المحتوى الرئيسى

لماذا باتت ألمانيا هدفاً للإرهاب؟

07/27 12:24

"لماذا يكرهوننا؟" سؤال تردد في وسائل الإعلام الأمريكية كثيراً في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. لكن في ألمانيا اليوم، أضحى الوضع مختلفاً، إذ بات واضحاً منذ سنوات لدى الأجهزة الأمنية ولدى الرأي العام أيضاً أن ألمانيا قد تتعرض لهجمات إرهابية في أي وقت. ولطالما حذر وزير الداخلية توماس دي ميزيير من "خطر داهم".

وهذا ما تأكد خلال الأسبوعين الماضيين، إذ شهدت ألمانيا هجومين - الأول نفذه لاجئ باكستاني يشتبه في أنه يحمل أوراق أفغانية مستخدماً فأساً وسكيناً داخل قطار بين مدينتي فولفسبورغ وأوكسنفورت، بينما نفذ الثاني لاجئ سوري باستخدام عبوة ناسفة كان يحملها في حقيبة للظهر ببلدة أنسباخ جنوب ألمانيا.

منفذا هذين الهجومين اتضح انتماؤهما إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ذلك أن مقطع فيديو لمنفذ هجوم فولفسبورغ وهو يشرح أسباب تنفيذه الهجوم ويتبناه لصالح التنظيم انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما أعلن التنظيم الإرهابي بنفسه عبر بوقه الإعلامي عن مبايعة منفذ هجوم أنسباخ له قبيل تنفيذ الهجوم - الذي قتل فيه وحده وجرح فيه 12 شخصاً آخر.

لكن لورنزو فيدينو من معهد الدراسات السياسية الدولية في ميلانو يرى في السياسة الخارجية الألمانية سبباً لذلك، إذ يقول: "منذ بداية التواجد العسكري الألماني في أفغانستان، فقد أصبحت ألمانيا - من وجهة نظر الحركات الجهادية - جزءاً من الحملة الأمريكية ضد الإسلام". كما أن وجهة النظر هذه أصبحت أكثر تأكيداً بعد مشاركة ألمانيا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وبالرغم من أن المتشددين الإسلاميين ينظرون إلى الغرب كله كهدف لهجماتهم، إلا أن خبير الإرهاب الألماني رولف توبهوفن يعتبر أنه "منذ أن قامت ألمانيا بدعم قوات البيشمركة الكردية في العراق في حربها ضد ’داعش’ بالأسلحة والتدريب، أصبحت ألمانيا على رأس قائمة الأهداف".

هذا ويوضح فيدينو أن السياسة الخارجية ليست وحدها مسؤولة عن جعل ألمانيا هدفاً، مشيراً إلى أنه في دول مترددة مثل السويد وفي دولة محايدة مثل سويسرا تم الكشف عن وإحباط مخططات للقيام بهجمات هناك. ويرى الباحث في معهد الدراسات السياسية الدولية أن ذلك مرتبط بالتركيب اللامركزي للإرهاب الجهادي، ذلك أن الحركات تتألف من العديد من الأفراد الذين تربطهم أواصر متباينة القوة مع تنظيمات مثل جبهة النصرة أو القاعدة أو "داعش".

ويقول لورنزو فيدينو إن هؤلاء الأفراد مستقلون في اتخاذ قرار القيام بهجوم في مكان ما، ويضيف: "إذا ما كنت تعيش في السويد وكنت - عملياً أم أيديولوجياً - مرتبطاً بالحركة، فإنك تتصرف وفقاً لقاعدة التفكير عالمياً والتصرف محلياً".

بالنسبة للجهاديين الذي ترعرعوا في الغرب، فإن الدوافع السياسية الداخلية، كالشعور العام بالتمييز ضدهم، على نفس القدر من الأهمية مثل الدوافع السياسية الخارجية.

أما عاصم الدفراوي، أحد أهم الملمين بالبروباغاندا الجهادية، فيذكر بأن الهجمات على الغرب باتت منذ وقت طويل جزءاً هاماً من أيديولوجية تلك الحركات الجهادية، على الرغم من أن "داعش" يعتبر الاستثناء في هذه النقطة، لأن أتباعه فضلوا التركيز على بناء "الدولة" في العراق وسوريا، بحسب ما يقول الدفراوي.

لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!

بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".

وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.

في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".

وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.

وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.

حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.

لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.

وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.

يواخيم هيرمان، وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية - التي شهدت ثلاث عمليات قتل وترهيب من إجمالي أربع عمليات خلال أسبوع واحد - يقول إن الهجمات الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قانون اللجوء الألماني والأمن في مختلف أرجاء البلاد.

وإن لم يصدر أي تعليق بعد عن المستشارة الألمانية أو وزير داخليتها بشأن عزمهما تشديد قانون اللجوء الذي قدم بموجبه العام الماضي أكثر من مليون لاجئ، أغلبيتهم من السوريين، إلا أن المخاوف الأمنية تبقى قائمة، حيث كثفت الشرطة من تواجدها في كل المرافق العامة الحساسة. ولكن الأكيد أن ما حدث في ألمانيا خلال أسبوع، لن يمّحي من ذاكرة العديد من الناس.. أملا في ألاّ يستغلها اليمنيون المتطرفون لصالحهم!

ويفيد المحلل السياسي المطلع على أدبيات التنظيمات الإرهابية بأن الهجمات التي نفذها أتباع التنظيم كان لها هدفان: الأول هو الترهيب، ذلك أن التنظيم ما يزال يتذكر سحب الحكومة الإسبانية جنودها من أفغانستان بعد أن خلفت تفجيرات مدريد عام 2004 نحو مائتي قتيل. أما الهدف الثاني فهو خلق حالة من الاستقطاب في المجتمعات الغربية، ذلك أن تلك الحالة ستؤدي إلى مظاهرات معادية للإسلام واعتداءات على مسلمين، قد تؤدي إلى شعور الشباب المسلم في تلك المجتمعات بالانعزال وبالتالي السقوط في أحضان الحركات المتطرفة.

لكن رولف توبهوفن، الخبير في شؤون الإرهاب، يرى أن هناك رسالة أخرى من وراء تلك الهجمات، ذلك أن تنظيم "داعش" نجح في التغطية على تنظيم القاعدة جغرافياً، وذلك من خلال تدمير الحدود "الإمبريالية" بين سوريا والعراق. ومن خلال هجمات كبيرة في الغرب، يرسل "داعش" رسالة أخرى مفادها أن قتاله لن ينحصر في منطقة الشرق الأوسط وحدها.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.

وقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".

وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.

يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني 2015، نفذ انتحاري بحزام ناسف هجوما على حافلة للحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس تسبب في مقتل 12 عنصرا من النخبة الأمنية. الهجوم تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" ويعد من أسوإ الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس هذا العام، ويأتي بينما يحتفل مهد الربيع العربي بجائزة نوبل تقديرا لنجاحه في تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي.

سلسلة من الاعتداءات غير المسبوقة توقع 129 قتيلاً على الأقل وأكثر من 350 جريحاً. الإرهابيون استهدفوا ستة مواقع مختلفة، من بينها محيط ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي ومطاعم في أحياء راقية وصالة للحفلات الموسيقية. تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعلن مسؤوليته عن الهجمات.

تفجير دراجة نارية مفخخة يتبعها تفجير انتحاري في سوق بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت يوقع 44 قتيلاً. المنطقة تعتبر معقلاً لتنظيم حزب الله اللبناني. تنظيم "داعش" تبنى الهجوم، الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1999.

طائرة ركاب روسية تابعة لخطوط "كوغاليمافيا" تسقط في شبه جزيرة سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل كل من بداخلها وعددهم 224 شخصاً، أغلبهم روس. وتعتبر هذه أسوأ كارثة جوية روسية على الإطلاق. وفيما لم تثبت التحقيقات بعد ما إذا كان تحطم الطائرة ناتجاً عن خلل فني أو عمل تخريبي، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ"داعش" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.

هجوم انتحاري على تجمع سلمي أمام محطة القطارات في العاصمة التركية أنقرة يوقع 102 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. وأعلن المدعي العام أن تنظيم "داعش" يقف وراء الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ تركيا.

طالب جامعي مسلح يفتح النار داخل منتجع سياحي بمنطقة سوسة، ويقتل 38 سائحاً أجنبياً، بينهم 30 بريطانياً. وتبنى تنظيم "داعش" هذا الهجوم، الذي سبقه هجوم مماثل على متحف باردو في تونس العاصمة في الثامن عشر من مارس/ آذار أدى إلى مقتل 22 شخصاً.

تعرضت جامعة غاريسا في كينيا إلى حصار استمر يوماً بأكمله، أدى إلى مقتل 148 شخصاً، بينهم 142 طالباً بالجامعة. وأعلنت حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن هذا الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ في كينيا منذ تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998.

تفجيرات استهدفت مطعماً وملهى ليلياً يرتاده السياح في جزيرة بالي أوقعت 202 قتيلاً، غالبيتهم من السياح. وأعلنت الجماعة الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجير.

مجموعة من المسلحين تقتحم مجمع "ويستغيت" للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي وتطلق النار على المتواجدين فيه وقتلت 67 شخصا. حركة الشباب الصومالية تبنت الهجوم في وقت لاحق.

مسلحون يهاجمون فنادق فخمة ومحطة القطارات الرئيسية في مدينة مومباي ويوقعون 166 قتيلاً. وقبل ذلك بعامين، في الحادي عشر من يوليو/ تموز 2006، قتل مسلحون 189 شخصاً وجرحوا أكثر من 800 آخرين في سلسلة هجمات على قطارات محطات سكك حديدة في ضواحي مومباي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل