المحتوى الرئيسى

مزاج قَلِق.. الخوف يجتاح فرنسا وألمانيا بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة

07/30 18:28

اجتاح الخوف ألمانيا على مدار 10 أيام بسبب الهجمات التي ضربتها، هجوم بالفأس على قطار في فورزبرغ والهجوم الانتحاري في أنسباخ. وحادث إطلاق النار في ميونيخ على يد متطرف يميني محب لهتلر وهجوم بالمنجل على امرأة بولندية حبلى (45 عاماً) على يد سوري (21 عاماً) في شجار محلي كما يبدو.

وفي الوقت نفسه، عانت فرنسا من الهجمات الإرهابية لفترة أطول من ألمانيا المجاورة، ويسود شعورٌ بين الكثيرين أنهم في خضم صيف لا يشبه أي صيف مرَّ بهم.

كما انتشرت قوات الشرطة المدججة بالسلاح على الشواطئ الذهبية للرفييرا الفرنسية، بينما مُنع المصطافون من حمل الحقائب الضخمة. أما الأطفال فشعروا بالخوف بدلاً من الانبهار أثناء مشاهدة الألعاب النارية، كما يُبقي الشباب في الحفلات والمهرجانات عيناً على المشهد الرئيسي وأخرى على مخرج الطوارئ.

وقاد الجدل حول الأمن في أوروبا منظمي الفعاليات المختلفة، بداية من مهرجان Wacken، المهرجان الأكبر لموسيقى الهيفي ميتال ومروراً بتواريخ جولة المطربة ريهانا في ألمانيا ضمن جولتها العالمية، إلى تفتيش حقائب جميع الزوار، ومنع حقائب الظهر تماماً في بعض الحالات.

"يتفاعل الناس بطرق مختلفة مع الهجمات"، هكذا قال بورفين بانديلو، الطبيب النفسي وخبير القلق بجامعة غوتنغن الألمانية.

"فالبعض يقول إن ما حدث سيكون هو الدافع وراء ذهابهم للمزيد من الأحداث الكبيرة، رافضين الخضوع لأي نوع من أنواع الترهيب، بينما يشعر آخرون بفقدان الرغبة في الخروج من المنزل والذهاب لمثل هذه المهرجانات وذلك لأن شعورهم بالمتعة والمرح الناتج عن الذهاب لتلك الأحداث قد تلاشى".

تقول أنيت مايستر، وهي مُعلمة في رياض الأطفال وتبلغ من العمر 47 عاماً وتقيم في برلين بأنها تشعر بالخوف على الأطفال الموجودين في الحضانة التي تعمل بها، وعلى ابنتها البالغة من العمر 17 عاماً.

وتضيف أنيت قائلة "بعد ذهاب ابنتي في نهاية الأسبوع الماضي لشارع كريستوفر لحضور مهرجان خاص، جلست وقلت لنفسي هل اتخذت القرار الصائب بتركها تذهب إلى هناك؟ أعلم أن ما أقوله غير منطقي، لكنني لم أستطع منع نفسي من التفكير في الأمر".

في صباح هذا اليوم، واستكمالاً لسلسلة الخوف التي يشعر بها الكثيرون في ألمانيا، تحدث توماس دوري كين - كاتشارز عبر الإذاعة الرسمية قائلاً "لا يوجد مكانٌ يمكن للمرء أن يشعر بالأمان فيه بعد الآن، ينتاب الكثيرين شعور بعدم الراحة أثناء استقلالهم للمترو أو القطار، لم يعد بالإمكان الحصول على الشعور بالأمان حتى داخل الكنيسة".

ومنذ بدأت تلك الموجة من التفجيرات وإطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني في باريس، فقد أصبح الباريسيون معتادين على رؤية الجنود الحاملين للبنادق خارج المدارس، وفي الشوارع بالقرب من محطات السكك الحديدية. ولكن، ومع كل هذه الاحتياطات، فمازال الوضع مقلقاً، فالجميع ينتفض ويشعر بالهلع عند سماع صوت دراجة نارية اعتقاداً منهم أن ذلك الصوت ناجم عن "هجوم إرهابي".

وتقول سيدة فرنسية رفضت ذكر اسمها، شأنها في ذلك شأن الكثيرين، وهي أم لشخصين من هؤلاء الذين كانوا متواجدين في الحفل السنوي الذي تنظمه المدينة، إن الجميع يعلم أن هذا هو ما يريده الإرهابيون، والجميع على علم بأهمية أن تمضي الحياة قُدماً بشكل طبيعي قدر الإمكان. ولكن عندما اغتيل الكاهن في كنيسته الخاصة في مكانٍ لم يسمع به أحدٌ قط ، فإن هذا يشير لاحتمال حدوث أي شيء في المستقبل. وأضافت قائلة "نمرّ الآن بفترة سخيفة، ولكنها في الوقت ذاته عصيبة ومرعبة".

ويقول فرانك، البالغ من العمر45 عاماً، ويعمل نجاراً "لم نعتد على مشاهدة التلفاز كثيراً، ولكننا اعتدنا سماع الراديو أثناء تواجدنا بالمنزل. الآن قمنا بإغلاقه، فالاستماع لهذا البث المستمر من العنف والأخبار المرعبة ليس بالأمر الجيد بالنسبة للأطفال، أو حتى لنا. كبالغين يمكننا التعامل مع ذلك الخطر بشكل عقلاني، ولكن بالنسبة للأطفال فإن الأمر مخيف للغاية".

بالقرب من فوي بومبيدو، على امتداد الطريق السريع في الجانب الأيمن من نهر السين، تقف سيارات الشرطة في كل مدخل وبجانبها حاويات ضخمة زُرع بداخلها زهور لمنع أي شخص من أن يقود سيارته وسط الحشود مثلما حدث في نيس. ويتجول أفراد الشرطة بالزي الأزرق، والجنود بالزي الخاكي باستمرار بالقرب من المهرجان، الذي يُغلَق في وقت مبكر كل ليلة لأسبابٍ أمنية.

خارج قصر بلدية باريس، الذي تُقام فيه الحفلات ليلاً خلال فترة مهرجان باريس بلاج، وُضِعت أسلاك معدنية عالية حول الساحة الخاصة بقاعة المدينة.

وقد نوه بينوا براير، المدير المسؤول عن مهرجان FNAC المباشر، عن أنه سيتم تفتيش جميع من سيدخلون إلى المهرجان، وسيتم تجريدهم من الأشياء التي من شأنها إحداث أي نوع من المشاكل. وعلل الأمر قائلاً "هذا هو بالضبط نفس الأسلوب الذي جرى استخدامه في المناطق الخاصة بالجماهير خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أقيمت في فرنسا هذا العام".

وأبدى أليكس، الذي يبلغ من العُمر 20 عاماً ويدرس القانون،عدم استغرابه من الإجراءات الأمنية قائلاً "إنه أمرٌ اعتيادي. حسناً، إنه أمرٌ اعتيادي الآن".

تبدأ مدينة بايون حفلها السنوي الشهير، والذي يستمر خمسة أيام ويستقطب أكثر من مليون زائر، يوم الأربعاء. وتقول آجني أوناينديا، المولودة بإقليم الباسك والتي تبلغ من العمر 38 عاماً، أنها ولأول مرة لن تذهب للحفل هذا العام.

وتُضيف في حديثها لفرنسا 24 "تُعد تلك الأيام الخمسة أوقاتاً استثنائية نقوم فيها بالاحتفال بتقاليدنا المحلية في إقليم الباسك، وبالتالي فإن عدم المشاركة يُعد بمثابة انتصار لهؤلاء الذين يريدون إرهابنا. يرجع قراري بعدم المشاركة إلى الخوف من التدافع في الزحام في ظل هذا الأجواء المخيفة أكثر من خشيتي من الاعتداء نفسه".

في الناحية الأخرى من البلاد، تم إلغاء أي تجمعات بشرية عند كاتدرائية ستراسبورغ كما قُيِّدَت مواعيد الزيارة بالنسبة للسياح بدءاً من الأسبوع القادم.

أما جوردان نادلر (28 عاماً) الذي يدرس الصحافة في الجامعة الأميركية في باريس فقال "إنه صراع لأجل ألا تسمح له بالتأثير على حياتك، لكنه يؤثر. بعد هجمات نوفمبر ذهبت إلى مقهى ستاربكس مع أصدقائي وحين أوقع طفلٌ كوبه قفز الجميع لخمسة أقدام في الهواء".

وتابع "كنت في لندن مع أصدقائي في الأسبوع الماضي للاحتفال، وحين فتح أحدهم زجاجة الشامبانيا وخرج غطاؤها قفزت. ضحكوا مني قائلين أن الأمر بدا وكأنني كنت في ساحة حرب".

وتحت وطأة الانتقادات الحادة والتساؤلات المطروحة حول الحالة الأمنية في نيس، أعلنت الحكومة الفرنسية عن تواجد مكثف للشرطة والجيش في جميع أنحاء البلاد، لكن مازال هناك شعور بحتمية هذا المصير.

أليكسس بولين، تبلغ من العمر 41 عاماً، تعمل في العلاقات العامة وهي مستشارة إعلامية ولديها طفلان، تقول بأن هجوم نيس "قد غيّر المنظور الذي تنظر من خلاله للساحات العامة والناس".

"ذهبتُ إلى حديقة التويلري وكانت ممتلئة بالسياح، ولأول مرة أقوم بالتفكير أن بإمكان أحدهم أن يأتي إلى هنا وينفذ هجوماً ما. أذهب إلى هناك كل أسبوع، لكن تلك كانت المرة الأولى التي أفكر فيها بذلك".

"لم أغير سلوكي لكني عندما أذهب إلى أي مكان أتأمل إذا ما كان موقعاً جيداً للقيام بهجومٍ عليه. مازلت أذهب إلى الأماكن المختلفة، لكن هذا ما يجول بخاطري".

"أصبح كل مكان عام موقعاً محتملاً للهجوم. تغيّرت المواقف بعد أحداث نيس. كانت معركة نورماندي صادمة، لكنها كانت أمراً سياسياً ودينياً.. أما الهجوم الذي وقع يوم الباستيل (اعتداء نيس) فقد جعل مخاوف الناس حقيقة".

"مهما قالت الرسائل الحكومية بأننا لن نتأثر بتصرفاتهم (أي الإرهابيين)، فمن الواضح أننا نتأثر. والحقيقة أنهم يستطيعون الهجوم في أي مكان وباستخدام أي سلاح؛ حتى الدراجة النارية تصبح سلاحاً في الأماكن العامة".

ووفقاً لبانديلو، الخبير في مسألة القلق، "فإن عقولنا لديها مركزان. يقول الأول أن الاحتمال الإحصائي لأن تكون ضحية لهجوم إرهابي أمرٌ بعيد للغاية. في حين يقول المركز الآخر :ولكني مع ذلك أشعر بالرعب إذا كان هناك رجل ذو لحية سوداء يجلس في حافلة أو ترام. "نظام القلق" لا يتأثر بذلك الاحتمال الإحصائي".

الهجمات الأبرز في فرنسا وألمانيا منذ 2015

1. باريس 7-9 يناير/كانون الثاني 2015

مقتل 17 شخصاً في الهجمات على مكتب شارلي إيبدو.

2. نيس 3 فبراير/شباط 2015

استهداف 3 جنود يحرسون مركز الجالية اليهودية في هجوم بسكين.

3. باريس 19 أبريل/نيسان 2015

اعتقال طالب جزائري للاشتباه في إطلاقه النار على امرأة في سيارتها وقتلها.

4. سان كانتان- فالافييه 26 يونيو/حزيران 2015

رجلٌ يقتل رئيسه في العمل ويقطع رأسه، بالإضافة لمحاولته تفجير مصنع للغاز.

5. قطار أمستردام – باريس 21 أغسطس/آب 2015

مواطن مغربي يفتح النار على متن القطار، لكن الركاب ينجحون في التغلب عليه.

6. باريس 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015

مقتل 130 شخصاً في هجوم مسلح على بعض المطاعم وعلى مسرح باتاكلان.

7. فالنس 1 يناير/كانون الثاني 2016

رجلٌ يحاول مهاجمة القوات التي تحرس مسجداً.

8. باريس 7 يناير/كانون الثاني 2016

رجل، مغربي المولد، يشهر ساطوراً محاولاً مهاجمة مركز الشرطة.

9. ماغنافيل 13 يونيو/حزيران 2016

مقتل ضابط شرطة وزوجته في منزلهما في هجوم بسكين.

10. نيس 14 يوليو/تموز 2016

مقتل 84 شخصاً على الأقل في هجوم بشاحنة خلال احتفالات يوم الباستيل.

11. فورزبرغ 18 يوليو/تموز 2016

إصابة 5 أشخاص على متن قطار جراء هجوم بفأس شنه لاجئ أفغاني يبلغ من العمر 17 عاماً.

12. روتلينغن 24 يوليو/تموز 2016

لاجئ سوري (21 عاماً) يقتل امرأة بمنجل ويصيب اثنين آخرين.

13. ميونيخ 22 يوليو/تموز 2016

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل