المحتوى الرئيسى

القصة الكاملة لحاجز نفسى أسقطته سيارات «شريرة»! | المصري اليوم

07/28 07:45

M3 من السيارات التى كنت أحبها جدا، مثلى مثل الملايين من عشاق السيارات حول العالم. كانت السيارة التى لا نعتبرها دائما حلما بعيد المنال. سوف يكون امتلاكها من السهل يوما ما!. ظلت المشاعر تجاه هذه السيارة تحديدا متأججه، مع مرور السنوات. فى ٢٠٠٧ تمت دعوتى لتجربة نسخة M3 من طراز E92 فى مدينة «مالاجا» على حلبة Ascari. شاركنى الاختبار الزميل والصديق العزيز تامر الشاذلى من جريردة الأهرام، والحقيقة أن هذه النسخة تحديدا كانت أخر M3 أقع فى غرامها، قبل أن يتكون بينى وبينها حاجزا نفسيا كبيرا جدا جدا. أذكر تجربتى للسيارة وقيادتها على منعطفات حلبة Ascari التى تعتبر خطيرة نوعا ما، السيارة ليست الأسرع ولكنها لا تعتمد فى المقابل على أنظمة الشحن التربو!، القوة النقية كما وصفتها فى مقال سابق، دورات المحرك العالمية والصوت المعدنى المميز، السيارة كانت كاملة بمقاييسنا كرجال، فنحن لا ننتظر الكمال من النساء، ولكننا نرى الكمال فيما يعجبنا فيهن ونقتنع به أيضا. هكذا كانت M3 بالنسبة لى فى ٢٠٠٧!، ليست كاملة وليست قوية جدا، مقعد السائق لم يكن الأفضل ولكنها كانت رائعة، قوة السيارة وصوتها وأسلوبها المثير فى الهجوم على المنعطفات كان رائعا، أذكر أنها كانت تشجعنى باستمرار لزيادة السرعة. باختصار كانت رائعة.

ثم جاء الحاجز النفسى بينى وبين M3 بعد ذلك!، قبل أن تنتهى دورة حياة الجيل السبق من الفئة الثالثة E92 بعدة شهور، بدأت تصلنا أخبار غريبة بعض الشيء. أعتقد أننى كنت واحدا من الآلاف أو ربما الملايين حول العالم الذين لم تسعدهم تلك الأخبار!. مبدئيا سوف يتم تغيير اسم السيارة!، سوف تنقسم الفئة الثالثة إلى ثالثة ورابعة!، بذلك سوف يتم تغيير اسم M3 إلى M4!. قصة الاسم كانت عاطفية نوعا ما، ولكنها مختلفة تماما عن قصة أخرى. قصة نظام الشحن التربو!، عندما كنت أقود السيارة السابقة فى أسبانيا، جمعتنى جلسات طويلة جدا مع مجموعة كبيرة من مهندسى الشركة، وبالطبع تم ذكر سيارات مرسيدس AMG ومقارنتها بطرازات M!، وكان المهندسون يتحدثون بهدوء وبابتسامة «خبيثة» نوعا ما، محاولين إهانة السيارات المنافسة باعتبارها تستخدم أنظمة الشحن، فى حين أن سيارتهم لا تعرفه. وأذكر أننى سألت أحدهم سؤال مباشر جدا وقتها. قلت له هل تعتقد أن قسم M سوف يستخدم يوما ما أنظمة الشحن التربو؟ والحقيقة أن الرجل كان صريحا جدا معى فى ذلك الوقت وقال لى ربما يحدث ذلك مع السيارات التى لا تمتلك تاريخ M مثل سيارات X ذات الدفع الرباعى ولكن سيارتين لا يمكن بالطبع أن يستعينا يوما ما بأنظمة الشحن وهما M3 و M5.

لا مساس بـM3 و M5!

هكذا أجاب المهندس على السؤال!، قطع الشك باليقين، M3 و M5 لن يستخدما نظام الشحن التربو، لأنها تظل ميزة لدينا فى مواجهة طرازات AMG التى تعتمد بالكامل على أنظمة الشحن. فجأة وجدت أننى مطالب أن أتقبل أمرين أولا أن السيارة لم يعد اسمها M3 وهو الاسم الذى ارتبطنا به لسنوات طويلة وكان رمز «مقدس» للأداء لكل محبى السيارات حول العالم. السيارة أصبحت M4، أما M3 فسوف تحتفظ به السيارة ذات الأبواب الأربعة!، مثل الفئة الثالثة والرابعة. وجدت نفسى مطالب أيضا أن أتقبل أن السيارة التى تغنت بها BMW وأكدت أنها لن تحمل يوما محركا بشاحن تربو، أصبحت الأن تحمل محرك ستة أسطوانات بشاحن تربو بدلا من المحرك الكبير ذو الثمانى أسطوانات!، والحقيقة أننى لم أكن متسامحا بقدر يجعلنى اتقبل الواقع الجديد بهذا الشكل. علما بأننى شخصيا ليس لى موقفا محددا من محركات التربو، لا أفضلها ولكنى لا أكرهها أيضا. بل أننى أقدر عددا كبيرا جدا من السيارات الرياضية التى تستعين بأنظمة الشحن. لكن أحيانا يكون من الصعب تقبل الواقع خصوصا وإن كان الطرف الثانى هو من عاند وأكد رفضه لمعايير الصناعة الجديدة.

لذلك لم أقم بقيادة السيارتين M3 و M4 الجديدتين، رغم تواجدى فى ميونخ لعدة مرات، ورغم قيادتى لسيارات أخرى تحمل علامة BMW، كان الحاجز النفسى أقوى فى الحقيقة من السيارتين، وحتى وإن كان التصميم يعجبنى كثيرا، وخاصة M4. قرأت تقارير الصحافة العالمية حول السيارة، ولم تكن إيجابية بالقدر الممتاز. الكثير من الشكاوى حول نظام التعليق والتوجيه، لا أعرف تماما نوع رد الفعل الذى دفع عددا كبيرا جدا للإجماع حول تلك المشكلة، حتى أن قطاع M نفسه انتبه وقرر أن يقدم شيئا جديدا يتحدى به جميع تلك الانتقادات، ولنكون منصفين فإن الانتقادات واردة جدا فى حالات سيارات الأداء الفائق، وغالبا الضبط المثالى لها لا يكون مع السيارة الأولى فى كل جيل، الأمر يتطلب اختبارات ومسافات يجب أن تقطعها السيارة حتى تتمكن الأقسام الرياضية من تحسين الأداء.

فى يناير الماضى استيقظنا على خبر مهم من BMW، قطاع M يقدم باقة معدلة للسيارتين M3 وM4 تحت اسم Competition Package، وأكدت الشركة وقتها أن الباقة ترتقى بأداء السيارة بشكل «مدهش» على حد وصفها، بالتأكيد لم تقول أنها تتلافى مشاكل الطرازات الأولى من السيارتين. واستقبلت الخبر ككاتب وصحفى متخصص فى السيارات، نشرته دون أن تحرك تلك الباقة الجديدة فضولى لتجاوز الحاجز النفسى، ولم أفكر أو أحاول تجربة السيارة. منذ ثلاثة أسابيع كنت أختبر سيارة BMW الجديدة M2 على حلبة «هنجارورينج» بالمجر، وانقسم برنامج التجربة لقسمين، الأول على الحلبة والجزء الثانى على الطرق العامة. قيادة M2 كانت أساسية على الحلبة فقد كان الحدث خاص بها، أما فى الجزء الأخر فكان هناك اختيارات متعددة بين M2 و M3 و M4 و M6. ولم يكن من الحكمة أن اختار M2 لأننى سوف أختبرها على حلبة الفورميولا1-، لذلك حاولت التغاضى عن الحاجز النفسى وقررت قيادة السيارتين M3 وM4 فى رحلة الذهاب والعودة، وبالطبع كانتا من طراز Competition الذى يتفادى جميع نقط ضعف السيارة وفقا لما تقوله BMW.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل