المحتوى الرئيسى

وداعاً تيسير قبعة

07/30 00:35

لا يمكن تخيل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» من غير مناضل كبير من طراز تيسير قبعة، فهذا الرجل اتصل اسمه باسم الجبهة منذ انطلاقتها بعد أحداث ايلول الأسود في الأردن نهاية ستينيات القرن الماضي وصولا الى ذروة توهجها مع العمليات في الداخل الفلسطيني والخارج مع القائد الفذ وديع حداد، الى نضالها في لبنان بلوغا حتى إسهامها الكبير في الانتفاضتين الاولى والثانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

الحديث عن تيسير قبعة لا يمكن فصله أبدا عن الحديث عن الجبهة بقيادة الرمز المناضل الكبير الدكتور جورج حبش. هو تاريخ من النضال الوطني الفلسطيني والقومي العربي. تاريخ لفصيل لم يضع البوصلة نحو فلسطين في أي يوم من الأيام. هو تاريخ مضيء يسجل للجبهة بأنه حتى في ذروة التباين مع حركة «فتح» بزعامة ياسر عرفات حول العديد من المسائل، التنظيمية والسياسية، لم يسجل في تاريخ الجبهة غير حرصها التام على الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة البندقية الفلسطينية وتحشيد القوى في خدمة المعركة مع العدو الصهيوني.

تاريخ تيسير قبعة هو جزء من هذا التاريخ الفلسطيني المضيء، غير انه يمكن الإضافة اليه، مناقبية هذا الرجل وبعده عن كل أشكال التمظهر الفارغ حتى في ذروة قوة الثورة الفلسطينية وإمساكها بأوراق كثيرة عسكرية وسياسية على الساحة اللبنانية، فلم يعرف عن تيسير قبعة إلا تواضعه وحرصه على نسج أفضل العلاقات مع القوى الوطنية اللبنانية ومسارعته الى لجم أي احتكاك كان ينشأ بين الفصائل العسكرية اللبنانية والفلسطينية لانعكاس ذلك بنظره على صورة منظمة التحرير الفلسطينية التي هي حركة تحرير لا أهداف لها خارج دائرة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وبهذا مثّل تيسير قبعة أنموذجا للمناضل اليساري الفلسطيني الوطني والقومي الذي عرف كيف يربط على المستويين النظري والعملاني بين ما هو وطني وقومي وأممي وما هو نضال بالفكر ونضال بالبندقية ونضال لتكريس قيم العدالة الاجتماعية في نطاق مخيمات الشتات الفلسطيني وتحسين شروط عيش الاخوة الفلسطينيين فيها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل