المحتوى الرئيسى

المصير البائس لأوائل الثانوية السابقين

08/01 13:02

- من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد الاسبوعية

 سمر تزوجت وفشلت فى الحصول على وظيفة.. ونانسى توترت فى حياتها الجامعية

عبد المنعم لأوائل هذا العام: التفوق فى الثانوية «مش كل حاجة».. الحياة ليست وردى

أحمد: الدولة تهمل الأوائل.. وشيماء: المنظومة التعليمية كلها لا بد أن تتغير

«لكل مجتهد نصيب».. اجتهدوا وتفوقوا واستطاعوا حصد المراكز الأولى، وتم تصنيفهم كأوائل للثانوية العامة، فهم أوائل دولة بأكملها، تسيطر عليهم لحظات سعادتهم بإعلان النتيجة، وتملأهم بارقة أمل يريدون بها تقديم المزيد، لو استطعنا استغلال حماسهم، سنتربع على عرش العالم.

تواصلت «اليوم الجديد» مع البعض من أوائل الثانوية العامة للأعوام السابقة، وحاولت الخوض فى ذكريات لم يتفوهوا بها من قبل.

سمر أحمد عبد القادر.. السابع أدبى 2006

سمر أحمد عبد القادر عبد القادر، حاصلة على المركز السابع، الشعبة الأدبية لعام 2006 فى محافظة الدقهلية، التحقت بكلية الإعلام جامعة القاهرة قسم العلاقات العامة والإعلان، وتخرجت عام 2010، بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف، ودرست تمهيدى ماجستير فى الإعلام، وتستكمل الآن رسالتها، متزوجة ولديها طفلين «ابن وابنة».

قالت سمر: «لقد أدركت تمامًا أننى فى بلد كلما زاد فيه المستوى التعليمى للفرد؛ قلّ تقدير الدولة والناس له، حيث أُهدِر حقى كطالبة حصلت على أعلى الدرجات، وصرت من أوائل الثانوية العامة، ولم ألقَ أى تقدير مادى وحتى معنوى يكلل نجاحى».

وتبدأ فى عرض تجربتها قائلة: «حتى الآن، لم أنَل وظيفة مناسبة كأنصاف المتعلمين ذوى السلطان من حولى، وحتى عندما توافرت فرصة عمل حكومية، بناء على إعلان تم نشره من إحدى الجهات الحكومية، ضيعها الروتين، فالوظيفة كانت «علاقات عامة»، وكان الإعلان يطلب خريجى كلية الإعلام أو أقسام الإعلام فى الكليات الأخرى، وكنت أنا الوحيدة وبنت أخرى من تخرجنا من كلية الإعلام وكنا من الأوائل، فوجئت برفض أوراق تقديمى للوظيفة، وكان السبب هو «حداثة تاريخ تجديد بطاقتى الشخصية»، لأنهم يريدون الأوراق بتاريخ أقدم من صدور إعلان الوظيفة، وأنا أرى ذلك إنه إما «تلكيكة» أو «روتين» مُجحف.

ولكن نصيحتى لطلاب الثانوية وغيرهم: «حطوا فى دماغكم إن حتى لو محدش قدر مجهوداتكم، استمروا وحاولوا تحسنوا من مستواكم التعليمى أكتر؛ لأن ده فى الأول والآخر لنفسكم».

نانسى عبد الرؤوف أحمد فرج.. الخامس علمى علوم 2015

نانسى عبد الرؤوف أحمد فرج، حاصلة على المركز الخامس على مستوى الجمهورية، الشعبة العلمية لعام 2015، من محافظة الفيوم، التحقت بكلية الطب قصر العينى، وانتهت من سنتها الأولى وتستعد للسنة الثانية.

تحكى نانسى عن تجربتها بعد الثانوية لـ«اليوم الجديد» قائلة: «كنت أتخيل أننى عندما التحق بالجامعة سأكون فى نفس الدرجة التى اعتدت عليها من التفوق أو فى درجة أعلى، واعتقدت أن قدرتى على المذاكرة ستكون أفضل، لكن حدث عكس ما كنت أتوقعه، فالجامعة عالم مختلف عن الثانوية العامة بكثير، فوجدت نفسى لا أستطيع المذاكرة مثلما كنت أفعل فى الثانوية، وهناك الكثير ممن هم أفضل منى، مما أصابنى بالتوتر الشديد وأثر على النتيجة الخاصة بى فى النهاية، ووجدت أن تفوق ما بعد الثانوية ليس له علاقة بفكرة أوائل الثانوية أنفسهم».

ورسالتى للقادمين بعدى، حتى لا يتكرر نفس الخطأ الذى يقع فيه كثيرون منا: «فى الإجازة ريحوا دماغكم جدا وماتفكروش فى أى حاجة فى الدراسة وانسوا موضوع الكلية علشان لما تدخلوها تكونوا جددتم نشاطكم، وماتحسوش إنكم لسه متواصلين ومافصلتوش من بعد الامتحانات، وتلاقكوا نفسكم فجأة بدأتوا الدراسة الجامعية وانتوا مأخدوش أى إجازة ولسه مُرهقين، الموضوع بيبقى صعب فى المذاكرة وهيأثر عليكم بعدين.. الدنيا أصعب فى الجامعة».

أحمد عبد المنعم.. الأول «مكفوفين» أدبى 2012

أحمد عبد المنعم، حاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية، الشعبة الأدبية، «مكفوفين»، لعام 2012، من محافظة الشرقية، التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قسم العلاقات العامة والإعلان، وتخرج فيها هذا العام، واستطاع أن يحصد المركز الثانى على مستوى الكلية، والطالب المثالى على جامعة القاهرة.

يبدأ «أحمد» حديثه بذكرى سيئة لن تُمحى من ذاكرته، على حسب وصفه، قائلًا: «إحدى الصحف، وهى المسئولة عن تقديم رحلة كل عام لأوائل الثانوية العامة إلى أوروبا، وقع اختيار الرحلة وقتها على ألمانيا وفرنسا، ورفضت الجريدة سفرى، وعندما تواصلت مع رئيس تحريرها لمعرفة السبب تحدث معى بطريقة غير لائقة قائلًا: «مش هينفع أنت تروح، الرحلة دى عايزة الاعتماد على النفس، وأنت كفيف مش هتنفع تيجى معانا، هاخد طالب كفيف يطلع معايا يعمل إيه؟»، ووعدونى بتعويض مادى بدلًا من الرحلة، لكن لم اقتنع فأنا مثلى مثل أى طالب اجتهدت وحصلت على المركز الأول، مُعلقًا: «يعنى اللى خلانى اعتمد على نفسى وأطلع الأول يخلينى أقدر أعتمد على نفسى فى رحلة!».

واستكمل: «الموضوع وقتها أثر فى نفسيتى جامد وأنا كنت لسه صغير كان عندى 18 سنة والمفروض إنى هابدأ مرحلة جديدة فى حياتى لقيت نفسى بدل ما أفرح بأدخل فى صدام أنا فى غنى عنه، ومما زاد الوضع سوءًا ارتكبت الجريدة خطًا فادحًا معى، كتبوا خبرا كذبا فى مانشيت صفحتها الأولى بحصولى على مبلغ 30 ألف جنيه عوضًا عن الرحلة، وذلك لم يحدث، وقتها أردت رفع دعوى قضائية ضدهم، وفوجئت باتصال من رئيس تحريرها الجديد الذى تم تعيينه بدلا من  الآخر، وحاول الوصول معى لترضية مُعللًا أنه مظلوم وليس له ذنب فيما فعله رئيس التحرير الأسبق، فسافرت لتركيا مع وفد من الأزهريين وكانت لمدة أسبوع واحد فقط فى حين أن رحلة زملائى كانت لمدة شهر، مُعلقا: «يعنى أنا ثانوية عامة إيه يطلعنى مع الأزهر وناس مش من مجالى ولا عُمرى؟».

ورسالتى لمن بعدى: «ليس شرطًا أن من تفوق فى الثانوية العامة يتفوق أيضًا فى الجامعة، فهى تختلف عن الجامعة كثيرا، ففى الثانوية مذاكرتك وما تكتبه فى ورقة الامتحان هو ما يحدد مصيرك فقط، لكن الجامعة لا بد من الاهتمام بعلاقاتك وانفتاحك مع الأصدقاء وفى تواصل مستمر مع الأساتذة والمعيدين، فلا يصح أن تكون حياة الطالب كلها مُنصبة على الكتاب فقط والحفظ والصم».

«وبصفة عامة، المتفوقون والأوائل مظلومون جدا، فهؤلاء اجتهدوا كثيرا وتفوقوا، فلماذا لا نقدم لهم منحًا لاستكمال تعليمهم فى الخارج، وعودتهم مرة أخرى لبناء البلد؟! خصوصا أن التعليم فى مصر سيئ جدا»، خاتمًا كلماته: «إحنا كل مشاكلنا أن التعليم سيئ فبالتالى كل حاجة مترتبة عليه هتكون سيئة جدا، فليه مايبقاش فيه اهتمام بينا؟».

أحمد أشرف سعيد.. أول علمى علوم 2014

أحمد أشرف سعيد حسن، حاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية، الشعبة العلمية، لعام 2013/2014، من محافظة المنيا، التحق بكلية الطب جامعة القاهرة، ويستعد لبداية عامه الثالث فى الكلية.

يتحدث أحمد لـ «اليوم الجديد»، قائلًا: «تتغيرالنظرة كثيرا عن مرحلة الثانوية ففى الجامعة تسقط نظرية الحياة الوردية التى نعيشها فى الثانوية، فتصبح النظرة أكثر واقعية، ولا بد من وضع الثانوية العامة فى مكانها الصحيح، فهى مرحلة ليست كُفئا، وتقييمها ليس مقياسًا، فالاختبار الذى جعلك من الأوائل لا يتمتع بالكفاءة، وهى مرحلة أيضًا تضع بها قدمك على بداية الطريق الذى رسمته فى عقلك، ولكن لا تعتبر بداية الطريق هو الإنجاز، فالإنجاز الحقيقى هو ما تحققه بعد ذلك فقط».

ويتابع أحمد: «لا يوجد أى متابعة من الدولة للأوائل، فكل شىء ينتهى بعد التكريم، وأكثر ما أتمناه حاليًا هو إصلاح نظام الثانوية العامة من تظبيط للمناهج والتدريس ونظام الامتحانات، فهناك مشكلة فى محتوى المنهج نفسه، فهو سيئ جدا خصوصا فى مواد كاللغة العربية فمحتواها ضعيف ولا يتناسب مع طالب ثانوية فهى تصلح لطالب الإعدادى على أقصى تقدير، فالمعلومات التى يحصل عليها الطالب، يجب أن تكون على قدر من المستوى الذى يؤهله للالتحاق بالجامعة، لكى يستطيع الحِفاظ على مستوى تفوقه، ثم تأتى بعد ذلك أمنيتى الأخيرة فى اهتمام الدولة بإتاحة الفرص للمتفوقين وتقديم منح للدراسة خارج مصر، لأنه لا توجد أى منح للمتفوقين للدراسة فى الخارج فمعظمهم يكون من داخل مصر فقط».

معتصم أحمد عبد العليم.. التاسع رياضيات 2014

معتصم أحمد عبد العليم صقر، حاصل على المركز التاسع على مستوى الجمهورية، شعبة رياضيات، لعام 2014، التحق بكلية الهندسة بالجامعة الأمريكية، وكانت منحة مقدمة له كمكافأة تفوقه فى الثانوية العامة، ويستعد لعامه الثالث فى الكلية.

يتذكر «معتصم» لحظات تكريمه كطالب متفوق، ليختار كلمات يستطيع أن يصف بها الحدث قائلا: «كان مجرد وهم عشناه يومين تلاتة وبعد كده خلاص فوقنا»، ويستكمل حديثه: «لم يتم تكريمنا أو تقديرنا لا معنويا ولا ماديا، إلا إذا لو اعتبرنا أن (تابلت الإنار) الذى حصلنا عليه وقتها تكريمًا».

ويوجه معتصم رسالة تمنى أن يراها على أرض الواقع، «الفرص مش بتيجى بسهولة زى ما كنت متوقع، الموضوع صعب جدا، والحياة مش وردية، مش عايزين تكريم ولا هدايا ملهاش لازمة، لكن ممكن تساعدونا كمتفوقين إننا نتعلم تعليم كويس وتقديم منح دراسية فى الخارج».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل