المحتوى الرئيسى

رصاصة في القلب.. والفاعل مجهول!

07/29 15:40

ما زالت تعيش فى حالة حزن وبكاء مستمر تترقب متى يتم كشف حقيقة ما حدث لنجلها، الطفل الصغير الذى راح ضحية طلقة غامضة لم يعلم أحد من أين أتت ومن الفاعل، ليسقط «الطفل» على الأرض مبتسما ووجه كله نور وكأن الملائكة تزفه إلى الجنة.

تصرخ الأم، وتتساءل إذا كان «على» نجل أحد المسئولين بالوزارة هل كان سيستمر الفاعل مجهولاً؟ أسبوع على الحادث ولم تتوصل التحريات إلى الفاعل الحقيقى.

هذه هى بداية كلمات الدكتورة «بسمة محمود» والدة الطفل «على محمد» 7 سنوات الذى لقى مصرعه أثر طلقة غامضة عقب خروجه من نادى سموحة بالإسكندرية فى حوارها مع «الوفد».

تضيف «بسمة» وسط طوفان دموعها: حتى هذه اللحظة لم أصدق أن طفلى راح فى أقل من ثانية ولم أصدق أننى لن أسمع صوته مرة ثانية وآخذه فى حضنى، طفلى ضاع منى ولا أعرف بأى ذنب قتل، وما الذى ارتكبه ليموت هذه الموتة البشعة، أنا ووالده طوال حياتنا مسالمين ونعيش فى حالنا ونحب الناس والحمد لله محبوبين بين زملائنا، زوجى ضابط شرطة لكن لا يوجد عداء لنا مع أحد لأن عمله بعيداً عن المباحث الجنائية وليس له عداء مع الإخوان ولا غيرهم، فهو محبوب من الجميع، نحن أسرة بسيطة تزوجنا منذ عام 2002 وأنجبت طفلى الأول «عبدالله» 13 عاماً ثم «على» 7 سنوات، كانا كل حياتنا، وهدفنا الأول هو إسعادهم، كانت حياتى كلها لشغلى وأسرتى فقط، ولكن كنت دائماً أخشى عليهما من الخروج بمفردهما، نتيجة لكم الحوادث التى نسمع عنها ولم أعلم

أن الموت يراقب طفلى من بعيد، مثل باقى زملائهم طلبوا منى أن ينضموا إلى النادى للالتحاق بأحد الأنشطة الرياضية لإخراج مواهبهما، وبالفعل التحق طفلى الكبير بـ«كرة القدم» فى فريق الناشئين وحصل على عدة بطولات، والتحق «على» بفريق السباحة لأنه كانت هوايته المفضلة منذ صغره.

وتتابع الأم المكلومة: منذ أن بدأ «على» يدرك الأمور شعرت بأنه ليس مثل باقى الأطفال بل كان رجلاً صغيراً فهو كان يعتمد على نفسه فى كل شىء دائماً ينظم حجرته ومكتبه وليس مثل باقى الأطفال، بل كان «ملاكاً» يعيش معنا كان عندما يسمع الأذان يتوجه للوضوء ويصلى، كان دائم الاستغفار ويطلب من والده الاستغفار ويقول له «نفسى تدخل الجنة معايا يا بابا» كنا دائماً ما نسمع هذه الجملة منه ونقول إنه كلام أطفال لم نعلم أنه كان يشعر بما سوف يحدث له، رغم اهتمامى بشقيقه الأكبر من أجل دراسته، إلا أن مدرسى «على» كانوا يمدحون فيه ويؤكدون أنه سيكون من المتفوقين خاصة أنه كان دائماً يقول «أنا نفسى أكون ضابط من أجل تحقيق العدل وأجيب للناس حقوقهم» لم يعلم أنه سيكون ضحية لمجرم ليس لديه أى مشاعر أو قلب ليقتل طفلاً فى عمر الزهور.

تستكمل الأم حديثها وهى تبكى: قبل الحادث بأيام قررت تغيير مواعيد «على» فى تمارين النادى كى تتناسب مع مواعيد شقيقه «عبدالله» حتى أستطيع أن أوفق بين عملى وتدريباتهما، واتصلت بكابتن النادى واتفقت معه على يوم الأربعاء وكان أول مرة نذهب النادى بعد تغيير مواعيدنا، ومثل أى يوم توجهت أنا وعلى وشقيقه إلى نادى سموحة وكان بداية تدريب «عبدالله» وجلست معهما أنا وصديقتى ونجلتها حتى إن جاء ميعاد تدريب سباحة «على» عقب الانتهاء من تدريبه قررنا الخروج للغداء خارج النادى، تكريماً له لتفوقه فى التدريب ووعده الكابتن بأنه سوف يقدم له فى أول بطولة قادمة للناشئين، ونظراً لأن النادى كان به ازدحام شديد وسيارتى بعيدة قررت صديقتى توصيلنا إلى أقرب مطعم من النادى، توجهت صديقتى بالفعل لإحضار سيارتها وأخذت على وأثناء خروجنا من بوابة نادى سموحة رقم 3 وأثناء عبور الطريق فوجئت بنجلى يسقط من يدى توقعت أنه بيهزر خاصة أن وجهه كان مبتسماً، وقفت أرفع يده وأقول له «بلاش الهزار الثقيل ده يا على» ولكنى فوجئت بأن جسمه كله يسقط منى على الأرض، صرخت فى الشارع أطلب من الناس تنقذنى ولم أعلم ما حدث لطفلى، حضر بالفعل شاب وقام بحمل طفلى وتوجه به إلى العيادة الموجودة داخل النادى، وهناك الطبيبة أخبرتنى بأنها لم تعلم سبب إغمائه، ثم قامت إدارة النادى على الفور باستدعاء سيارة إسعاف وتوجهت إلى المستشفى وهناك أخبرنى الطبيب باكتشافه ثقب فى الرأس وقرر إجراء أشعة له وهنا كانت المفاجأة، تبين أنها رصاصة دخلت من الرأس وتركزت بالفك، بعد ساعة أخبرونى بأن طفلى توفى، لم أشعر بنفسى إلا وأنا فى حالة إغماء، أنا مؤمنة بقدر ربنا ولكن ما حدث لطفلى ليس موتاً فهو «اغتيال براءة طفل، نعم ابنى راح ضحية من؟ لم أعلم».

وطالبت «بسمة» اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وجميع المسئولين بالتدخل لمعرفة الجانى الحقيقى المسئول عن مصرع طفلها؟ وتكرر بحسرة: لو كان نجل وزير أو مسئول كانت حقيقة الرصاصة الغامضة كشفت خلال 24 ساعة ولكن «رصاصة على» ما زالت غامضة.

ونفت «بسمة» ما تردد بوسائل الإعلام من أن سبب الحادث هو مشاجرة أمام بوابة النادى مؤكدة أن هذه الرصاصة الغامضة «كاتم صوت» لأنهم لم يسمعوا أى طلق نارى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل