المحتوى الرئيسى

صابون العرب لا يغسل القلوب ولا الوجوه | المصري اليوم

07/28 00:55

كانت المغرب أبعد نظرا حينما قررت ألا داعى لاجتماع القمة العربية بعد أن أخذت رأى هذه الدول.. ولكن المستفيدين من هذا الكيان أصروا على الاستمرار فى هذه التمثيلية!! وقالوا مثل ريا وسكينة «اللى عليه الدور» ففرحت المسكينة موريتانيا.. كل قادة العرب سيجتمعون عندها.. فكانت الخيمة الضخمة المكيفة فى حديقة القصر «رحم الله القذافى» ملك الخيمات العربية!! وقالوا إنها «قمة الأمل».. فخاب الأمل، لم يحضر سوى ثمانية رؤساء من 22 دولة حتى رؤساء الوزارات لم يحضر سوى أربعة فقط.. والباقى المندوبون الدائمون فى الجامعة!! لماذا إذن كانت الخيمة والسفر و... و«الخيبة»!! ودغدغة القلوب عند حسنى النية الذين لم يتعظوا من التاريخ!! قالوا إنها «دورة نكون أو لا نكون» فإذا بها «دورة لن نكون»!!.. لا أعتقد أن هناك اجتماع قمة فى السنوات المقبلة!! حتى الأخ بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، اعتذر عن عدم الحضور لأول مرة منذ عام 1945!!

الكل معذور.. الموضوع لا يستحق السفر.. سيفتح الستار على نفس المسرحية.. عدة خطب تردد نفس الكلام طوال اليوم الأول.. فى اليوم الثانى تلاوة «البيان النهائى للاجتماع»!! وعلى فكرة هذا البيان من الصعب صياغته ويحتاج لوقت كاف لكى تنتقى عبارات إنشائية تصلح لأى عام أو عصر.. بيان يصلح لسنوات ماضية طويلة وسنوات قادمة أطول!! بيان خال من قرار واحد محدد تم الاتفاق عليه.

اجتماع قمة «يرحب» بمبادرة فرنسية عابرة قديمة تدعو لمؤتمر دولى للسلام.. لم يحدد موعده ولا الدول المشاركة. ولم يناقش الاجتماع مبادرة مصر التى اتخذت فيها عدة خطوات آخرها زيارة سامح شكرى، وزير الخارجية، لإسرائيل واجتماعه بنتنياهو ثم اجتماعه بزعماء فلسطين لوضع الخطوط الرئيسية لاجتماع رباعى فى شرم الشيخ بحضور الأردن.. وربما كان هذا هو السبب الرئيسى لعدم سفر الرئيس السيسى فى آخر لحظة بعد صدور البيان النهائى «الهزيل»!!

حتى حكاية اتفاق العرب على مرشح واحد لرئاسة اليونسكو لم يتم مجرد التفكير فيه خلال المؤتمر رغم مناشدة كل وسائل الإعلام.. حتى لا نعيد مأساة انتخابات «الفيفا» التى خسرها العرب بفارق ثلاثة أصوات من مجموع 260 صوتاً!! ثم تقول لى عندنا جامعة دول عربية.. كان عندنا زمان فى الفترة من 1945 إلى 1952 عندما كان عبدالرحمن باشا عزام أول أمين عام للجامعة.. ولما فكرت.. مجرد تفكير.. ثورة يوليو فى إقالة عزام باشا أرسل استقالته فوراً.

قل لى أيها الصحفى المخضرم القديم:

- ماذا كان يفعل عبدالرحمن باشا عزام لو كان معاصراً لهذا الوقت العصيب الذى تمر به الدول العربية الآن؟؟

كان المنسترلى باشا قد تبرع بقصره مقراً لجامعة الدول العربية قبل بناء المبنى الموجود حالياً.. عزام باشا فى مثل ظروفنا الحالية كنت لا تجده كثيراً فى مكتبه بالقصر.. كنت تجده سراً دون أن يعلم أحد فى دمشق مثلاً يقابل بشار الأسد ثم يقابل زعيم المعارضة ولن يغادر سوريا إلا بالتقاء وجهات النظر بدرجة تسعين فى المائة مثلاً.. قبل انعقاد مؤتمر نواكشوط مثلاً.. أمال جامعة عربية إيه.. ولازمتها إيه. ومثلاً فى العراق واليمن.. لا تقل لى داعش والإخوان والإرهاب.. ممكن تجده فى قطر ثم أمريكا وتركيا.. مكوك.. لا تقل لى كيسنجر.. لوضع حد «للضباب» الذى يكتنف هذه العمليات.

- هل تعلمون قصة استقالة عزام باشا؟؟

- حسناً.. فى حديقة جريدة «المصرى» المشهورة كان الكلام عن المكوك عبدالرحمن عزام العائد من توه من اليمن بعد أن أقنع سيف الإسلام الانضمام إلى الجامعة كعضو عامل وليس عضواً مستمعاً فقط.. وقال رجال الثورة إن عزام يعمل وكأن الجامعة «عزبته».. يعمل ما يريد.. وبدأ الكلام عن إقالته فوراً.. فأخذ أخى أحمد فهمى، مدير تحرير جريدة «المصرى»، سيارته وذهب فى جنح الليل إلى حلوان، حيث يسكن عزام باشا وأبلغه بالأمر.. فكانت استقالة عزام باشا على مكتب الرئيس محمد نجيب فى الصباح الباكر!!.. ومن يومها.. كما ترون ما يحدث فى نواكشوط!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل