المحتوى الرئيسى

كيف ستكون علاقات ترامب وكلينتون بالدول الخارجية؟

07/30 16:11

قارنت صحيفة "وول ستريت جورنال" بين موقفي مرشحي الرئاسة الأميريكيين، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لكل منطقة مهمة في العالم، بناء على تصريحات كل منهما خلال حملاتهما الانتخابية.

وذكرت الصحيفة مواقف كلا المرشحين من روسيا، والصين، وأوروبا والبريكيست، والهجرة والمكسيك، والعراق، وإيران، وتنظيم الدولة وسوريا، وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى رؤيتهما للإسلام والمسلمين، وحلف الناتو، وكوريا الشمالية.

لم يكن ترامب صريحا حول إقامة تحالف جديد مع روسيا، ولكن في الوقت ذاته صرح بأن إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق ستساعد على تخفيف التوتر حول سوريا والعديد من الدول الأخرى.

في الوقت ذاته كانت هناك سلسلة من المدح والإعجابات المتبادلة بين الرئيس الروسي والمرشح الجمهوري، بالإضافة إلى أنه هناك علاقات جيدة أكثر بين كبار مستشاري ترامب وروسيا.

ويرى العديد من السياسيين أن فوز ترامب يعتبر هدية لموسكو.

ورفض ترامب الإدعاء بأن الروس اخترقوا شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية، وسربوا رسائل إلكترونية مساعدة لمرشح الحزب الجمهوري، بل إنه دعا روسيا للبحث عن مراسلات كلينتون خلال عملها وزيرة خارجية، وهو تصريح تسبب بالقلق لدى الحزبين.

وفي المقابل، وصفت كلينتون بوتين بـ"البلطجي"، ووصفت أيضا العلاقات بين روسيا وأمريكا بالمعقدة، وقالت خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2008، إن بوتين "عميل (كي جي بي)، وهذا يعني أنه دون روح"، وعلق بوتين على ذلك قائلا: "أظن أن من المهم أن يكون لدى زعيم أي حكومة عقل على الأقل".

لكن كلينتون حققت المزيد من التعاون بين البلدين عندما كانت وزيرة للخارجية، ووقفت مع بوتين في عام 2009 لأخذ صور وهما يضغطان على مفتاح كبير، كتب عليه "reset"، أي إعادة العلاقات إلى سابق عهدها.

ولكن مع نهاية وظيفتها وزيرة للخارجية، كتبت كلينتون مذكرة خاصة للرئيس، تحذره فيها من أن العلاقات مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوياتها.

العلاقات بين أمريكا والصين معقدة منذ عقود، حيث كانت هناك تشابكات اقتصادية بين البلدين، وينظر إليهما على أنهما قوتان كبيرتان في أنحاء مختلفة من العالم، وهناك في العادة خلافات بين أمريكا والصين على قضايا، مثل السياسات الخارجية والتجارية، لكن الزعماء الأمريكيين في العادة يتجنبون محاولة عقاب الصين؛ خوفا من جعل المشكلة أسوأ. 

وصف ترامب في أول خطاب له الصين بأكبر أعداء أمريكا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية، وقال إن الصين متلاعبة في المال، وإنه سيحارب القرصنة، ويهدد الصين بتعرفة عالية إن لم توافق على إعادة صياغة الاتفاقيات التجارية.

كما صرح المرشح الجمهوري بأنه سيزيد من الوجود العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي عقابا لها لأنها تعتبر بعض الجزر الصناعية هناك جزءا من أراضيها، وأضاف أنه سيزيد من عقوبة سرقات الملكية الفكرية.  

من جهتها هاجمت كلينتون سجل الصين في مجال حقوق الإنسان، ووصفت العلاقة مع الصين بأنها تنطوي على تحديات، لكنها علاقة "إيجابية وتعاونية وشاملة". 

وحاولت كلينتون خلال عملها وزيرة خارجية دفع الصين للموافقة على المعايير الجديدة للغازات الدفيئة، وركزت في خطاب لها في 2010 على حرية الإنترنت، وانتقدت الصين وتونس وأوزباكستان؛ لزيادة رقابتها على الإنترنت، وكانت إحدى المسؤولين الأمريكيين الذين أطلقوا الاجتماع السنوي بين أمريكا والصين، الذي يركز على القضايا الاقتصادية والاستراتيجية عام 2009.

- أوروبا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:

انتقد ترامب بشدة الزعماء الأوربيين؛ لعدم فعلهم ما يكفي لمحاربة تسلل الإرهابيين عبر حدودهم، وقال إن لدى فرنسا وبلجيكا قوانين تجعل من الصعب على المسؤولين الأمنيين القيام بإحباط الهجمات الإرهابية، وأضاف أن القيود الموجودة على امتلاك الأسلحة في تلك البلدان منعت المدنيين الأبرياء من حماية أنفسهم خلال الهجمات الإرهابية.

وفيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، امتدح ترامب البريطانيين لتصويتهم على مغادرة الاتحاد، وقال إن على ألمانيا وغيرها من البلدان أن تدفع لأمريكا المزيد من الأموال لحمايتها، أو أن تتحمل مخاطرة خسارة الدعم الأمريكي.

فيما تتحدث كلينتون كثيرا عن دعم حلفاء أمريكا في أوروبا، لكنها قالت إن على أوروبا رصد تحركات المقاتلين العائدين إلى أوروبا من سوريا والعراق، وقامت بأكثر من خمسين زيارة لدول أوروبية خلال عملها وزيرة خارجية، وهي على علاقة بالعديد من الزعماء والدبلوماسيين هناك، وحذرت من خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن الصوت البريطاني في الاتحاد الأوروبي ضروري.

بالرغم من أن الهجرة التي في العادة ما تتسبب بخلافات سياسية في أمريكا هي الهجرة من المكسيك ومن أمريكا اللاتينية، إلا أنها انتقلت حديثا لوضع قوانين للأشخاص الفارين من مناطق غير مستقرة، مثل سوريا وغيرها من المناطق غير المستقرة في الشرق الأوسط.

ودعا ترامب إلى بناء جدار عازل طوله 1000 ميل، بتمويل من المكسيك؛ لحماية الحدود الجنوبية لأمريكا، وحتى يتم بناء هذا الجدار، وعد ترامب بأن "يحجز" على التحويلات المالية "الآتية من الأجور غير القانونية" المرسلة من العاملين في أمريكا إلى المكسيك، ويريد أن يضاعف عدد ضباط الهجرة والجمارك إلى ثلاثة أضعاف، ووعد بتسفير حوالي 11 مليون مهاجر لا يحملون الوثائق، يعتقد أنهم يعيشون الآن في أمريكا. 

ودعا ترامب إلى إيقاف العمل بإعطاء الجنسية لكل من يلد في أمريكا، ووعد بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا؛ لأنه يعتقد أن المكسيك تستخدمها لتحقيق فائض تجاري كبير ضد أمريكا.

أما كلينتون فدعت إلى تجديد لقوانين الهجرة، بما في ذلك طريق للحصول على الجنسية لمن هم في أمريكا بطريقة غير شرعية، عدا المجرمين، كما أنها تدعم الإجراءات التي تقوم بها إدارة أوباما لحماية الملايين من الترحيل، بما في ذلك الأطفال والشباب، الذين جيء بهم بطريقة غير قانونية لأمريكا، بصفتهم أبناء أو آباء لمواطنين أمريكيين.

ومع أن كلينتون كانت تنتقد اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا، إلا أنها أصبحت أكثر تحفظا لدى الحديث عنها.

في الوقت الذي هاجم فيه ترامب قرار جورج بوش الأبن لغزو العراق عام 2003، واعتبر إن ذلك ساعد على إطلاق موجة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استمرار الفوضى، ومع أن ترامب قال إنه عارض الغزو في وقته، إلا أن منتقديه يقولون إن معارضته لم تكن بذلك الوضوح، كما أنه لم يحدد كيف سيتعامل مع العراق، عدا عن قوله إنه سيتعاون بشكل أكبر مع الأكراد.

في المقابل، فإن كلينتون صوتت بصفتها عضوة في مجلس الشيوخ عام 2002، لصالح الغزو، وهو ما يهاجمها ناقدوها عليه، وقد اعتذرت عن ذلك، وزارت العراق مرة واحدة عندما كانت وزيرة خارجية في أبريل 2009، وانتقدت الجيش العراقي؛ لعدم فعل المزيد لحماية العراق من تنظيم الدولة، وامتدحت القوات الكردية؛ لقتالها في شمال العراق، ودعت إلى الضغط على العراق "لترتيب بيته السياسي"، وإنشاء حرس وطني.

هاجم ترامب الاتفاقية النووية بشدة، حيث اعتبر أن أمريكا سمحت بذلك بوصول 150 مليار دولار مجمدة لإيران مقابل تنازلات بسيطة، ودعا إلى إعادة التفاوض على الاتفاقية، مع أنه لم يشرح ماذا يريد من تلك المفاوضات، ودعا إلى مضاعفة العقوبات مرتين أو ثلاث؛ للحصول على التنازلات من إيران.

أما موقف كلينتون من إيران فكان أكثر صلابة من موقف أوباما، ومع أنها أيدت الاتفاقية النووية، إلا أنها انتقدت الحكومة الإيرانية لمعاملتها للبحارة الذين اعتقلتهم في المياه الإقليمية، وقالت إن إيران تخرق قرارات مجلس الأمن بتجريبها للصواريخ البالستية، ودعت إلى فرض عقوبات جديدة.

وكانت كلينتون جزءا من تشديد العقوبات على إيران، وجزءا من تذويب جليد العلاقات مع إيران.

قال ترامب إنه لن يشرح خطته الكاملة لهزيمة تنظيم الدولة؛ لأن ذلك سيلغي عنصر المفاجئة فيها، لكن قال إنه سيستهدف عمليات النفط التابعة للتنظيم، وقال إن الأمر قد يحتاج إلى 30 ألف جندي لهزيمته.

كما اقترح المرشح الجمهوري للتعامل مع المشكوك بانتمائهم لتنظيمات إرهابية، تغيير القوانين الدولية التي تحرم التعذيب، واقترح قتل عائلات الإرهابيين، كون ذلك وسيلة لردع الآخرين.

أما بالنسبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فإن ترامب قال عنه إنه سيئ، لكنه لم يدع إلى الإطاحة به، ويرى أن موقع روسيا أفضل من أمريكا في إحداث تغيير في سوريا.

أما كلينتون فترى أنه يجب أن يؤدي السنة والقوات الكردية دورا أكبر في محاربة داعش، ودعت إلى تكثيف الغارات الأمريكية في العراق وسوريا لهزيمة التنظيم، ودعت للحد من إمكانيات التنظيم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والتدريب، كما دعت إلى تعاون شركات التكنولوجيا في ذلك، وقالت إن على أمريكا أن تؤدي دورا أكبر في حل الأزمة الإنسانية الناتجة عن موجات الهجرة من سوريا.

وطالبت كلينتون بإقامة منطقة حظر جوي في سوريا، وهو ما يتوقع أن يضع أمريكا في صدام مباشر مع روسيا، التي تقوم بقصف قوى المعارضة، وانتقدت كلينتون لقولها عام 2011 إن بعض المسؤولين الأمريكيين يعدون الأسد مصلحا، وقالت إن ذلك لم يكن رأيها أو رأي البيت الأبيض.

دعا ترامب إلى المزيد من الدعم لإسرائيل، وعمل على بناء الجسور مع إسرائيل، برفضه للاتفاقية النووية مع إيران، وأقلق بعض الإسرائيليين عندما قال إنه سيحاول أن يكون محايدا في أي محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ثم هدأ من قلقهم قائلا إنه من الصعب البقاء محايدا، وخطب في مارس في إيباك، قائلا إنه سيتبنى مواقفهم، وقال في خطابه في كليفلاند إن إسرائيل هي أهم حليف لنا في المنطقة.

أما كلينتون فانتقدت مقاربة ترامب للتعامل مع إسرائيل، وحاولت الاصطفاف بقرب مع الزعماء الإسرائيليين في موضوع الأمن، وقالت إن علاقتها مع القيادات الأمنية الإسرائيلية يزيد عمرها على 25 عاما، ودافعت عن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية، وتدفع نحو المزيد من المساعدات الأمريكية؛ لتطوير الدفاعات ضد الصواريخ، وتطوير أجهزة كشف الأنفاق التي تبنيها حركة حماس في غزة. 

دعا ترامب بعد أيام من قيام رجل وزوجته بقتل 14 شخصا في سان برنارديو إلى منع تام للمسلمين من دخول الولايات المتحدة، حتى تحدد السلطات ما الذي يحصل، ووجد الاقتراح صدى جيدا لدى الناخبين الجمهوريين، لكنه وجد نقادا في الحزبين؛ لكونه يتعارض مع الدستور، كما أنه لا يمكن تطبيقه. 

وقال ترامب إن التهديدات القادمة من المتطرفين الإسلاميين خطيرة جدا، ولذلك فإنه يجب أن تكون هناك إجراءات جديدة لحماية البلاد، ثم بدأ يخفف من لهجته في مقابلاته الإعلامية، فمن المنع التام وصل إلى اقتراح عدم إدخال أي شخص دون تدقيق شديد. 

Comments

عاجل