المحتوى الرئيسى

فيلم الأوليمبياد وكل أوليمبياد | المصري اليوم

08/01 00:36

مع كل دورة أوليمبية تتجدد الأحلام ويرتفع سقف الطموحات إلى عنان السماء.. وتصريحات وفلاشات ولقاءات تنطلق من هنا وهناك لنعيش جميعا أطياف الحلم الجميل، لكن وكعادتنا دائما نستيقظ من حلم حلو على كابوس مر.. عبير عبدالرحمن بطلة رفع الأثقال موهبة كنا نحلم ونطمع أن تعانق الذهب وميداليات الأوليمبياد، ومع ذلك ألقينا بها عنوة فى غرفة الإهمال وعندما تسأل عن السبب تجد فى الرد كل العجب «أصلها اتجوزت وقعدت فى البيت» والنتيجة خسارة بطلة عمرها الآن 24 سنة كانت كفيلة بحصد ذهبية فى ريودى جانيرو، والآن نقاتل من أجل إعادتها إلى الصورة استعدادا للأوليمبياد المقبلة، وحينها سيكون عمرها 28 سنة وهى بطلة أثقال عرف لعبتها الاعتزال عند سن الثلاثين.

أبكى بدل الدموع دما على بطلة فى هذا الحجم وفى دولة رائدة بحجم مصر، وأجزم أنها لو كانت فى جامايكا أو كينيا أو الهونو لولو أو أى دولة أخرى صغيرة أو كبيرة لنالت من الرعاية ما يصنع منها بطلة متوجة بالميداليات لسنوات.. تحاول المؤسسة العسكرية بحسها الرياضى ضخ دماء الحياة فى شريانها من جديد لكنى أتساءل وأين كانت مؤسساتنا الرياضية منها طوال السنوات الماضية، ولأننا أساتذة فى فن الإهمال، وبدلا من أن نستوعب الدرس وندرك المعنى نواصل كوارثنا التى لن يغفرها لنا التاريخ، فيسقط البطل العالمى إيهاب عبدالرحمن فى نفس دائرة الإهمال واللامبالاة.. بطل نعلق عليه آمالانا فى ميدالية أوليمبية يجد نفسه بين عشية وضحاها متهما بتعاطى المنشطات التى قد تحرمه من المشاركة أصلا فى الأوليمبياد، وبدلا من أن نحيطه «بكونسلتو» من المختصين طبيا ونفسيا ورياضيا، وبدلا من أن نوفر له ادويته وعقاقيره ومكملاته الغذائية كحد أدنى من الاهتمام لأي

بطل فى اى دولة فى العالم، تركناه يشترى متطلباته ومكملاته من الصيدلية وكأنه يشترى علاجا لنزلة برد أو مضاد للصداع فضربنا الصداع والصراع على مصير بطل تحول بسبب الإهمال وحده إلى أزمة تكشف عوار منظومة رياضية هشة خربة نخرج بسببها من أزمة لنسقط بسببها أيضا فى كارثة.

وإيهاب عبدالرحمن الذى سبقه كرم جابر– وهو من هو– إلى مصير مؤلم كارثى لم يكن له سبب سوى الإهمال واللامبالاة وفقدان القدرة الإدارية على احتواء بطل وقف له العالم يوما إجلالا واحتراما على إنجازاته.. يذهب أبطالنا إلى المجهول وتتسرب أحلامنا فيهم وتبقى الصورة القميئة متصدرة دائما المشهد.. خلافات بين الاتحادات واللجنة الأوليمبية.. أزمات بين أفراد.. تضارب فى الرؤى والسياسات.. وعناد وصراعات وتصفية حسابات.. والنتيجة ضياع الحلم فى كل أوليمبياد.. والسبب إصرار عجيب على سياسة الدولة داخل الدولة.

* غاب قانون الرياضة فكان منطقيا أن تنتقل المنظومة بأثرها إلى ساحات المحاكم.. صرخت.. وناديت وطالبت مرارا وتكرارا بحتمية سرعة خروج القانون إلى النور، فكان الرد «أذن من طين وأخرى من عجين»!.. لنجد كالعادة أيضا انتخابات اتحاد الكرة فى مهب الريح.. وبعيدا عن تحفظى على قائمة المهندس هانى أبوريدة وملاحظاتى على كم الخلاف الداخلى بين عدد ليس بالقليل من أفرادها، فالانتخابات الآن وقبل أن تبدأ صارت فى ساحات المحاكم ما بين طعن وتشكيك وخلافات وتلاكيك، ويبدو أننا على موعد جديد مع مشهد مكرر من نفس المسرحية الهزلية السخيفة، بعنوان «الحل هو الحل» والمجلس المنحل يعيد تعيينه الوزير، وهو مشهد سخيف يحولنا إلى أضحوكة للكبير والصغير، والسبب الإصرار على العمل بدون قانون رغم علم الجميع بأن دولة بلا قانون ما هى إلا عازف يحرك أصابعه فى غير وجود «أنون».

* الأهلى يبقى الأهلى.. ويؤكد كل يوم أنه المؤسسة الرياضية الوحيدة فى مصر التى تعمل بقانون الموروثات العظيم، الذى يشربه جيل من جيل، يخطو ويخطط وينجز فى هدوء.. على صعيد الإنشاءات امتياز، وعلى صعيد الكرة ومهما يمرد فإنه يعرف سريعا كيف يشخص الداء ويحدد الدواء.. أكثر المتفائلين كان يتوقع عودة الأهلى من المغرب بهزيمة بهدف أو تعادل على

أقصى تقدير، ولأنه الأهلى فقد أنجز المهمة بفوز كبير فارق، نقل به مؤشرات التوقعات من ظنون بخروج الأهلى أصلا من البطولة إلى ما هو أشبه باليقين فى التأهل بل والمنافسة على اللقب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل