تاريخ الأولمبياد «8»| مولود القنبلة الذرية يحمل شعلة طوكيو.. وتشيكية تهزم جيوش السوفيت

استضافت اليابان النسخة الـ18 من الدورات الأولمبية عام 1964 لأول مرة في القارة الأسيوية، وشهدت تلك الدورة العديد من المفارقات، ولكن لم تتوقف المفارقات عن دورة طوكيو فقط بل استمرت حتى دورة مكسيكو سيتي عام 1968.

«التحرير» تستعرض خلال السطور التالية أبرز الجوانب التاريخية لجميع الدورات الأولمبية السابقة من نسختي طوكيو 1964 ومكسيكو سيتي 1968.

النسخة الـ18 من الدورات الأولمبية والتي أُقيمت في العاصمة اليابانية طوكيو كانت تعد أمرًا غير معتاد حدوثه، حيث إن النسخ السابقة من الدورات الأولمبية انحصرت إقامتها في أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، وقد استمرت تلك الدورة في الفترة من 10 أكتوبر وحتى 14 أكتوبر.

أنفقت اليابان في تلك الدورة 3 مليارات دولار من أجل تجديد مدينة طوكيو، وقام بحمل الشعلة الأولمبية العداء الياباني ذات 19 عامًا يوشينوري ساكاي، وبالرغم من أن ساكاي لم يشارك في تلك الدورة أو في أي دورة أولمبية إلي أن ميلاده يوم 6 من أغسطس عام 1945 وهو يوم تاريخ سقوط القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، كان كفيلا بأن يجعله حامل الشعلة، وذلك كرمزا للسلام وإعادة البناء.

أولمبياد طوكيو شهدت المرة الأخيرة لاستخدام مسار من الحمرة في مسابقات ألعاب القوى، كما إن تلك الدورة قد شهدت لأول مرة استخدام الألياف الزجاجية في مسابقات القفز بالزانة، كذلك كان لطوكيو السبق في استخدام ساعة اليد لحساب الوقت المسجل لكل متسابق في مختلف الرياضات بدلا من استخدام الساعة التي كانت تعتمد على التوقيت الرسمي.

كذلك شهدت الدورة العديد من الأرقام القياسية، حيث أصبح الإثيوبي آبيبي بيكيلا أول رياضي يفوز بمسابقات المارثون مرتين، في حين نجحت لاعبة الجمباز الروسية لاريسا لاتينينا من الوصول إلى رقم 18 ميدالية فازت بها في دورتي 1956 و1964، كما تحالف الحظ أخيرًا مع المصارع المجري إيمري بولياك والذي تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية في المصارعة اليونانية - الرومانية، وذلك عقب تحقيقه للمركز الثاني في الدورات الثلاث التي سبقت دورة طوكيو.

الدورة شهدت أيضا تسليم أول جائزة للعب النظيف، والتي كانت من نصيب فريق اليخت السويدي والذي ضم كلا من لارس جونار كال وستيج لينارت كال، وذلك بسبب ان اللاعبان توقفا عن مواصلة سباقهم من أجل مساعدة فريق آخر غرق القارب الخاص بهم.

ليبيا هي الدولة الوحيدة التي شاركت في الحفل الافتتاحي لأولمبياد طوكيو إلا أنها لم تشارك في أي فعالية رياضية، حيث إن الرياضي الوحيد الممثل لها والذي كان عداء مارثوني قد انسحب من الدورة قبل بدأ أي منافسة خاصة به.

شارك في دورة طوكيو 5151 رياضيًا منهم 4473 رجلًا و678 امرأة، وكانت للولايات المتحدة نصيب الأسد من الرياضيين المشاركين حيث شارك في 346 رياضي أمريكي، ثم جاءت ألمانيا في المركز الثاني بـ337 رياضيًا، وثالثا حلت الدولة المضيفة بـ328 رياضيًا، وقد شاركوا في 163 مسابقة في 19 رياضة مختلفة.

الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من تصدر قائمة أكثر الدول فوزا بالميداليات في دورة طوكيو، حيث فازت ب36 ميدالية ذهبية و90 ميدالية في الإجمالي العام، وحل الاتحاد السوفيتي ثانيا بـ30 ميدالية ذهبية 96 ميدالية في الإجمالي العام، وجاءت اليابان ثالثا ب16 ميدالية ذهبية و29 بشكل عام، بينما احتلت المركز الرابع ألمانيا ب10 ذهبيات و50 ميدالية بشكل عام، وفي المركز الخامس جاءت إيطاليا ب10 ذهبيات أيضا و27 ميدالية بشكل عام.

أُقيمت النسخة 19 من الألعاب الأولمبية في العاصمة المكسيكية عام 1968، والتي استمرت في الفترة من 12 أكتوبر وحتي 27 من أكتوبر.

أولمبياد المكسيك كانت واحدة من أكثر الدورات الأولمبية التي شهدت جدلا كبيرا حولها، وذلك بسبب أرتفاع العاصمة المكسيكية عن سطح البحر بقدر بلغ 2300 متر، وكان لهذا الارتفاع ميزة جيدة في مسابقات الجري لمسافات قصيرة والقفز ورفع الأثقال، إلا أن هناك عيوب أخرى قد ظهرت في المسابقات التي تحتاج قدرة أكبر على التحمل بسبب ضعف نسبة الهواء.

الارتفاع الشاهق للعاصمة المكسيكية أدى إلى تحقيق أرقاما قياسية في مسابقات الرجال لمسافات 400 متر والمسافات الأقل، وكذلك في مسابقات القفز والوثب الثلاثي الطويل، ولعل أبرز تلك الأرقام هو ما حققه الأمريكي بوب بيمون، في مسابقات القفز الطويل حيث نجح في القفز إلى ارتفاع 8.9 متر، وظل هذا الرقم مسجلا باسمه لمدة 22 عامًا.

شهدت تلك الدورة قيام العداءة المكسيكية إنريكيتا باسيليو بإشعال مرجل الشعلة الأولمبية لتصبح أول إمرأة تقوم بهذا الدور، كما إن الأمريكية وايوميا تيوس كانت أول أمريكية تفوز بسباق 100 متر مرتين، كما إن الأمريكي ديك فوسبري فاز بمسابقة القفز المرتفع للرجال عن طريق شكل جديد للقفزات والتي تعرف الأن ب"قفزة فوسبري".

كما إن دورة 1968 كانت الدورة الأولى التي يتم فيها تفعيل اختبارات الكشف عن المنشطات للرياضيين الفائزين.

الألعاب الأولمبية بشكل عام قبل دورة 1968 شهدت ظهور العديد من الأبطال العمالقة الذين تمكنوا من تحقيق العديد من الأرقام، ولكن لاعبة الجمباز التشيكية فيرا تشاسلافسكا كانت من أكثر اللاعبين نجاحًا وجذبا في تلك الفترة، حيث تمكنت فيرا من تحقيق 4 ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين، وقد كان انتصارها مثير للجدل لانه كان على حساب لاعبات جمباز من الاتحاد السوفيتي عقب شهرين من الغزو السوفيتي لوطنها التشيك.