المحتوى الرئيسى

«الجزر يقوي النظر وعروس النيل».. خرافات تناقلها الناس وتحولت إلى حقائق

07/31 20:32

تتناقل الأجيال جملًا ورثوها عن الآباء والأجداد دون أن يعلموا مدى صحتها من عدمه، ورغم تميّز عصرنا بسهولة الوصول إلى المصادر للتأكد من المعلومة، فإن الكثيرين لا زالوا يتداولون مجموعةً من الكذبات والخرافات التاريخية المغلوطة المنتشرة على ألسنة الناس.

في هذه التقرير، نستعرض 5 من أبرز الكذبات التاريخية التي يتم تناقلها بين الناس.

مقولة شائعة على لسان الكثيرين دون أن يوجد أي دليل على صحتها، ويعود أصل هذه المقولة إلى كونها خدعة موجّهة استخدمها البريطانيون في عام 1940، ووقتها هاجم الطيران الألماني المملكة المتحدة في ما أطلق عليها معركة بريطانيا، وقام الجيش البريطاني بإسقاط العديد من الطائرات الألمانية بنجاح.

وكان سر تفوق الإنجليز في تصديهم للغارات الألمانية تقنية رادار جديدة، ولكنهم لم يريدوا كشف الموضوع وشرعوا في إبقائه سرًا، ولذلك قاموا بشكل منهجي بضخ معلومات في وسائل الإعلام التي كانت تصل للألمان، مفادها بأن جنود مضادات الطائرات البريطانيين والطيارين أيضًا كانوا يتناولون كمياتٍ كبيرة من الجزر، الأمر الذي أعطاهم بصرًا حادًا ومكّنهم من إسقاط الطائرات الألمانية كالذباب.

هي قصة شهيرة تتحدث عن تسلل الجنود اليونان إلى مدينة طروادة، بعد أن ظل حصارهم لها لمدة تصل إلى 10 سنوات، فبنى اليونانيون حصانًا أجوف يستوعب عددًا من الجنود للدخول إلى المدينة من أجل فتح البوابات وإدخال بقية الجيش إلى المدينة.

لكن رغم شهرة القصة فإن العديد من أساتذة التاريخ يؤكدون أنها غير حقيقية، فإن أستاذ التاريخ بجامعة أوكسفورد البريطانية رماند دي أنغور، يؤكد أن مدينة طروادة أحرقت كليًا، فيما كان حصان طروادة الذي ذكر في ملحمة «أوديسا» الشعرية لهوميروس مجرد أسطورة خيالية، ربما تكون مستوحاة من أدوات الحصار التي تكون مغطاة بجلود الأحصنة بهدف منع احتراقها.

في مصر القديمة، كان الفراعنة يقدسون النيل باعتباره مصدرًا للحياة وللخير، لذلك رمزوا له بالإله «حابي» المتقلب المزاج؛ فتارةً يأتي بمنسوب مناسب من المياه، وتارةً يأتي بفيضان يغرق الأراضي والبيوت، أو تجف المياه نهائيًا ويقلّ منسوبها فيموت الناس من الجوع والعطش.

لذلك كان المصريون القدماء يتوددون له حتى يرضى عنهم ويعطيهم المنسوب المناسب من المياه، وذلك عن طريق تقديمهم لبعض الهدايا والذبائح من قرابين للاحتفال بوفائه، ومن هنا جاءت فكرة «عروس النيل».

وذكرت بعض المصادر الإسلامية، أن المصريين استمروا في إلقاء عروس جميلة في النيل حتى جاء الفتح الإسلامي، وأُبطلت هذه العادة على يد الخليفة عمر بن الخطاب، لكن هناك من شكك في صحة الرواية مثل الكاتب والروائي الراحل، عباس محمود العقاد، في كتابه «عبقرية عمر»، إذ قال إنها قد تكون خيالية.

ما يدعم وجهة نظر عباس العقاد، هو قصة الملك خوفو مع الساحر والتي ذكرت فيبردية «وستكار»، حيث قال الساحر للملك لخوفو: «إنكم القوم الذين تقذفون كل عام بعذراء بريئة إلى النهر قبل الفيضان، فلا تحدثونا عن قيمة حياة الإنسان».

فهزأ منه خوفو قائلًا: «أهذا ما تعتقدونه فى بلادكم؟ يالكم من جهلاء»، فرد الساحر: «هو ما تعرفه عنكم كل البلاد»، فقال فرعون: «إن ما نقذف به إلى النهر هو دمية خشبية لا حياة فيها، واحتفال وفاء النيل هو طقسٌ رمزي راق يستعصي على فهمك، لقد وضح أنك لا تعرف شيئًا، فعد إلى بلادك ولا تجعل قدمك تطأ ثانية أرض مصر».

انتشرت قصة لإمرأة تُدعى «جوديفا»، زوجة حاكم مدينة كوفنتري الإنجليزية، والتي أرادت إلغاء الضرائب الباهظة التي فرضها زوجها على الشعب.

لم يقتنع زوج «جوديفا» برأيها، وتحدّاها بأنه لن يقوم بإلغاء الضرائب الباهظة من على عاتق الشعب، إلا إذا امتطت فرسًا وسارت به في شوارع المدينة وهي عارية تمامًا، وبالفعل وافقت على القيام بهذا، ورفض الناس الخروج من منازلهم حفاظًا على كرامتها، وفي النهاية ألغيت الضرائب إكرامًا لها.

وبعيدًا عن عدم منطقية القصة، فإنها لم تظهر إلا بعد موت جوديفا بقرون، إذ كان مصدر القصة هو راهب ينتمي لدير كانت جوديفا تنفق عليه، بل ربما لم تكن مدينة كوفنتري تدفع ضرائب آنذاك.

«هل هنأتم أخاكم عيسى بعيد الميلاد المجيد؟»، جملة تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، قيلت في فيلم «الناصر صلاح الدين»، على لسان القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، لمساعده المسيحي عيسى العوام، والذي لم يكن مسيحيًا أصلًا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل