مدير مهرجان وهران يكشف لـ "العين" أسباب فوز "نوارة" بالجائزة

لم يكن مفاجئاً أن يحصد فيلم "نوارة" المصري الجائزة الكبرى في مهرجان وهران للفيلم العربي، فقد صنع يوم عرضه الاستثناء لدى النقاد والجمهور على حد سواء، بسبب الامتزاج السحري لمشاعر الفرح والحزن الذي ينتاب مشاهده من ثورة مصرية ألهمت الملايين.

أهم جزء حاز على إعجاب لجنة التحكيم في مهرجان وهران وجمهوره في فيلم "نوارة"، هو تناوله للثورة المصرية من زاوية خاصة جداً، تحديداً من خلال التعرض لمشاعر المرأة المصرية وكشف الغطاء عن كثير من الملامح الإنسانية التي اعترتها، ولا سيما معاناة الفقراء واستمرارهم في البذل على أمل أن تنصفهم الثورة يوما.

يقول محمد علال المدير الفني لمهرجان وهران، إن "نوارة" من أهم ما أنتجته السينما المصرية في السنوات الأخيرة، لأنه قيمة فنية تأتي في زمن طغت فيه السينما التجارية على الساحة الفنية، ولم ينج منها إلا قليل من الأفلام المستقلة في الآونة الأخيرة، خاصة فيلم "الاشتباك" للمخرج محمد دياب الذي كان من بين المنافسين على السعفة الذهبية بمهرجان "كان" الفرنسي.

وفي تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية يوضح علال أن اللقطات الإنسانية داخل الفيلم كان لها تأثير السحر عليّ خاصة ذلك المشهد الذي انتفض فيه الكلب دفاعا عن رفيقته نوارة، وهو مشهد وفقت فيه المخرجة هالة خليل لأنه جسدت به قيمة "الوفاء" التي أصبحت عملة نادرة في زماننا.

وأكد محمد أنه كان على تواصل مباشر مع المخرج محمد ملص رئيس لجنة التحكيم، وما لفت انتباهه هو ذلك التمازج القوي الذي ظهر بين الممثلة منة شلبي التي فازت بدور أحسن ممثلة في المهرجان والمخرجة هالة خليل، وبدت ملامحه ظاهرة في الفيلم من خلال قدرة المخرجة على توظيف موهبة الممثلة في هذه التجربة الجديدة للعمل بينهما.

وكشف المدير الفني للمهرجان أنه تحدث مع المخرجة هالة خليل بعد تتويجها، وقد عبرت عن سعادتها البالغة لما يحققه هذا الفيلم من حضور في العالم العربي، مشيرة إلى أن "نوارة" عزيز على قلبها كإنسانة أولا قبل أن تكون مخرجة، لأنه يذكرها بمشاركتها كامرأة في ميدان التحرير أيام ثورة 25 يناير المصرية.