المحتوى الرئيسى

محمية الدبابية.. شاهد على 55 مليون عاما من تاريخ الأرض

08/01 16:00

الرئيسيه » بيئة » تحقيقات » محمية الدبابية.. شاهد على 55 مليون عاما من تاريخ الأرض

أعلنت محمية الدبابية  محمية طبيعية بقرار مجلس الوزراء رقم 109 عام  2007 على مساحة 1 كم مربع، ثم صدر القرار رقم 140 لعام  2012 من وزير البيئة  بتحديد المنطقة المحيطة لمحمية الدبابية بمساحة 5.4 كي href="/tags/1506-%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%88%D9%85%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A8%D8%B9">كيلومتر مربع، وتمتد من وادي الدبابية حتى وادي الشغب بمركز إسنا جنوبي الأقصر.

تقول الجيولوجية صباح محمود، إن محمية الدبابية اكتشفت خلال إجراء دراسات لعلماء بقيادة الدكتور خالد عبد القادرة عودة، أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط، على الحجر الجيري بالمنطقة.

حينها اكتشف العلماء وجود ثغرة زمنية بعمر الأرض تقدر بحوالي 2.4 مليون سنة، كانت سببا في إثارة الجدل بين علماء الجيولوجيا، وتقدم عودة مدعوما بتوصية الاتحاد الجيولوجي الدولي، بملف المحمية الطبيعية لترشيحها كأفضل قطاع عياري يوضح التتابع الجيولوجي بين عصري الإيوسين (56 إلى 34 مليون سنة مضت) والباليوسين (من قبل 65 مليون سنة إلى ما قبل 55 مليون سنة).

وجاء اكتشاف التتابع النموذجي لهذه الفترة الزمنية بجنوب مصر، ليضع حدا للجدل الدائر بين العلماء في العالم حول المدى الجغرافي والزمني للتغيرات المناخية والحياتية التي تعرض لها كوكب الأرض.

وكان انتشار البراكين في البحار الشمالية والمحيط الأطلنطي قد تسبب في ضياع جزء كبير من السجل الجيولوجي بين عهدي الباليوسين والإيوسين، الأمر الذي دفع العلماء للبحث عن هذه الفترة الزمنية المفقودة في طبقات الأرصفة القارية للبحر المتوسط لأنه كان بعيدا عن تأثير البراكين والحركات الأرضية التي انتابت الجزء الشمالي من الأرض.

اللافت أن جميع المواصفات والشروط والفترة الزمنية المفقودة، قد وجدت في التتابع الرسوبي المطل على قرية الدبابية.

يشير تقرير قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة إلى أن تاريخ منطقة المحمية بدأ منذ نحو ٥٥.٥ مليون عام بانبثاق آلاف الكيلومترات من الحمم البركانية في قيعان البحار الشمالية، وارتفاع درجة حرارة قيعان البحار والمحيطات.

وقد واكب التغيرات المناخية والحياتية تغيرا    ت جيولوجية ضخمة في الجزء الشمالي الشرقي من المحيط الأطلنطي، وجاء اكتشاف التتابع النموذجي لهذه الفترة الزمنية بجنوب مصر ليضع حدا للجدل الدائر بين العلماء في العالم حول المدى الجغرافي والزمنى للتغيرات المناخية والحياتية التي انتابت الأرض خلالها. لوجود ثغرة زمنية تقدر بنحو ٢.٤ مليون سنة بين تتابع الباليوسين والإيوسين في المناطق التي وصفت بها القطاعات النموذجية لهذه العهود في أوروبا.

وتشكل فريق عمل دولي تحت إشراف اللجنة الدولية للاستراتجرافيا Stratigraphy المنبثقة من الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية يضم علماء الحفريات والطبقات والجيوكيمياء، والجيوفيزياء من دول مختلف، ومثل مصر الدكتور خالد عبد القادر عودة، أستاذ الطبقات والحفريات بجامعة أسيوط، للبحث عن تتابع رسوبي نموذجي يغطي هذه الفترة الزمنية ويصلح أن يكون مقياسا زمنيا دوليا للحد الفاصل بين عصري الباليوسين والإيوسين.

واختارت اللجنة قطاعي سمية بشمال إسبانيا، والدبابية في جنوب مصر بوصفها أدلة على هذا الفاصل الزمني، بعد أن وجدت المواصفات والشروط والفترة الزمنية المفقودة في التتابع الرسوبي المطل على قرية الدبابية من ناحية الشرق، وجرى التصويت الدولي بالإجماع في 17/2/2002 على اختيار هذا التتابع بوصفه أكمل التتابعات الرسوبية على وجه الأرض للفترة الانتقالية بين الباليوسين والإيوسين.

يقول الدكتور أحمد الدسوقي، مدير محمية الدبابية، إن علماء الجيولوجيا من 29 دولة بها قطاعات جيولوجية اختاروا ثلاثة قطاعات منها قطاع سمية بدولة إسبانيا، وقطاع بدولة فلسطين، وقطاع الدبابية، الذي توافرت فيه الشروط لوصفه قطاعا نموذجيا.

ويضيف الدسوقي أن المحمية الطبيعية بالدبابية موضوعة على خريطة السياحة الدولية العلمية، حيث يزوها المهتمون بالجيولوجيا والبيئة من مختلف أنحاء العالم.

وأشار إلى أن إدارة المحمية في طريقها لوضع خطة متكاملة لإدارة نظام الزيارة لتصبح المحمية مزارا سياحيا علميا وبيئيا على وجه العموم، موضحا أن تأسيس مبنى الإدارة للزوار هو بداية  تنفيذ الخطة، وإصدار دوريات عن المحمية.

ويوضح مدير المحمية أن الزيارات متاحة أمام الجميع بشرط إعلام الإدارة مسبقا، مشيرا إلى أن أكثر الزيارات تكون لطلاب كليات العلوم قسم الجيولوجيا والآداب قسم الجغرافيا، وكليات الهندسة وأحيانا تخصص وزارة الشباب والرياضة بعض الزيارات خلال فعاليات معينة تقوم بها، إلى جانب رحلات دولية  للعلماء من مختلف دول العالم.

ومن عوامل الجذب السياحي بالمحمية المباني الحجرية الفرعونية في الحجر الجيري الترواني، وهي كانت استراحة للعمال الذين ينقلون الأحجار لبناء معبد المعبود آمون، التي توضح لنا مصدر الأحجار التي بني منها معبد آمون بالأقصر، من مكون الحجر الجيري الترواني في جبل الدبابية.

عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير تزايدت التعديات على محيط المحمية الطبيعية بالدبابية، لكن مؤخرا قام مجلس مدينة إسنا الذي تتبعه المحمية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وتنفيذ عدة إزالات.

ويوضح محمد سيد سليمان، رئيس مجلس المدينة أنه تم إزالة 47 حالة تعد على حرم المحمية باتجاه الدبابية، على مساحة 250 فدانا.

ويضيف “ناشدنا وزارة البيئة بتركيب أسوار في نطاق أملاك المحمية، وبالفعل تم تشييد السور للحفاظ عليها بعد إزالة كافة التعديات بها”.

ويقول مدير المحمية الدكتور أحمد الدسوقي، إنه جرى مد شبكة من الطرق والمدقات تحيط بنطاق المحمية، كما جرى عمل سياج بمساحة 4 كيلو مترات لحماية المحمية، وبوابتين إحداهما ناحية الشغب والأخرى من الدبابية، وإنشاء غرفة للتذاكر لتكون مجهزة لاستقبال الزوار في إطار الخطة الموضوع على أن تكون البنية التحتية مجهزة لاستقبال الزوار، كشكل من  أشكال ومظاهر الحماية للمحمية.

الدكتور أبو الحجاج نصر الدين، مدير عام محميات  المنطقة الجنوبية، يقول إن  جهاز شؤون البيئة يسعى لتسجيل المحمية كمحمية تراث طبيعي عالمي بهيئة اليونسكو، لكن ذلك بحسب نصر الدين، له شروط عدة يجب توافرها أولا حتى يتم التقدم بالطلب، لافتا إلى سعي قطاع المحميات لتطبيق الشروط المطلوبة حتى يتم الموافقة على الطلب.

ويرى نصر الدين، أنه ينقص المحمية الترويج سياحيا وبيئيا، للتعرف على القطاع العياري النموذجي الدولي، ونشر الوعي البيئي مضيفا “قطاع المحميات استغرق وقتا في محاولات إزالة التعديات الواقعة على حدود المحمية”، متوقعا أن يزيد الاهتمام بالمحمية خلال السنوات المقبلة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل