طفلًا من سن 2 حتى 6 سنوات، وقد تم عزل  مجلس الإدارة وتحويله للتحقيق فى 23 فبراير 2016، على خلفية واقعة  تحرش أمين المخازن بإحدى الفتيات محاولًا هتك عرضها، وتم حبس مدير الإدارة لتستره عليه.

ثم جاء بمجلس إدارة جديد برئاسة الدكتور  أحمد نادر،  الذى أكد  أن من عذب الأطفال هو أسامة عبدالعظيم، الذى نشر الصورة على «فيسبوك»، وتم فصله منذ أسبوع، وذلك لتشويه مجلس الإدارة الجديد المنتخب، كما تم فصل  مشرفين اثنين آخرين فى جلسة 25 يوليو الماضى لسوء معاملتهم للأطفال الأيتام داخل الدار، وأكد «نادر» أنه يوجد محضر فى النيابة العامة ضد المشرف «أسامة» لقيامه بأفعال غير أخلاقية قبل فصله وتعذيب الأطفال.

أما المجموعة الثانية فاتجهت لفحص الأدوار العليا ومناقشة الأطفال أبناء الدار  لفحص الأطفال نفسيًا وصحيًا، حيث تلاحظ أن الأطفال فى حالة عدم اتزان نفسى وهلع من المشرفين، وتلاحظ هذا مع مناقشتهم، وعند دخول أى من العاملين بالدار ونظرة الأطفال لهم بالخوف الشديد والتلعثم فى الكلام، وقد تبين  وجود آثار للضرب على جسد بعض الأطفال الموجودين بالدار وإجبارهم على عمل تمارين شاقة لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، بالإضافة إلى الحالة السيئة بشكل عام التى توجد عليها الدار، والتى تثبت وجود إهمال جسيم من قبل القائمين على الدار، كما جاء التقرير الطبى موضحًا «أنه لا توجد آثار تعذيب، ولكن توجد آثار ضرب مبرح ليس فى الوقت القريب» حيث حملت اللجنة رئيس مجلس الإدارة الحالى المسئولية كاملة حال تعرض أى طفل للخطر أو الضرب أو التعذيب.  

كما أكدت أنها استطلعت آراء الأطفال فيما يخص الصورة المنشورة بصفحة أطفال مفقودة، حيث أكدوا أن ما نشر كان بمثابة تمرين رياضى لهم، وأحيانًا يستخدم كأحد أساليب التأديب فى شكل تمارين رياضية.

وجاءت المفاجأة مع نهاية التحقيقات لتكشف الوجه الآخر لإدارة الدار وكم الإهمال والتقاعس عن أداء مهامها، تلقى «أحمد رأفت» معاون محافظ الدقهلية اتصالًا هاتفيًا من زميله «أسامة»  يطلب الإغاثة نظرًا لسقوط المصعد الخاص بالدار به وباللجنة المعاونة إلى البدروم الخاص بالدار، وباستنجاده بالمسئولين فى الدار لم يجد رد الفعل (إيه ده هو الأسانسير عملها تاني)، وبسؤاله عن مفتاح البدروم والمصعد لم يعرف أحد من القائمين على الدار مكان المفتاح، وإذ بحدث صغير من أبناء الدار لم تتجاوز سنه 15 عاماً، يقول له يا عمو عايز تنزل البدروم، تعالى ورائى فذهب مسرعًا وراءه وعند النزول فؤجى بأن جميع المخلفات الخاصة بالدار ملقاة فى الممر الواصل من السلم إلى المصعد من أسلاك وقطع خشبية، وبقايا الكراسى  وملابس قديمه، حيث أكد أنه حال وصوله للمصعد فوجئ  بزملائه من فريق العمل وأعضاء اللجنة مصابين ويصرخون من ألم الإصابة، وقام مسرعًا باستدعاء سيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى طلخا وتحرير محضر بالواقعة، وتمت إصابة 4 من أعضاء اللجنة بإصابات بالغة.

وأثبتت اللجنة وجود إهمال وتقاعس وسوء النظافة، وقصور فى الهيكل الوظيفى لعدم وجود إخصائيين اجتماعيين،  وكذا الصيانة الدورية للمصعد  الذى يهدد أرواح أبناء الدار.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل