المحتوى الرئيسى

محمود شعبان: الانفجار قادم لا محالة

07/30 17:44

هذه هي الحلول لعمل مصالحة شاملة في مصر

مصر في حالة حرب مع الله وتقوم بعمل كل ما يغضبه

لن ينصلح حالنا إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية

أكد الداعية محمود شعبان، أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، أن الدولة المصرية في حالة حرب مع الله، لأنها تقوم بعمل كل ما يغضبه، منها القروض الربوية والمجاهرة بالذنوب وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، مشيرًا إلى أن كل هذه الأمور تعجل بانفجار قادم.

وأضاف شعبان خلال حواره مع "المصريون" أن المخرج الوحيد لإنقاذ مصر مما هى فيه هو تطبيق شرع الله عز وجل، والمصالحة المجتمعية الحقيقية بين كل فئات المجتمع وإنهاء حالة العداء والكراهية المتبادلة بين فصائل المجتمع.

** كيف ترى الوضع السياسى الحالي؟

**مصر في حالة حرب مع الله فدولة قائمة على القروض الربوية وقد أمر الله بالانخلاع من الربا ثم قال بعدها: «فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله»، فهل تطيق أمة حرب الله عز وجل؟ الإجابة لا.. مصر الحاصلة على المركز 139 من بين 140 دولة في جودة التعليم لم ير رئيس جامعة القاهرة سببًا لتدهور التعليم في مصر سوى النقاب فحرَّم وجرَّم النقاب في الجامعة، والعُرى والإباحية ليسا مرفوضين لأنهما من باب الحرية، أما المنتقبة فمحرومة من الحُرية بعيدًا عن شرعية النقاب وأنه شرعة العلى الوهاب أين المتشدقون بالحرية؟

عشرات الآلاف في السجون وخلف كل واحد قصة من المظالم والحقوق الضائعة، والبنات اللائي اغتصبن والأرواح التي أزهقت هذا الإفساد الذي حدث يقول إننا في حالة حرب مع الله الذي قال: «إن الله لا يصلح عمل المفسدين»، وقال: «إن الله لا يهدى كيد الخائنين»، وقال: «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» الآيات من سورة يونس ويوسف ويوسف تباعًا، تمثل سنة كونية وقاعدة ربانية فعمل المفسدين لن ينصلح، والله إذا أراد أمرًا يسر أسبابه، والعجيب أن الآيات الثلاث أتت في سياقات تتحدث عن مصر؛ فالآية الأولى قالها سيدنا موسى لسحرة فرعون في مصر، والثانية قالتها امرأة العزيز بعد اعترافها بأنها التي راودت يوسف عن نفسه وبينت أن الله لا يهدى الخائنين وكان ذلك فى مصر، والثالثة كانت تعليقًا على ما أراده الله من الخير لسيدنا يوسف بعد ما فعله إخوته طلبًا للخلاص منه لكن العزيز قال لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا، أتت الجملة تعليقًا على ذلك لبيان قدرته وحكمته سبحانه. وإراقة الدماء واستباحة الأموال والأعراض وكثرة المظالم في السجون كل ذلك إفساد وليس إصلاحًا، وربنا أخبر أنه لا يصلح عمل المفسدين، والذين يظنون أن القوة العسكرية البشرية والقبضة الأمنية الغاشمة تكفى لحكم الناس بالحديد والنار واستمرارهم في قيادة الأمة، تأتى الآية الأخيرة تخبرهم بأن الله غالب على أمره ولن يعجزه أحد من خلقه مهما كان قدره وقدراته.

وانظر إلى فتوى حرمة المجاهرة بالفطر في نهار رمضان والحرب المستعرة على الأزهر ورجاله ودار الإفتاء، والمقالات التي كتبت تحذر من "أسلمة مصر" تدرك أننا في حالة حرب مع الله؛ فالغرب للأسف يبحث عن أخلاق الإسلام وتربوياته ونحن أبناء الإسلام نحاربه، وانظر إلى وزير الأوقاف الذي جعل درس القيام سبع دقائق بحد أقصى عشر دقائق، والخطبة ثلث ساعة بحد أقصى ومكتوبة وتقرأ من الورقة، والاعتكاف بالبطاقة وبإذن الأمن، وانظر إلى كمَّ الدعاة والقُراء الممنوعين من الخطابة والإمامة وتجريف منابع الدعوة تدرك أننا في حالة حرب مع الله.

وهو هو وزير الأوقاف الذى يرى ويسمع روائياً صغيراً يقول رفضاً لفتوى حرمة المجاهرة بالفطر فى نهار رمضان «مصر مش إسلامية والمجاهرة بالفطر مش جريمة يا ولاد الـ.......»، وآخر يخبر أن هذا الشهر أصابه بالاكتئاب، وكُويتب صغير يقول «حديث صوموا تصحوا محض خرافة وهناك أضرار طبية بالغة للصيام الكل يكتمها خوفاً من توحُّش الفكرة الدينية»، ولسنا هنا بصدد الرد العلمى والشرعى على افتراءات هؤلاء إنما أستدل بذلك على حرب دين الله من خلق الله الذين كتب فى بطاقاتهم فى خانة الديانة مسلم.

وانظر إلى رمضانهم الذي يريدونه ومسلسلاته وأفلامه وانظر إلى مئات الملايين إن لم يكن المليارات التي أنفقت ليخرج المسلم من رمضان كما يريدون، وانظر إلى عدد مشاهد السجائر والمخدرات والعُرى والرقص والجنس والخيانة، فأنا أتابع ذلك من خلال جرائد مصر وحديثها عن ذلك الذي رفضوه هم ورأوه كثيرًا خرج من حد الاعتدال إلى الابتذال عند أهل الفن أنفسهم، وسل عن علة سكوت الأزهر والأوقاف عن هذا في وقت الشجب والاستنكار في أماكن أخرى وسياقات أخرى.

وانظر إلى حالة العداء بيننا وبين دول عربية وإسلامية وحالة الود والصداقة بيننا وبين إسرائيل التي احتلت أرضنا واغتصبت ودنَّست مقدساتنا تدرك أننا في حالة حرب مع الله.

وانظر إلى روائي صغير يريد أن يصعد السلم الكبير وأن يصل لقمته في وقت قصير فيصور في روايته مشهد زنا بأبشع الكلمات التي يعف القلم عن ذكرها كما عف القاضي عن ذكرها في حيثيات حكمه بحبسه، وانظر إلى الدفاع عنه وعن حرية الإساءة للدين والخلق وانظر إلى الهجوم على الأزهر وعلى مادة ازدراء الأديان، فيريدون أن تكون الأديان كل ما هو مباح حتى يحققوا الحرية التي لن تحدث من وجهة نظرهم إلا على أنقاض الدين.

وانظر إلى منسوب البحث والعلم ظلمًا وزورًا وهو لا يجيد أن يقرأ في كتاب الله ولا أن يفهم كلام السلف انظر إليه وهو يهاجم القرآن والسنة والتراث الذي دار حولها من كتب التفسير والحديث من أئمة الدنيا، وانظر إليه وهو يكذب على الله في حلقاته وينفى أن التوراة حُرّفت ويقول هذا باطل فالتحريف كان في المعنى فقط بحيث يفتون الناس على خلاف ما أمر الله ويشرح قوله تعالى «أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه» يشرحها خطأ ويتناسى جاهلاً ومُدلسا قوله تعالى بعدها «فويل للذين يكتبون الكتاب بأيدهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون» الآيتان 75 و79 من سورة البقرة، وبعد كذبه على الله وجرأته على تراث السلف الذي يريد أن يلغيه بجرة قلم وبعد السب والشتم لتراث المسلمين الذي لم يفهم منه قليلا ولا كثيراً لضعف الآلة العلمية عنده وبعد الحكم عليه قامت الدنيا ولم تقعد دفاعًا عنه وصنعوا منه بطلاً وبدأت الدنيا تتباكى على الحرية، وفى السجون عدد لا يعلمه إلا الله من أهل العلم والدعوة والعمائم التي كانت تقوم لها الدنيا احتراماً وإجلالاً هؤلاء في السجون لا يسأل عنهم أحد ولا يرثى لهم أحد لأنهم قالوا كلمة حق، بالنظر لذلك تدرك أننا في حالة حرب مع الله.

وحينما تقرأ قول الله «ومن قُتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف فى القتل إنه كان منصوراً» من الذي وعد المظلوم بالنصر إنه الله، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ربه في الحديث القدسي إنه قال عن دعوة المظلوم: "وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين"، وحينما تقرأ قول الإمام ابن تيمية «إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة لأن الدنيا تقوم بعدل وكفر ولا تقوم بظلم وإسلام» تدرك ساعتها حجم الواقع الذي نحياه والمظالم التى أصبحت عنوانًا لخلق الله؛ فإننا نحيا ظلما وحربًا على الله يستحيل معه أن تنهض أمة أو تتقدم خطوة.

وإذا نظرت إلى الأزمة الاقتصادية الطاحنة والديون وفوائدها الفاحشة والأسعار التى تنهش ما تبقى من أجساد الفقراء وعدم الإحساس بهم فى منظومة ربوية ظالمة يزداد الغنى فيها غنى والفقير فقراً، وانظر إلى القرارات التى يُراعى فيها الأغنياء والمستثمرون على حساب المطحونين من عامة شعبٍ نصفه تحت خط الفقر، وانظر إلى الطبقة الوسطى التى تتآكل حتى كادت تتلاشى وهى ميزان الأمم الناهضة، وانظر إلى 1% يمتلكون أكثر من 50% من الثروات، وانظر إلى براءات تتابع لمن نهبوا المليارات وأفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية عشرات السنين، وانظر إلى عودة رموزهم للمشهد السياسى والاقتصادى بفجاجة، وانظر إلى حجم الشباب فى السجون تدرك مدى خصام مصر مع مستقبلها وحربها عليه، وانظر إلى القرارات التي تأخذ لمصلحة الفقير ثم يُتراجع عنها لمصلحة الأغنياء كقرار وزير الزراعة بمنع الاستيراد ثم عودته فى قراره بعد ضغوط رجال الأعمال، وقرار ضريبة البورصة 20% الذى تراجعوا عنه بعد قرصة أذن من رجال الأعمال فتراجعت الدولة إلى مكانتها الطبيعية فى خدمة رجال الأعمال، تدرك أن الانفجار قادم قادم لا محالة كما يقولون لكنى لا أنتظر الانفجار وإنما أنتظر فرج الواحد القهار، فما أراه أن الله لن يُمهل الظالمين أكثر من ذلك فهو يُمهل ولا يُهْمل ويُملى للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته؛ فالظالم زائل لا محالة والباطل مدحور والحق منصور كيف؟ لا أدرى لكنى أدرى أن الله على كل شيء قدير. هذا توصيفى لواقعنا بكل أمانة وذاك توقُّعي.

** قلت في نهاية الإجابة على السؤال السابق إن الانفجار قادم، هل تعنى ثورة جديدة؟

** أنا لم أقل الانفجار قادم إنما قلت إنهم يقولون الانفجار قادم وأنا لا أنتظر الانفجار وإنما أنتظر فرج الواحد القهار وقد شرحتها بعد ذلك.

** أين المخرج وكيف الحل؟

** إن أمةً أكبر مصائبها أنها تحارب الله لابد لها من الصلح مع الله بالتوبة إليه والاستقامة على شريعته فلا حل لمصر إلا بشرع الله بل ولا حل لمشكلات العالم كله إلا فى شريعة الله، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو كان بيننا لحل مشاكلنا كلها فى أقل من فترة شرب كوب عصير، ولا أقول ذلك مبالغة ولا دروشةً فلسنا دراويش لا نعى ما نقول؛ إنما أقوله وأنا أعي ما أقول بكل دقة فربنا قال «ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء» ونبينا – صلى الله عليه وسلم – تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

** هذا كلام دعوى إنشائي لا يوجد ما يُلْمس منه في الواقع؟

** الإسلام دين ودولة وهو صالح لكل زمان ومكان ولا حل لمشاكلنا إلا بالإسلام وسأعطيك مثالاً عجيباً لم يتطرق إليه أحد أدل به على ما خفى مما لم يتطرق له أحد من علمائنا المحدثين ألا وهو الصيام، فالصيام يحل كل مشاكل المسلمين ويصنع أمة العزة التى تقود ولا تُقاد، بل الصيام دعوة للثورة ضد النفس فهو أول دعوة للثورات فى تاريخ الأمم.

**إن إيضاح ذلك يحتاج فهمًا دقيقًا لمعانى الصيام حتى يتسنى لنا أن نفقه عن الله مراده من صيام خلقه له، وبيان ذلك أن الصيام لغةً الإمساك، وشرعاً الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وجميع المفطرات من الفجر الصادق إلى المغرب بنية، وهذه الأمور التى تُمنع منها فى نهار رمضان إذا نظرت إليها وجدتها كانت حلالاً فى ليل رمضان وقبل رمضان، ووجدتها فيك فطرة وغريزة فأنت بفطرتك إذا جعت أكلت وإذا عطشت شربت، أتى رمضان جعت ولم تأكل وعطشت ولم تشرب ما الذى حدث.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل