المحتوى الرئيسى

حوار ياسر علي وتحليلات الإخوان الجديدة

08/01 17:43

اقرأ أيضا: المسيري وجلال أمين ودرس نحتاجه اليوم تحولات العلاقة بين الإسلاميين والمدنيين والمؤسسة العسكرية عندما تتحول وزارة الأوقاف إلى عبء على الدين والدولة معا مصر بحاجة إلى "برنامج" عملي للإنقاذ الوطني ما الذي يقلق المؤسسة العسكرية ؟!

قرأت الحوار الذي أجراه الدكتور ياسر علي المتحدث باسم الرئيس الأسبق محمد مرسي ، والذي نشره موقع الجزيرة نت أمس ، وبعد فراغي من قراءته تساءلت في نفسي عن سبب تكلفه بالحديث للإعلام في تلك اللحظة ، طالما أنه سيقول مثل هذا "الهراء" الذي قال ، فأحيانا يكون الصمت أولى من أن تقول كلاما يضعف موقفك ويضعف الثقة فيك وفي مشروعك بكامله من فرط عدم احترامك لعقل السامع أو القارئ ، لأن بعض ما قاله الدكتور ياسر يصعب ـ ليس فقط أن تتقبله ـ بل حتى أن ترد عليه ، من فرط الاستخفاف بالعقل فيه ، وصحيح أنه اعترف في الحوار بأن جماعة الإخوان لم تكن مؤهلة لتولي رئاسة الجمهورية وأن هذه القناعة توصلوا إليها في سجن العقرب ، رغم أن الدكتور محمد البلتاجي كتب يوم إعلان ترشح مرسي على صفحته "نعم وقعنا في الفخ" ردا على فهمي هويدي الذي استنكر خطوة الإخوان واعتبرها وقوعا في فخ نصب لهم وتساءل في مقال شهير : هل وقع الإخوان في الفخ ، فكانت إجابة البلتاجي الواضحة ، والتي يقول ياسر علي أنه اكتشفها بعد سنتين في سجن العقرب .

في حواره اعترف ضمنيا بأن 30 يونيه كانت تعبيرا عن تيار شعبي جارف صعب على مرسي مواجهته ، وبالتالي فهو ليس "فوتوشوب" كما كان الخطاب الإخواني المعتمد سابقا ، ولكن الكارثة أن ياسر علي فسر ما حدث بأسوأ من الإنكار نفسه ، لأنه اعتبر أن ما حدث هو مؤامرة دولية وإسرائيلية بسبب موقف مرسي من قطاع غزة وموقفه من دعم الثورة السورية ، وأن هذا قلب عليه إسرائيل والقوى الدولية ، وبالتالي ، فالخطاب الإخواني يتجه الآن إلى الاعتراف بأن الملايين التي نزلت الشارع كانت حقيقية ولم تكن "فوتوشوب" ولكنهم يصفون هؤلاء جميعا بأنه عملاء لإسرائيل أو مخدوعون بمخطط إسرائيلي ودولي للتآمر على مرسي والإخوان ، ويقول في نص حواره : (ما حدث في 3 يوليو 2013 هو نتاج أزمة إقليمية أكثر منها مشاكل اقتصادية وسياسية داخلية، وسببها ما أشار إليه حوار الدبلوماسي عن ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية وملف دعم الثورة السورية وترتيب الإقليم وفق الرباعية) ، فلم يكن هناك في مصر مشكلة سياسية ولا انقسام خطير ولا صراعات دموية في الشارع وفوضى عارمة وأحزاب وجبهات وائتلافات ثورية ، وإنما فقط كان مؤامرة إسرائيلية ودولية .

أيضا ، يريد الدكتور ياسر أن يقنعنا بأن اختيار مرسي للواء عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع وقائد للجيش كان لحكمة وطنية لتطوير الجيش وضخ دماء جديدة فيه حسب قوله ، مضيفا : (اختيار السيسي كان بناء على قواعد وظيفية، وكان قرار د. مرسي وحده ولم يتدخل فيه أحد، وكان مبنيا على تغيير الدماء في المؤسسة العسكرية لكن من داخلها. ..كان الاختيار حينها مبنيا على قناعة لدى مرسي أنه لا يوجد أحد في المؤسسة العسكرية يضمر شرا للتجربة الديمقراطية في مصر، ورغم إدراكه لحقيقة وجود خلاف في الرؤى إلا أنه كان يرى أنه ليس من مفردات المؤسسة العسكرية الاعتداء على التجربة الديمقراطية) ، وطبعا ، سنترك للتاريخ أن يحكي قصة اختيار السيسي قائدا للجيش بنكهة الثورة ، والحسابات التي تأسس عليها هذا الاختيار ، فليس هذا زمن المكاشفة ، ولكني أترك للقارئ أن يتأمل هذه الروح الجميلة عن قناعة مرسي بأن أحدا في الجيش لا يضمر شرا للتجربة الديمقراطية ، وأنه ليس من مفردات الجيش الاعتداء على الديمقراطية ، وكذلك حديثه عن القواعد الوظيفية ، فالحقيقة ليس لي مهارات في النقد الأدبي لكي أحلل هذا الشعر العظيم .

وعندما وجه للدكتور ياسر سؤال نصه : من المسؤول عما كان يروجه بعض قيادات الإخوان عن وجود توافق مع الجيش وانتفاء أي تخوفات منه؟

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل