المحتوى الرئيسى

«الوفد» تستكشف أرض الأحلام هنا "العاصمة الجديدة"

08/01 14:29

بعيداً عن الأهرامات والقلعة ونهر النيل، تبدأ خطوات تشييد عاصمة جديدة لأم الدنيا.

صممت وشيدت فى خيال المصريين. يحلم كثيرون بأن يكونوا أحد سكانها بعد أن رأت عيونهم «ماكيت» ضخما للمشروع، فهناك آمال كثيرة معلقة على إقامة العاصمة الإدارية الجديدة التى تعتبرها الدولة مشروعاً قومياً سيحقق طفرة فى التنمية والاستثمار.

تبعد العاصمة الجديدة 45 كيلو متراً من وسط القاهرة و80 كيلو متراً من مدينة السويس، و55 كيلو متراً من خليج السويس، و10 كيلو مترات من مدينة بدر.

على بعد 45 كيلو متراً من وسط القاهرة توجهنا إلى عاصمة مصر الإدارية الجديدة، تلك المدينة التى أثيرت حولها الشائعات والشكوك عن استحالة تنفيذها فى فترة زمنية قصيرة لنرصد عزيمة وإصرار أكثر من 7 آلاف مهندس وعامل يعملون مع كبرى الشركات المصرية لترى بعينك إنجازاً غير مسبوق فى تاريخ إنشاء المشاريع العملاقة.

فى الجهة المقابلة لمدينة بدر، تقع بوابة طريق فردى قديم يعرف بطريق السخنة موازياً للطريق الدائرى الإقليمى الجديد. وعلى بعد كيلو مترات يقع مدخل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة. ويجرى السماح للجميع بالدخول بعد تحصيل 10 جنيهات رسوم الطريق. وعندما تعبر بوابة الرسوم متجهاً لمواقع العمل مسافة 7 كيلو مترات، تزاحمك سيارات النقل الثقيل والمتوسط وقليل من السيارات الملاكى.

«الوفد» انتقلت إلى العاصمة الإدارية لتسلط الضوء فى السطور التالية على معدلات الإنجاز التى تحققت على أرضها.

أمام مدخل المدينة توجهنا إلى المهندس عمرو عبدالسميع، نائب رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة، فقال إن العاصمة الإدارية الجديدة تبلغ مساحتها 168 ألف فدان يتم تنفيذها على خمس مراحل.. بدأت المرحلة الأولى فى شهر أبريل الماضى وتستهدف 40 ألف فدان ويتم فيها بناء الحى الثالث.

وتضم العاصمة 8 أحياء سكنية، يتم تجهيز البنية التحتية ومنطقة الحى  الثالث السكنى، وتم إسناد عملية البناء إلى عدة شركات هى «المقاولون العرب» و«أوراسكوم» و«أبناء حسن علام» و«كونكورد» والشركة القابضة، وتضم مجموعة شركات منها شركة «العبد».

وأضاف «عمرو» أن شركتى المقاولون العرب والعبد مسئولتان عن منطقة الوزارات المسماة بمنطقة الحكم وطريق محمد بن زايد الجنوبى بمساحة 550 فداناً.

أما شركة كونكورد فمسئولة عن منطقة الإسكان وطريق محمد بن زايد الشمالى.

أما الشركة القابضة والمتمثلة فى 5 شركات، فهى مسئولة عن 1130 فداناً داخل منطقة الحكم والوزارات.

وأوضح عمرو أن العمل يتم وفق برنامج زمنى مضغوط وعلى أعلى جودة فى التجهيز والتصميم والتنفيذ، بحيث ستكون العاصمة الإدارية الجديدة نموذجاً للتشييد العالمى. وتلتزم كل الشركات فى موقع العمل بهذه المعايير بحيث سيتبع عملية توصيل المرافق العمل بالحى السكنى، بحيث تنتهى المرحلة الأولى بعد 18 شهراً من بدء العمل فى أبريل الماضى، حيث يتم الانتهاء من 25 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى منطقة رجال المال والأعمال.

وتختص الشركات بعدد من الوحدات.. على سبيل المثال شركة طلعت مصطفى ولديها 69 عمارة، وبتروجت 36 عمارة، وكونكورد 61 عمارة، والمقاولون العرب 44 عمارة.

ويضيف «عمرو» قائلاً: يجري حالياً تنفيذ أغلب الطرق الداخلية المصممة على أحدث التصميمات العالمية والتى أوشك بعضها على الانتهاء تماماً، ويأتى هذا مع قرب انتهاء تنفيذ معديات أسفل هذه الطرق لربط شبكة أنفاق دائرية داخل العاصمة بالكامل على عمق يصل إلى 60 متراً مخصصة لكابلات ومستلزمات الكهرباء، بالإضافة لعملية بدء حفر مواسير المياه والصرف، وذلك قبل صدور أوامر الإسناد ورقياً بشأن أغلبها.

والعمل يجرى ليلاً ونهاراً على قدم وساق.

توجهنا لموقع العمل بصحبة المهندس أحمد العربى، أحد ممثلى هيئة المجتمعات العمرانية.. فقال لـ«الوفد»: «تحديات وصعوبات هزمتها الأيادى المصرية، فى شهرين فقط منذ بدء العمل وصلنا إلى سقف الطابق السادس لعدد من العمائر، إضافة إلى قرب انتهاء أعمال الحفر وإزالة الصخور فى كامل منطقة الإنشاءات.

ويصف «العربى» ما تم حتى الآن بالإنجاز التاريخى الذى لا يقل عن إنجاز قناة السويس الجديدة.

ويضم الحى السكنى الثالث 8 مجاورات تم تخصيص المجاورتين الرابعة والخامسة للفيلات، وتتولى «الهيئة الهندسية للأشغال» تنفيذها.

وتم الاتفاق مع كل الشركات، على أن تقوم بالتشغيل من خلال تنفيذ 2 شدة معدنية فى وقت واحد، وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ المقاولات فى منطقتنا العربية، ما يعنى تنفيذ سقف وأعمدة فى وقت واحد لنفس المبنى، وفق معدات ومواد حديثة للحصول على أعلى جودة مع سرعة التنفيذ، ويتم إعداد جدول أعمال يومياً لرصد البرنامج الزمنى لسير العمل، وما تم إنجازه من أعمال حفر وخرسانات عادية ومسلحة وأعمدة وأسقف وغيرها من بنود الأعمال التى تجرى بشكل يومى، وقد بدأ العمل فى المجاورتين الأولى والثامنة، والمجاورتين الثانية والسابعة تتولى القوات المسلحة تنفيذهما، وجارٍ تسكين باقى المجاورات للشركات لتنفيذها، هذا فيما يخص الأسبقية الأولى ضمن المرحلة الأولى العاجلة، حيث يتم العمل وفق ورديات بمجمل 750 فرداً هم عدد العاملين فى الوردية الواحدة، بواقع 60 مهندساً، و100 مشرف تنفيذ وملاحظين، ونحو 500 عامل، ودولاب عمل «المقاولون العرب» فى منطقة إنشاء الحى السكنى يشمل 3 ورديات تتناوب العمل بشكل دورى مستمر يومياً.

أكد «العربى» أن هناك مكاتب استشارية معروفة عالمياً على رأسها شركة «فايف بلاس» الاستشارى فى عمليات تصميم البنية الأساسية والإسكان، بالإضافة إلى مجموعة من المكاتب العالمية مثل أيمن عاشور وشاكر جروب، وتختص هندسة عين شمس والمركز القومى للبحوث بمسئولية استشارى التنفيذ، بالإضافة إلى مشاركة معامل مختصة فى تحليل التربة للاستفادة من الرمال الموجودة فى عمليات البناء والردم والتأكد من مطابقتها للمواصفات.

ثلاثة خطوط رئيسية داخل العاصمة الإدارية، موازية لطريقى السويس من الجهة البحرية وطريق السخنة من الجهة القبلية، ويقطعهما الطريق الدائرى الأوسط حول القاهرة من الجهة الغربية، والطريق الدائرى الإقليمى من الجهة الشرقية، يليه فى اتجاه الشرق أيضاً الجزء الأخير من العاصمة المعروف بمنطقة الحكم الذى يصل مداه إلى إقليم القناة.

أيضاً طريق الشيخ محمد بن زايد الجنوبى والشمالى وشارع التسعين، وهى أسماء أطلقت على الطرق الرئيسية للعاصمة، حيث يتم العمل الآن بطريق الشيخ محمد بن زايد الجنوبى، ويلاحقه طريق محمد بن زايد الشمالى، إلى جانب قرب إتمام طريق شارع التسعين، الذى يصل حتى الطريق الدائرى الأوسط، مروراً بالتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة.

وهناك طرق داخلية تقطع الطرق الرئيسية، تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تزين كل 500 متر تشقها بأعلام كثيرة تأخذ ألوان الأبيض والأحمر والأسود، تجسيداً لعلم مصر ما بين طريقى الشيخ محمد بن زايد الشمالى والجنوبى ويجرى تنفيذ النهر الأخضر والمسمي بمنطقة «GREEN EREA» ضمن المخطط العام للمشروع، وتضم حدائق مركزية ومتنزهات ومنشآت أخرى متعددة الاستخدام تبلغ مساحتها 8 كيلو مترات أكبر مرتين ونصف من الحديقة المركزية فى نيويورك وأكبر 6 مرات من حديقة هايد بارك فى لندن.

حديث الحكومة والإعلام المصرى عن المدينة الجديدة لا يحمل فى طياته إلا مميزات المدينة الجديدة ومدى عظمة الفكرة والتصميم.

فحسب تصريحات خالد نجم الدين وزير الاتصالات، فإن العاصمة الجديدة ستكون سبباً فى التخلص من العشوائيات، وستوفر ملايين من فرص العمل للشباب وستؤدى إلى بناء مجمعات سكنية جديدة، بالإضافة لتوفير الوقت على المواطنين فى إنهاء مصالحهم وخدماتهم.

وتشير التوقعات إلى جذب العاصمة الجديدة حوالى 5 ملايين نسمة فى المرحلة الأولى، كما توفر حوالى 1.5 مليون فرصة عمل.

وأهمية العاصمة تأتى من قربها الشديد من المركز الصناعى اللوجيستى الذى سيقام على منطقة قناة السويس، والمتوقع أن يكون الأكبر عالمياً فى التبادل التجارى وعبور السفن فى العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل