المحتوى الرئيسى

بعد غلاء الذهب| «السوهاجية» يعزفون عن الزواج.. ورجل دين: لا يمكن إلغاء المهور

07/27 22:28

وكأن ما وضع على عاتق الآلاف من الشباب من مسئوليات ليس بالكاف حتى يفاجئوا بغلاء أسعار الذهب ليصل سعر الجرام 465 جنيهًا، خلال أسبوع زمن، ولم يستقر بل في ارتفاع مستمر، وقد وصل الأمر إلى قرار البعض منهم بالعزوف عن الزواج بمحافظة سوهاج، وكلا ينتظر جهود الدولة لصد موجة غلاء الأسعار التي ضربت كل السلع والمنتجات دون رادع .

قال أحمد إيهاب، أحد الشباب المقدمين على الزواج، إن الكثير من أولياء أمور الفتيات لا يراعون الحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد كافة وبالتالي تعد علينا نحن كشباب، ويطالبون بعدة أشياء هى ليست في مقدورنا كشباب في مقتبل الحياة ومن بينها  "الشبكة" التي قد تصل إلى 50 ألف جنيه أو 100 في بعض القرى ولا يقبلون بأقل من ذلك ، مؤكدا أنه لن يتزوج أحد إن ظل الحال على ما هو عليه في الغلاء.

ويشير علاء فتوح، أحد أبناء قرية الحسنة بمركز طما شمال المحافظة ، إلى أن القرية يشتهر بها المغالاة في المهور والمبالغة في "الشبكة" ولا يوجد أسرة تتنازل عن شراء شبكة تقدر بـ3 كيلو ذهب للفتاة وهو ما جعل الشباب يعزفون عن الزواج من تلك القرية، ومن يقدم على الزواج من شباب القرية يبحث عن فتاة من القرى المجاورة التي لا تغالي في المهور والشبكة.

واختلفت حسناء محمد، إحدى فتيات سوهاج، مع فكرة تخفيض المهور، مؤكدة أن المهر والشبكة من حق الفتاة، كما أنها تتكلف وأسرتها مبالغ طائلة في تحضيرات الزواج وكلا من الفتاة والشاب عليهما التزامات وواجبات تجاه بعضهما البعض.

ودشن عدد من أبناء الحريدية بمركز المراغة مبادرة للمطالبة بعدم المغالاة في المهور، كما شملت المبادرة مطالبة أولياء الأمور وأولياء الفتيات بعدم التدقيق في أمور الذهب نظرًا لغلائه في الوقت الراهن، على أن يتم استخدام المبالغ التي تحدد للذهب في أمور أخرى بالزواج، وأكد مدشن المبادرة على أنه سيتم تطوير الفكرة من خلال محاولة إشراك كبار العائلات والمؤثرين والعواقل لكي يتم نشر الفكرة وتطبيقها على أرض الواقعة وألا تكون مجرد فكرة عقيمة ممنوعة من التطبيق.

وفي السياق ذاته دشن أيضًا أبناء مركز البلينا جنوب المحافظة الفكرة ذاتها لمقاطعة شراء الذهب للمقدمين على الزواج تحت شعار "بلاها شبكة".

ومن جهته قال مدير إدارة المساجد بأوقاف سوهاج، الشيخ عبدالرحمن اللاوي، لا يمكننا المطالبة بإلغاء المهور كلية حيث أنها ركن أساسي في الزواج، يقول تعالى: "وأتوا النساء صدقاتهن نحلة"، أي أنه حقًا شرعه الله تبارك وتعالى، ولكن لم يحدد الشرع مقداره أو نوعه وليس من الضروري أي يكون المهر من الذهب وإنما هي عادة الناس وعرفهم، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل أراد أن يتزوج، "ألتمس ولو خاتم من حديد"، كما أن الإسلام دعا إلى التيسير في المهور وعدم المغالاة.

وتابع، "اللاوي"، قائلا: إن الرسول أكد في حديثًا نبويًا على عدم المغالاة، فقال صلى الله عليه وسلم، "خير النكاح أيسره"، وفي رواية أخرى، "خير الصداق أيسره"، ضاربًا صلى الله عليه وسلم مثالاً حيًا لذلك حينما أقدم على زواج "ابنته فاطمة"، من سيدنا علي رضي الله عنه، فكان مهرها "درعًا" لعلي، أمره النبي أن يعطي هذا الدرع لفاطمة كمهرًا لها.

وأوضح، أن الدين حث على تخفيف المهور على الشباب وراغبي الزواج من أجل التيسير وحتى لا يتعثروا في الزواج الذي أحله الله فيقعوا في المحظور من المفاسد، كما أن المهور قد لا تعفي الفتاة من الوقوع في الزواج غير المتكافئ، فإذا خطبها من ليس بفكء في دينه وأخلاقه حينها ستصبح الحياة أيضًا مستحيلة بينهما وشاقة، يقول الرسول الكريم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل