المحتوى الرئيسى

حمدي السطوحي رئيس حزب العدل يكتب: في ذكرى انتهاء نظام عصبة الأمم، ماذا عن الأمم المتحدة..؟!

08/01 12:38

بالأمس 31 يوليو 2016 مر 69 عام على اعلان تصفية عصبة الأمم وانتهاء نظامها بالكامل وميلاد نظام جديد تحت مسمى الأمم المتحدة باليات وأدوات مختلفة، وقد كانت اهم أسباب انهيار عصبة الأمم هو اندلاع الحرب العالمية الثانية والتي اثبتت فشل عصبة الأمم في تحقيق أهم أهدافها وهو منع نشوب الحرب بين الدول مع عدم قدرتها الحقيقية في تحقيق مبادئها وتطبيقها على مجمل الأعضاء بجانب انسحاب العديد من الدول منها اليابان وإيطاليا مع رفض دول أخرى الانضمام اليها مثل أمريكا، وفي هذا اليوم وبعد مرور أكثر من 70 على اعلان الأمم المتحدة، الا يجب ان نسأل انفسنا هل قامت الأمم المتحدة بدورها ...؟ هل مؤسساتها فعاله ام انها مجرد ديكور ..!؟ هل النظام العالمي الحالي جدير بالأستمرار ام انه فقد قدرته وأصبح لزماً علية التنحي ...!!!؟

تلك الأسئلة ليست وليدة اللحظة ولكنها نتيجة تراكمات سنوات كثيرة من مواقف ضعيفة للامم المتحدة وقرارات مخزلة امام قضايا شديدة الخطورة وتحكم بعض الدول في خط سير النظام العالمي مع عدم احترامها والتزامها بالمواثيق والمباديء التي انشأ عليها هذا النظام، وهذا الوضع يضعنا امام التساؤل الأهم وهو هل نحن في حاجة إلى حرب عالمية جديدة حتى يولد نظام عالمي جديد ؟ وإلى متى ستظل القوى المنتصرة هي التي تضع الانظمة ومواثيقها ..!!؟

نشأة ونهاية عصبة الأمم ..

في جنيف، 18 ابريل 1946 تم اتخاذ قرار بتصفية عصبة الامم حيث عقد اخر اجتماع لها بحضور وفود 34 دولة وفي 31 يوليو 1947 تم اعلان تصفية عصبة الأمم وانتهاءها بنظامها بالكامل. هذا الكيان الذي عقد اول اجتماع له في 16 يناير 1920 بعد خطوات واجتهادات كثيرة أهمها جهود ويلسون الحثيثة لإنشاء العصبة، والتي مُنح بسببها جائزة نوبل للسلام في شهر أكتوبر من عام 1919  وسيظل كتاب السلام الدائم لأيمانويل كانط هوأول طرح لمفهوم مجتمع سلمي للأمموالذي طرحة في 1795،حيث قدم صورة فلسفية تتلخص فكرتها في تكوين عصبة للأمم للحكم في النزاعات وتعزيز السلام بين الدول. كانت فكرة كانط تتلخص في إقامة عالم يسوده السلام، ليس بمعنى أن يكون هناك حكومة عالمية، ولكن كان يأمل في أن تتعامل كل دولة بوصفها دولة حرة تحترم مواطنيها، وترحب بالزوار الأجانب، أي انه كان يهدف إلى التعايش السلمي والذي مازلنا وسنظل نبحث عنه.

الأمم المتحدة | بداية قوية وضعف دون نهاية حتى الآن ..!

في واشنطن كانت البداية بأجتماع 26 دوله في الاول من يناير من عام 1942 والتي كانت في حالة حرب مع دول المحور ووقعت على اعلان الامم المتحدة وكان أهم مطالب الاجتماع استخدام كافة الموارد في موجهة دول المحور مع عدم ابرام أي معاهدات سلام بشكل منفصل، وتعددت المؤتمرات واللقاءات الثنائية بين رؤساء الدول المنتصرة وتطورت فكرة انشاء الأمم المتحدة بداية من مبدأ حق كل الدول في السيادة، وانشاء مجموعة من المنظمات المخصصة للمساعدات حتى جاء مؤتمر مؤتمر يالطا في فبراير 1945 والذي أقر حق الفيتو، وفي 24 أكتوبر 1945 خرجت الامم المتحدة الى النور، مع تصديق 29 دولة على ميثاقها. تلك كانت البداية والتي كانت تقودها الدول المنتصرة القوية والمهيمنه على العالم في هذا الوقت والتي أقرت الميثاق واعلنت ان الدول لها الحق في السيادة فهل تحقق ذلك ؟ للاسف لا، وسيادة الدول تنتهك بأشكال وصور مختلفة ومن يحترم ميثاق الامم المتحدة هم الدول الاضعف، اما الدول العظمى فتطوع الادوات والاليات لخدمة مصالحها حتى وان كانت ضد مصالح شعوب باقي الدول.

من الاجماع إلى الفيتو ...!

اتبعت عصبة الأمم الامم اليه التصويت بالاجماع على القرارات التي تتخذها بهدف التوافق حول القرارات وتلك الالية عطلت الكثير من القرارات وهذه كانت أحد اسباب انهيار عصبة الامم، حتى جاءت الامم المتحدة للتتبع اليه التصويت بالاغلبية البسيطة ولكنها اعطت حق الفيتو لخمس دول مما أدى إلى سيطرة هذه الدول من خلال تعطيل الكثير من قرارات الامم المتحدة، فبدلاً من ان يكون الفيتو ضمانه لتحقيق اهداف ومباديء الامم المتحدة خوفاً من اتخاذ قرارات بالغلبية ضد تلك المباديء نرى ان الفيتو أستخدم في عكس مقصدة وهدفه ...!!

متى تضع الشعوب الضعيفة نظام دولياً عادلاً ..؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل